«وسيم يوسف».. كاهن أبوظبي المجنس

الثلاثاء 6 يونيو 2017 02:06 ص

يلعب الداعية المثير للجدل «وسيم يوسف» الأردني الأصل، والحاصل على الجنسية الإماراتية، دورا كبيرا في تبرير قرارات المقاطعة والحصار لدولة قطر، مشيدا بـ«النكسة» التي تزامنت أمس الاثنين، بين هزيمة الدول العربية في 5 يونيو/ حزيران أمام العدو (الإسرائيلي)، وحصار دول عربية للشعب القطري الشقيق.

خطيب جامع الشيخ زايد الكبير في إمارة أبوظبي، من مواليد يوليو/ حزيران 1982، بمدينة «أربد» في الأردن، يعد واحدا من أبرز عملاء جهاز أمن الدولة في الإمارات حاليا، وينفذ خططا ممنهجة لمنح قرارات وسياسات النظام الإماراتي غطاء شرعيا ودينيا، ابتداء من تشويه ثورات الربيع العربي، وشن الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين، وصولا إلى مهاجمة مشايخ وكبار علماء الأمة.

ويعد «وسيم»، ضيفا دائما على قنوات «أم بي سي» السعودية التي تبث من دبي، وهو مقدم برامج دينية على عدة قنوات إماراتية، ويقود تيار الدعوة إلى الفصل بين الدين والسياسة، وإلصاق تهمة الإرهاب بجماعة الإخوان، وبالحركات والعواصم المناوئة للسياسة الإماراتية، وهو أحدث إصدارات أبوظبي لنمط رجال الدين المرغوب من نظام شديد العداء للتيارات الإسلامية في المنطقة.

تغريدات النكسة

خطيب جامع الشيخ زايد الكبير، ومدير عام جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، ومحاضر مادة التفسير للقرآن الكريم، أطلق أمس من منصة صفحته على موقع التدوينات «تويتر»، سلسلة تغريدات تهلل لقرار حصار الشعب القطري، واصفا قرار قطع العلاقات مع قطر، بأنه «قرار لصالح الشعب القطري أولا.. ثم للأمة العربية.. حتى لا تصبح قطر ذات سيادة إيرانية أو إخوانية أو داعشية»، على حد قوله.

وهدد كاهن أبوظبي المجنس، كل من يعترض على قرار ولاة الأمر في قطع العلاقات مع قطر بحجة الحياد، قائلا في تدوينة ثانية: «هذه خيانة لأمن وطنك ولولاة أمرك، أمن الوطن ليس فيه محايد إما مع أو ضد».

ووصف قرارات المقاطعة التي تزامنت مع ذكرى النكسة، بأنها «قرار حكيم من ولاة أمرنا حفظهم الله.. حماية لنا ولأوطاننا من خندق المتطرفين وإعلامه حتى تعود قطر لرشدها بإذن الله».

وتحت وسم «نعم_لردع_تميم_وأعوان»، كتب الداعية المعروف بقربه من أجهزة أمنية واستخباراتية في البلاد، يقول: «الذي يقول ويغرد عن قرارات ولاة الأمر حول مقاطعة قطر أنها فتنة، بل هو رأس الفتنة، نحن مع ولاة الأمر، ولو أمروا أن نقطع يدنا اليمنى لقطعناها»، وفق تدوينته.

وواصل الداعية الإماراتي، ومفتي النكسة، بحسب وصف نشطاء، تحريضه على الدوحة، في سلسلة تغريدات مسيئة لقطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد»، قائلا: «سجن الفاروق (صبيغ بن عسل) لأنه يثير الفتنة وجلده ومنعه من ماله حتى يصمت».

وتابع، محرضا على الانقلاب على أمير قطر وعزله من منصبه، قائلا: «عزل الفاروق خالد بن الوليد حتى لا يفتن الناس به وهو سيف الله، فكيف بمن يفتن الناس ويحرضهم ويدمر بلادهم».

وأضاف، «عزل رسول الله بعض الولاة عن مناصبهم لأنهم لم يخدموا الناس حق الخدمة، فكيف بمن وظيفته قتل الناس وبث الفتنة!».

ولم يسع الداعية الإسلامي المعروف، لإصلاح ذات البين بين الأشقاء العرب، أو للصلح بين إخوة الدين الواحد، بل واصل تغريداته المحرضة على الشقاق، قائلا: «عندما يصل الأمر للمساس بأمن الوطن فنعم وألف نعم لردع تميم وأعوانه»، مضيفا، «أعوانه هم إيران وداعش وطالبان والإخوان المسلمين والقاعدة، كل جنود الشيطان أعوانه»، على حد زعمه.

