خبراء: مصر تنشط إفريقيا لمواجهة التواجد الخليجي في إثيوبيا

الثلاثاء 17 يناير 2017 09:01 ص

قال خبراء ومختصين مصريين في ملف المياه والشأن الدبلوماسي، إن مصر تسعى من خلال نشاطها في إفريقيا مؤخرا إلى تحقيق أربعة أهداف على رأسها مواجهة الظهور الخليجي في إثيوبيا.

وأضافوا أن مصر تسعى من خلال هذا النشاط أيضا إلى استمرار العلاقات المصرية الإفريقية، وإبداء حسن النية لتخفيف الأزمة المعلنة بين القاهرة وأديس أبابا، فضلا عن محاولة »«لملمة المياه» من دول إفريقية، على أمل تفادي أي تأثير ضار محتمل من سد النهضة الإثيوبي.

وتتزامن التحركات المصرية المكثفة تجاه إفريقيا مع زيارة وفد سعودي رفيع المستوى لإثيوبيا، وحديث عن تعاون بين الرياض، أكبر عاصمة خليجية، وأديس أبابا، وسط خلاف قوي شبه مكتوم بين مصر والسعودية بسبب تباين المواقف في ملفات، منها الأزمة السورية.

وفي 2 أبريل/نيسان 2011، بدأت إثيوبيا إنشاء سد «النهضة» على النيل الأزرق في مدينة «قوبا» بإقليم «بني شنقول- جمز»، على الحدود الإثيوبية-السودانية، على بعد أكثر من 980 كيلومترا، من العاصمة أديس أبابا، ويفترض اكتمال تنفيذه في 17 يونيو/حزيران 2017.

وبينما تتخوف مصر من احتمال تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل، البالغة نحو 55.5 مليار متر مكعب، تقول إثيوبيا إن السد سيمثل نفعا لها، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يضر دولتي المصب، وهما السودان ومصر.

وفي 20 ستبمبر/ أيلول الماضي، وقعت مصر والسودان وإثيوبيا اتفاقية الدراسات الفنية حول تأثيرات سد «النهضة»، والتي تستمر 11 شهرا. بعدها بشهر، وتحديدا يوم 10 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وجهت إثيوبيا اتهامات إلى مصر وإريتريا بـ«دعم المعارضة المسلحة» في إثيوبيا؛ بهدف منع استكمال بناء السد، وهو ما نفته القاهرة.

وفي نوفمبر/تشرين ثان الماضي، حضر وزير الخارجية المصري، «سامح شكري»، قمة إفريقية في أديس أبابا، والتقى على هامشها مع مسؤولين إثيوبيين، لتوضيح المواقف المصرية، والمطالبة بالإفراج عن ثلاثة مصريين تم توقيفهم في إثيوبيا، على خليفة احتجاجات مناهضة للحكومة.

ونهاية الشهر ذاته، التقى الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، في القاهرة، مع رئيس إريتريا، «أسياس أفورقي»، وشدد على أن سياسة مصر الخارجية تقوم على »عدم التدخل فى شؤون الدول الأخرى».

وخلال ديسمبر/ كانون أول الماضي، استقبل «السيسي» في القاهرة وزراء المياه والري بدول السودان، وتنزانيا، وأوغندا، وجنوب السودان، وبوروندي.

وفي الشهر نفسه، توجه «السيسي» إلى أوغندا، في زيارة وصفت بـ«المفاجئة»، غداة زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، «أحمد الخطيب»، لسد «النهضة»، وهي زيارة تلتها أخرى قطرية.

وفي 3 يناير/ كانون ثان الجاري، اقترح وزير الخارجية المصري عقد لقاء مع نظيريه الإثيوبي، «ورقني جبيوه»، والسوداني، «إبراهيم الغندور»، لاستكمال محادثات السد، قبيل انعقاد الدورة الـ28 للقمة الإفريقية، بين يومي 22و31 من الشهر الجاري، والتي تركز على الدعوة إلى «تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب».

