«كوثر حفيظي» أول امرأة من شمال إفريقيا تصل لمنصب «مديرة قسم الفيزياء بمختبر أرجون»

الخميس 9 فبراير 2017 06:02 ص

وصلت المغربية «كوثر حفيظي» إلى منصب مديرة قسم الفيزياء بمختبر أرجون الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية، في أول مرة تصل امرأة من شمال أفريقيا إلى هذا المنصب بواحد من أشهر مختبرات العلوم الأمريكية.

ودرست «كوثر حفيظي» في مدرسة باب مراكش بالرباط، وانتقلت إلى إعدادية «عبد السلام السايح»، ثم ثانوية مولاي يوسف، وبعد حصولها على شهادة البكالوريا، درست في شعبة الرياضيات والفيزياء بكلية العلوم جامعة محمد الخامس بالرباط، ثم تابعت دراستها في الخارج، حيث حصلت على  الماجستير والدكتوراه في فرنسا.

اشتغلت «كوثر» لسنوات في محاولة فهم الكوارك (quark)، والغلوون (gluon)، اللذان يعدان أصغر العناصر الذرية التي تعطي البروتون (proton)، والنوترون (neutron)، والنوى (nuclei)، والذرة (atom) وكل الجزئيات التي تُرى في الكون. كما قامت بقيادة تجارب تحاول فهم التفاعل بين الكوارك والغلوون، وهو أقوى تفاعل يربط بإحكام القوة النووية.

وغادرت البلاد بسبب إضراب الحاصلين على الدكتوراه عام 1995 للحصول على وظائف. ونتيجة لذلك، قامت الدولة بالاستجابة لمطالبهم بينما جرى إغلاق منافذ التخرج في الدكتوراه لفترة، لذلك لم تجد بدا من السفر إلى فرنسا لاستكمال دراستها، إذ انتقلت إلى باريس لدراسة الماجستير، وهناك بدأت التحضير لنيل شهادة الدكتوراه في مجال الطاقة الذرية.

«كوثر» لفتت في حوارها مع CNN إلى أنها اختارت هذا المجال دون غيره لأنه «عندما كنت صغيرة، كنت أسأل والدي من هو الله، وكان والدي يجيبني أنه إذا درست بشكل مطول، فربما يمكنني أن أجيب على هذا السؤال. مثل الجميع، أنا معجبة بالكون، وأتساءل من أين أتينا ولماذا تسير الأمور على هذا المنوال. وبالتالي فالعلوم وبالخصوص الفيزياء النووية قريبة جدا من الكون، فكلما درستَ ما خلقه الله، كلما اكتشفتَ كم هو عظيم هذا الإله، لذلك فأجمل ما يمكن أن تقوم به، وهو ما يعدّ كذلك نوعا من العبادة، هو البحث العلمي فيما خلقه الله «إنما يخشى الله من عباده العلماء».

وعن تكاليف دراستها بالخارج قالت إن والدها لم يكن لديه القدرة المالية، «فإحدى خالاتي باعت مجوهراتها لأجل أن أسافر إلى فرنسا. ما أتذكره كذلك هو هذه الجملة التي اعتاد والدي أن يقولها: إذا سمعت أنني توفيت، أكملي رحلتك نحو المعرفة. إجمالا لديّ ذكريات كثيرة، منها ما هو سعيد وما هو أقلّ سعادة، لكن عندما أنظر إلى الماضي، أفرح كثيرا لما حققته».

وعن حياتها الشخصية قالت «سني حاليا 44 عاما، متزوجة من باحث فيزيائي من أصل تونسي. تزوجنا عام 1998 عندما التقينا في باريس، وحين انتقلت إلى الولايات المتحدة انتقل معي. انضم زوجي إلى معهد أرجون كباحث وهو يعمل كذلك في قسم الفيزياء. لدينا ابن يبلغ من العمر 11 سنة اسمه عمر».

واختتمت حديثها برساله للشباب في المغرب فقالت «الحياة قصيرة ولدينا تصويبة واحدة تجاهها، لذلك من الأفضل أن نستخدمها بشكل أفضل. العلوم مهمة بشكل كبير، فهي تحدد حاليا قيمة الأمم والبلدان. إذا كان لديك حلم، عليك أن تثابر لتحقيقه دون أن تعير اهتماما لمن يريد تثبيط عزيمتك. العلم هو أكثر من مجرد عمل، هو شغف وطريقة في الحياة. لذلك أشجع كل واحد أن يتابع مساره في العلوم والتكنولوجيا، لأنهما يستحقان بالفعل».

المصدر | الخليج الجديد+ CNN

  كلمات مفتاحية

كوثر حفيظي