46% من النساء يخشين «سرطان الثدي» .. ويتوفين بـ«أمراض القلب»

الخميس 13 يوليو 2017 08:07 ص

 تتناسى المرأة الأمراض القلبية، ولا تبدي اهتمامًا كافيًا بصحة قلبها كما هي الحال مع باقي الأمراض التي تتهدد صحة كل انسان.

ورغم أن الاعتقاد السائد بأن أمراض القلب الوعائية تصيب الرجال أكثر من النساء، لكن قد تكون الحقيقة مغايرة لذلك. فهل حقاً يخذل القلب المرأة أكثر من الرجل؟ ولماذا تختلف الأعراض بين الجنسين؟  

وتؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية أن الأمراض القلبية الوعائية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في أنحاء العالم، حيث أن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى.

وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أنه توفي نحو 17.3 مليون نسمة بسبب الأمراض القلبية الوعائية في العام 2013، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع تلك الأعداد إلى 23.6 مليون حالة وفاة في العالم بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من أن الأمراض القلبية الوعائية تندرج عمومًا في خانة «أمراض الرجال»، إلا أن الأرقام تشير إلى أن الموت يطال الرجال والنساء على حدّ سواء. لكن معدل الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية لدى المرأة أعلى من الوفيات التي يتسبب بها السرطان بمختلف أشكاله.

وفي تصريحات لطبيبة القلب «رنا قسطه» لموقع «النهار»، قالت: «لم تنجح حملات التوعية والمعلومات الطبية الى حض المرأة على الاهتمام بقلبها كما حال الرجل».

وأوضحت: «شكوك المرأة في أن تكون الأمراض القلبية أكثر خطورة على صحتها من باقي الأمراض أظهرته نتائج إستطلاع الرأي الذي أشار الى أن نحو 54% من النساء اعتبرن أن امراض القلب هي السبب الأول للوفاة بين النساء، في حين أن النصف الآخر أشار الى أن سبب الوفاة ناتج من سرطان الثدي، هذا المرض الذي تخشاه معظم النساء. إذاً، ما هو معروف اجتماعيًا مغاير للواقع، فالخوف من الموت بسبب سرطان الثدي عند النساء ليس في محله، إذ إن مخاطر الأمراض القلبية الوعائية أكبر بكثير».

وتختلف أعراض أمراض القلب الوعائية بين الرجال والنساء، لذلك تشدد «قسطه»: «على أهمية أن تعي النساء أهم عوارض القلب والتنبه لها، كما هو الحال بالنسبة الى سرطان الثدي الذي يشهد في السنوات الماضية الأخيرة كثافة في حملات التوعية والمتابعة من المرأة».

وحول أعراض الإصابة بالأمراض القلبية، تسردها «قسطه» في الشعور بـ«وجع أو ثقل في الصدر، وضيق في التنفس أو حريق خاصة بعد القيام بمجهود، وامتداد الوجع الى الرقبة والكتفين والفك».

إلا أن تلك الأعراض النموذجية أقل ظهورًا لدى المرأة. لذلك تنصح الطبيبة، المرأة التي تخطت الـ45 من العمر، ضرورة إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من صحة قلبها.

جدير بالذكر أيضًا، أن هناك 6 عوامل رئيسية تؤثر بشكل أساسي في صحة شرايين القلب، وتستوجب مراقبة دائمة تتمثل بـ«ارتفاع معدل السكري، وارتفاع معدل الكوليسترول، لذا هناك ضرورة إجراء فحص دم لمراقبة معدل السكري والكوليسترول».

لافتة إلى أن «ارتفاع ضغط الدم يوجب مراقبة الضغط على فترة زمنية معينة، وكذلك يؤثر الوزن الزائد في احتمالية الإصابة بأمراض القلب، لذا يجب اتباع حمية غذائية بمبادرة فردية أو بمساعدة اختصاصية التغذية».

مشيرة إلى أن التدخين يمثل خطورة كبيرة في احتمال التسبب بالمرض.

كما قالت: «هناك عامل الوراثة، وهو العامل الوحيد الذي لا يمكن التحكم به. ففي حال كان هناك حالات أمراض قلبية في العائلة، يجب الوقاية والتنبه أكثر. واستناداً الى نتائج الفحوص، يقرر الطبيب ما اذا كانت بحاجة إلى متابعة وعلاج إضافي».

وتقسم طبيبة القلب الخطر إلى 3 أقسام:

  • خطر الواقي: لا يستدعي إجراء فحوص أخرى.
  • خطر عال دون ظهور عوارض: يتوجب إجراء فحوص خاصة مثل تخطيط القلب.
  • خطر عالٍ مع عوارض: إجراء فحص الجهد أو التمييل، استناداً الى قرار الطبيب.

كذلك لفتت «قسطه» إلى أن «هناك بعض الفحوص التي تطبق على الرجال دون النساء. لذلك لضمان صحة قلب دون تفرقة، اصبح هناك فحص يُطلق عليه تسمية Calcium Score، وهو واحد من فحوص متعددة، يظهر نسبة ترسب الكالسيوم في شرايين القلب».

وشددت على مسألة التدخين التي تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحة شرايين القلب. وتجدر الإشارة الى ان هذه الفحوص متوافرة في مركز صحة القلب التابع لمؤسسة «يدنا»، وهو مركز وقاية من امراض القلب والشرايين عند المرأة اللبنانية فما فوق الـ45.

أما حول أسلوب الحياة السليم، قالت إنه «بعد التدابير الوقائية للتأكد من صحة قلبها، على المرأة من جهة أخرى المحافظة على صحة شرايينها من خلال اتباعها أسلوب حياة سليم».

في هذا السياق، تقدم «قسطه» مجموعة نصائح للموازاة بين صحة الغذاء وصحة القلب، وهي:

  • تفادي الدهون.
  • التقليل من الحلويات والنشويّات.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • اتباع حمية غذائية سليمة وصحية.
  • تفادي الملح الزائد لا سيما الملح المخفي الموجود في المعلبات والمعجنات الجاهزة والخبز والكبيس والزيتون.
  • التنبه الى محيط الخصر أو المنطقة الوسطى من الجسم ان لا يتعدى 85 سنيمترًا.
  • تناول المكسرات النيئة لا سيما الجوز.
  • تناول الزيوت المستخلصة من الأسماك والتي يمكن تناولها إما مشوية أو نيئة.

 

  كلمات مفتاحية

طب أمراض القلب سياسة التدخين المرأة صحة جسم أمراض

أدلة على سبب ارتباط حمية البحر المتوسط وزيت الزيتون بالوقاية من أمراض القلب

دراسة أمريكية: شرب المزيد من المياه يقلل نسب السكر في الدم ويخفض الإصابة بأمراض القلب

تحذيرات من لمس أي سيدة ترتدي سوار لا تلمس ذراعي