واعتبر رجل الدين الإماراتي، أن ثورات الربيع العربي فتنة، دون أن يتطرق لدور المال الإماراتي في دعم مجازر الرئيس السوري «بشار الأسد»، والانقلاب العسكري في مصر وليبيا.

وكتب «وسيم» ذراع جهاز أمن الدولة الإماراتي، «ستسمع بعض المشايخ عن قطع العلاقات مع قطر يقولون إن هذه فتنة لا علاقة لنا، قل له: والخريف العربي ألم تكن فتنة!».

وأضاف: «حاولت الدولة الشقيقة السعودية أن تصلح من شأن قطر ولكن قطر أصرت على سياستها الظالمة الطاعنة، وها هي باتت وحيدة».

وتابع: «ستعلم سياسة قطر حجمها الطبيعي الآن أمام السعودية ومصر والبحرين وليبيا، فمن خذل إخوانه العرب لن ينصره أحد يا قطر».

وثيقة مسربة

وكانت وثيقة مسربة، العام الماضي، كشفت تورط الشيخ «وسيم يوسف» الأردني الأصل، والحاصل على الجنسية الإماراتية، في علاقة مشبوهة مع أجهزة سيادية في الإمارات.

وكشف موقع «أسرار عربية»، أن جهاز أمن الدولة الإماراتي في أبوظبي بدأ حملة تحقيقات واسعة طالت كبار الضباط في الجهاز وفي وزارة الداخلية، وذلك بعد افتضاح صلة الأردني «وسيم يوسف» بأمن الدولة الذي منحه الأمن الإماراتي الجنسية في أواخر عام 2014 وطلب منه مهاجمة السعودية وكبار العلماء فيها.

وحصل الموقع على وثيقة سرية مسربة من مكتب وزير الداخلية الإماراتي «سيف بن زايد آل نهيان»، تكشف أن جهاز أمن الدولة الإماراتي أخضع اثنين من كبار المسؤولين في الإمارات للتحقيق من أجل معرفة من يسرب المعلومات، حيث تم استجواب العميد «سعيد راكان» مدير عام الجنسية حول كيفية تسرب معلومات عن «وسيم يوسف»، ومن بينها صورة عن جواز سفره.

كما قام جهاز أمن الدولة الإماراتي –بحسب الوثيقة- باستجواب اللواء «خليفة حارب الخيبلي» وهو الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ، وتم سؤال كل منهما عن كيفية تسرب خبر حصول الأردني على الجنسية الإماراتية وكذلك تسرب صورة عن جواز سفره الإماراتي، وهو ما كشف واحداً من أهم عملاء جهاز أمن الدولة الإماراتي.

وسبق أن هاجم «وسيم»، الداعية السعودي المعروف الدكتور «محمد العريفي»، كما هاجم الشيخ «سليمان بن أحمد الدويش»، والشيخ «عادل الكلباني»، وأثار الجدل في محافل كثيرة بانتقاده للحركات والأحزاب الإسلامية المعتدلة في مصر والجزائر وبلدان أخرى.

وفي أبريل/نيسان قبل الماضي، تصدر وسم «الشعب السعودي يطرد وسيم يوسف» قائمة الأكثر تداولاً في «تويتر» السعودية، بعد إلغاء محاضرة كانت مقررة له في العاصمة الرياض، بعد رفض واسع لحضوره، وانتقادات لخطه الدعوي في مهاجمة علماء المملكة.

وكان مجلس الوزراء القطري، أعرب في بيانن عن استغرابه لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها مع قطر، وقال إن الهدف من القرار هو ممارسة الضغوط على الدوحة لتتنازل عن قرارها الوطني.

وقال المجلس في بيانه إن القرار غير مبرر ويستند على مزاعم وادعاءات وافتراءات وأكاذيب، وأشار إلى أن الدول الثلاث مهدت لقرارها بحملة إعلامية واسعة وظالمة استخدمت خلالها كل وسائل الإعلام في سابقة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولم تستثن حتى رموز دولة قطر من التجريح والإساءة.

وذكر البيان أنه «كان واضحا منذ البداية أن الهدف من وراء الحملة الإعلامية وقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية وإغلاق الحدود، هو ممارسة الضغوط على دولة قطر لتتنازل عن قرارها الوطني وسيادتها وسياستها المرتكزة أساسا على حماية مصالح شعبها».

وأكد مجلس الوزراء أن قطر ستبقى وفية لمبادئ وقيم مجلس التعاون الخليجي، ومتمسكة بكل ما فيه مصلحة وخير شعوب دول المجلس. وأكد المجلس أيضا التزام قطر بالعمل مع المجتمع الدولي على مكافحة الإرهاب.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وسيم يوسف خطيب جامع الشيخ زايد أمن الدولة الإمارات قطر