تعرف على أول سعودية تتسلق أعلى قمم جبال بالعالم

الثلاثاء 25 يوليو 2017 09:07 ص

استطاعت الشابة السعودية «رها محرق»، أن تحقق حلمها بتسلق أعلى سبع قمم في العالم، آخرها جبل دينالي في ألاسكا الأميركية. إلا أن الحلم لم يكن سهل التحقيق وتطلب منها الكثير من المثابرة والتدريب والقناعة والشغف.

وتقول «محرق» في لقاء صحفي أخير: «أنا لست شخصًا واثقًا من نفسه لا بل من أولئك الذين عندما يرتدون ملابس بيضاء اللون، يأملون أن تبقى كذلك طيلة النهار. ولكن عندما أؤمن بشيء، أقوم بكل ما في وسعي لتحقيقه».

وبالفعل، لم يمنع فشل «محرق» في أول مرة تسلقت فيها جبل دينالي من أن تعاود التجربة من جديد. حيث قالت: «منذ بضعة أشهر، كانت حياتي تقتصر على النوم والأكل والتدريب لأنه يجدر بي أن أسلّح جسدي وعقلي قبل الذهاب إلى المعركة. نعم أظنها معركة لأنها المحاولة الثانية». محاولة لم تكن تعرف نتيجتها مسبقًا، فتوضح: «لا أعرف ما سَيحصل وهذا هو جمال هذه المغامرة والمخاطرة. يجب أن تثق بقدراتك وقناعاتك وشغفك لأنه عندما تكون رهينة البرد والجوع والتعب، تحتاج إلى أكثر من الاعتداد بالنفس أو الاعتماد على إنجازاتك السابقة للوصول إلى القمة».

وقبل عامَين كانت التجربة مريعة بحسب ما تصفها «محرق». وتقول: «لم تسر الأمور على ما يرام أبدًا، من الأحوال الجوية السيئة إلى عدم مهنية الفريق المرافق حتى أن مرشدي توفي في انهيار ثلجي قبل يوم من التسلق وأصبت بالكثير من الأذى. شعرت، حينها، أنني لا أريد القيام بذلك بعد الآن ولم أتوقّف عن التساؤل ما إذا كانت هذه نهاية حبي لتسلق الجبال»س. وتتابع «لكنني كنت أشعر بأن ثمة شيئًا غير مُنجز. ولذا، قررت العمل على إعداد نفسي عاطفيًا وجسديًا».

لكن التدريب لست ساعات يوميًا أعطى ثماره وها هي تعود إلى دبي، مكان إقامتها، بعد رحلتها الطويلة. فتقول في تصريحاتها الصحفية التي أدلت بها: «العودة إلى هذا الجبل كان تحديًا كبيرًا لي، على الصعيدين النفسي والجسدي. حتى النهاية، لم يكن الأمر سهلاً لاسيما أن كثيرين تعرضوا لجروح أو استسلموا ووحدهم 6 أشخاص بلغوا القمة بعد نحو 20 يومًا من التسلق بين 6 إلى 10 ساعات يوميًا».

وتضيف: «خلال تسلقي لإيفرست، انتابتني الكثير من المشاعر وبدأت أبكي .. فقد تمنكت أخيرًا، من تحقيق حلمي بتسلق أعلى القمم في كل القارات ولم أكن أصدق ذلك».

تجدر الإشارة إلى أن مغامرات الشابة السعودية المقيمة في دولة الإمارات، على أعلى قمم العالم، صنعت لها اسمًا في المنطقة العربية والعالم لاسيما عندما باتت، عام 2013، أول شابة سعودية وأصغر شابة عربية تنجح في بلوغ قمة إيفرست. وهنا تشرح: «أكيد حصلت الكثير من الأمور وتطورت منذ الإيفرست إلا أنني من الداخل، ما زلت الشخص ذاته».

وفي النهاية، شاركت «محرق» في 14 بعثة وتسلقت سبع قمم من أعلى جبال العالم. وتقول: «جسديًا، تحولت إلى رياضية أتدرب بشكل منتظم وآكل بشكل سليم. أما على الصعيد الشخصي، فلم تعد الأمور التي كانت تزعجني مثل تأخر الناس عن المواعيد تهمّني اليوم. كنت شخصاً لا يأبه بما يقوله الناس، والآن أنا أكثر ميلاً الى هذا الشعور».

كما أن «المحرق» قد تعاونت مع العديد من المنظمات مثل «هيومان رايتس واتش» والفيفا كما شاركت في العديد من الفعاليات مثل «مؤتمر النساء في العالم»، وتلجأ إليّ بعض الوسائل الإعلامية للتعليق على الأحداث الرياضية لاسيما خلال الألعاب الأولمبية السابقة.

كل ما حققته «رها محرق» حملها إلى الفوز بـ «جائزة المنجزة» لعام 2016 ضمن جوائز نساء الإمارات. وعن هذه التجربة تقول: «حتى الآن لا أصدق ما حصل لي وهذا شرف كبير لي. أهديت الجائزة لوالدي لاسيما أنه كان في العناية الفائقة بعد تعرضه لنوبة قلبية. لم أكن سأحضر الحفل. فأنا كنت أتابع تدريباً بكرة الطائرة في إسبانيا عندما اتصلت بي أمي للعودة إلى السعودية. وعندما وصلت إلى دبي، اتصل بي المنظمون وألحوا على حضوري لأنهم كانوا يعرفون بأنني فائزة. وطلب مني والدي ألا أعود إلى جدة من دون الجائزة. هذا شرف كبير لي».

وتقول الشابة السعودية أن كل ما تقوم به  يدور حول مهمة محورية تريد أن تجعل منها أساس حياتها في المستقبل، ألا وهي زيادة التوعية حول أهمية ممارسة النساء للرياضة في المنطقة العربية، موضحة: «يجب التركيز على التربية والتعليم، يجب تثقيف الأهل حول أهمية الرياضة في حياة أبنائهم. يجدر بالحكومات أن تُدخل الرياضة بشكل صارم في المناهج الدراسية لا أن يكون الأمر من الكماليات».

وتختتم «رها» يأنها لا تحلم إلا بأيام طويلة من الراحة بعد أشهر من المجهود الجسدي والنفسي، إلا أن أكثر ما تريده هو أن تُنهي كتاب مذكراتها لنشره نهاية العام والتفكير بأفضل وسيلة من أجل نشر التوعية حول أهمية تغيير القوانين والصور النمطية التي تعيق ممارسة الرياضة أمام الكثير من النساء لاسيما السعوديات. وقالت حول ذلك: «لا أظن أننا سنقوم بما يكفي حتى لو توجهت إلى كل مدارس المنطقة وتحدثت مع التلاميذ، لن يكون الأمر كافيًا إلا أنه علينا المثابرة لأننا ندين بذلك للأجيال القادمة». 

موجهة نصيحة إل كل امرأة عربية، قائلة: «لا تخافي أبداً من إسماع صوتك ولا تنتظري أن يمنحك أحد المساواة التي تستحقينها».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية