في الوقت الذي اشتد فيه الصراع بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية بشأن الأنشطة التي تقيمها وتشرف عليها «الهيئة العامة للترفيه»، ، وخاصة بعد الكشف عن حفلة غائية تحييها المطربة نوال الكويتية وأخريات، تبرأت الهيئة من ذلك تماما عبر صفحتها الرسمية على تويتر وحثت عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على أخذ المعلومات عبر حسابهم أو حساب الروزنامة.
وتواصلت المعركة بين الجانبين خلال الأيام الماضية، وفجرتها أنشطة نظمتها الهيئة الجديدة في مدن سعودية بينها جدة (غرب) والرياض (وسط) والدمام (شرق)، وتضمنت حفلات راقصة وغنائية، وهو ما رأي فيه التيار المحافظ «تغريباً» و«مسخاً» لهوية المجتمع السعودي المحافظ بطبعه، بينما دافع عن الهيئة التيار الليبرالي بشدة.
لتيار المحافظ من جهته رأى أن «هيئة الترفيه» وأنشطتها سبب من أسباب نشر الرذيلة والفساد بين شباب وشابات المجتمع السعودي؛ حيث أنها تقوم برعاية حفلات غنائية وثقافية لم يعتد عليها المجتمع السعودي.
على الجانب الأخر وقف الكثير من الليبراليين مدافعين عن «هيئة الترفيه» وأنشطتها.
وبين هذا التيار وذاك وقفت صامتة «هيئة كبار العلماء»؛ الجهة الرسمية المعنية بالإفتاء في المملكة وإبداء الرأي في مدى اتساق الفعاليات والأنشطة مع الشرع الإسلامي.
وعبر وسمي #نوال_الكويتيه_واصاله_في_الرياض، و#الترفيه_تنجس_بلادنا_بالمطربات أعرب المغردون عن رفضهم للحفلات الغنائية في المملكة، معتبرينها تناقض الشرع والعادات والتقاليد.
حساب nawaf قال «اللهم لا تجعلنا ممن قال عنهم الله (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
أما «نمر بن رداد» فقال «اتقو الله قبل ان تقول انفسكم يا حسرتاه يوم لا ينفع الندم».
بدوره قال «تم تميمي» «الترفيه ليس في الغناء والرقص، بل في إنشاء المراكز العلمية وعلوم الفضاء والمتاحف والمدن الترفيهية والحدائق».
اما «خيمة الصحراء» فقالت «عن الرسول ﷺ (ليكونن من أمتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)».
وقال «مشعل الروقي» «أقسم بالله العظيم أننا نكره الممثلات والرقاصات ومن يطبل لهن من أشباه الرجال أكثر من كرهنا لليهود والنصارى».
حساب «عوافي» قال «عندما ترى الآلاف يتابعون التافهون والمطربون والممثلون تدرك بيقين لماذا الدجال إذا جاء تبعه الكثيرون؟!».
وقالت «أفنان» «الحرام يبقى حرامًا، والحق يبقى حقًا، ولو وجدت له في نفسك مئة مبرّر».
بدوره قال «محمد الشهري» أيضا «اللهم إنا نشهدك ونشهد خلقك إنكارنا ورفضنا وبراءتنا من كل هذه المنكرات والفساد والمجون والفجور».
وقال حساب «رفيقة الكبرياء» «بالله فيه وجه مقارنة بين سماع القرآن وسماع الأغاني ..قلوبكم متعلقة بالدنيا ومغطاة بالران ياعشاق الغناء» .
وعبر وسم #الترفيه_تنجس_بلادنا_بالمطربات قال «باري القوس» «لا أحد يصدق بعد الآن أن هيئة الترفيه تطبق الضوابط الشرعية. بل يجب أن نصدق بأن عذاب الله واقع إذا سكتنا عنهم».
حساب «نجمة في سماء أبي» «الله طيب لا يقبل إلا الطيب من القول والغناء منكر من القول وفحش كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا».
مساعد بن عيد قال «إن كان الهدف إدخال السرور على المسلم، فهذه ليست الطريقة.. بل ضاق الأمر على العقلاء وأهل الغيرة وعامة المجتمع».
أما حساب رجل هيئة قال «إذا أعز الله دولة بالإسلام ثم بدأت تتحول عنه، فهي تتجه نحو تبديلها بخيرٍ منها ﴿وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم﴾»، وأضاف « من يُصدّق أنّ هيئة الترفيه تُطبِّق الضوابط الشرعية بعد اليوم فعليه أن يُصدّق أن شمس اليوم قد غربت من مشرقها!».
وقال حساب «مبهم» «هيئة الترفيه تطعن جنودنا في ظهورهم وهم بين الحديد والنار».
قناة الحسبة قال أيضا «برعاية ضوابط أعداء الله الغربية يُفرض الفساد لهدم فضيلة بلآد الحرمين وإفساد أخلاق شبابها والله غالبٌ على أمره».
يذكر أن الشهر الماضي، أفتي مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين».
وقال المفتي: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».
وكان الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس «عمرو المدني» كشف النقاب عن بعض برامج «الهيئة» لـ 2017، ومن بينها الترخيص لحفلة غنائية للفنان السعودي «محمد عبده» في جدة أواخر يناير/كانون ثان الجاري، وأخرى ربما تنظم قريبا في العاصمة الرياض، بحسب قوله.
وفي السياق نفسه، ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالله المطلق»، رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة في السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودرس إنشاء دور سينما بالمملكة.