أهداف القاهرة

«منى عمر»، مساعدة وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية سابقا، قالت إن «الزيارات المتبادلة بين القاهرة ودول حوض النيل لم تتوقف، حتى في ظل السنوات التي وصفت فيها العلاقات بالسطحية، إبان عهد الرئيس (المصري) الأسبق، حسني مبارك (1981- 2011)».

بينما اعتبر «ضياء القوصي»، خبير المياه ومستشار وزير الموارد المائية المصري سابقا، أن «تحركات القاهرة الأخيرة متعلقة بظهور خليجي في إفريقيا، ولا سيما إثيوبيا، فبالتزامن مع التحركات المصرية يوجد تحرك قطري سعودي مماثل لم تكشف البيانات الرسمية عن تفاصيله، وإن كان مستغرقا في الحديث عن العلاقات الثنائية».

أما «مغاورى شحاتة دياب»، وهو أكاديمي مصري متخصص في مصادر المياه، ورئيس مجلس إدارة «الجمعية العربية للمياه الصحية» (غير حكومية)، فرأى أن النشاط المصري تجاه إفريقيا يأتي في إطار »محاولة تحسين العلاقات بين مصر وإثيوبيا، بعد أن ساءت في الفترة الأخيرة، خاصة مع اتهام مصريين بالوقوف وراء مظاهرات معارضة في أديس أبابا».

فيما وصف «عبد الله الأشعل»، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريح للأناضول، التحركات المصرية في إفريقيا بأنها »حمل خارج الرحم»، معتبرا أن «مصر ليس لديها رؤية شاملة للحل، ولا خطط بديلة، والتحركات ليست منسجمة ولا توحي بجديد».

لملمة مياه

وحول أوجه الاستفادة المحتملة لمصر من تحركاتها الإفريقية الأخيرة، أجاب دياب بأن »القاهرة ربما تسعى إلى تدخل بعض الدول لدى إثيوبيا لدعم مسألة عملية تقسيط خصم المياه، التي تمر لمصر من خلال فتحات سد النهضة ونظام التشغيل، مع بدء ملء السد أو بعدها، وهذا أمر مهم».

وعن مباحثات مصر مع أوغندا بشأن بحيرة فكتوريا، قال إن «أي مشروعات علي النيل الأبيض، ومنها أوغندا أو بحيرة فكتوريا ومنطقة بحر الجبل، لم تكن في أي وقت بديلا عن المياه في حوض نهر النيل الأزرق؛ لأن كميات الأولى متواضعة».

وموضحا، تابع أنه «لو حاولنا زيادة مقدار مرور المياه من هذه المنطقة، بالتعاون مع أوغندا ودول منطقة البحيرات، فلن تزيد عن ثلاثة مليارات متر معكب سنويا.. هي لا تنفع بديلا عن النيل الأرزق، لكن تمثل إضافة لمشروعات أعالي النيل».

وراصدا هدفا رابعا للتحركات المصرية المكثفة في الفترة الأخيرة، قال دياب إنها «في النهاية محاولة مصرية للملمة المياه؛ لتفادي أي تأثير ضار محتمل من سد النهضة، وهو مسار مواز، بجانب محاولات مصر وقف إهدار المياه وتلويثها وإعادة تقسيم سياستنا المائية في الجانب الزراعي، وإدراك أهمية توفير مياه في المستقبل، كما يتم في مسار تحلية مياه البحر، وهذا كله في اتجاه تعظيم الاستفادة من مواردنا المائية».

  كلمات مفتاحية

سد النهضة مصر العلاقات الخليجية المصرية إثيوبيا إفريقيا

برلماني مصري لرئيس أوغندا: «عبدالناصر» جاني في المنام وبيقولك زودوا حصتنا في الميه

مصر تنشط إفريقيا من بوابة كينيا وغانا مخافة أن يفوتها قطار القارة السمراء