أن تكون مسيحياً في دول الخليج

الخميس 1 يناير 2015 02:01 ص

نشرت صحيفة «الجارديان» افتتاحية لها في 26 ديسمبر الماضي، اتهمت بيها دول الخليج بسوء معاملة المسيحيين، حيث قالت إنهم يعملون كعبيد ويجبرون على ممارسة ديانتهم في السر، كما وجهت اتهامات مماثلة إلى إيران، وقالت الصحيفة إن الاضطهاد المسيحي في الشرق الأوسط يتم من قبل السنة والشيعة –بحسب وصفها- ، كما اتهمت الشيعة العراقيين بارتكاب عمليات إبادة ممنهجة ضد المسيحيين في العراق بعد الغزو الأمريكي مما تسبب في انخفاض أعدادهم إلى الثلث، وهجرة عدد كبير منهم إلى أقليم كردستان بعيداً عن سيطرة الحكومة الشيعية.

وقالت الصحيفة إن المسيحيين لا يمكنهم أيضاً الوثوق بالأكراد «السنة» الذين ارتكبوا مذابح دموية ضد المسيحيين الأرمن منذ حوالي مائة عام، وأضافت الصحيفة أن المسيحيين في سوريا يضطرون إلى دعم الرئيس الدموي بشار الأسد خوفاً مما وصفته بـ«التمرد الطائفي»، كما قلت الصحيفة إن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد في مصر وباكستان وروسيا والصين وحتى إسرائيل.

وفي سياق الرد على ما نشرته الصحيفة، قام القس والراهب «آندي تومسون» كبير القسيسين بكنيسة القديس آندرو بأبو ظبي، بإرسال رد مقتضب  إلى الصحيفة تحت عنوان «حقيقية أن تكون مسيحياً في دول الخليج» جاء نصه كالتالي:

في الوقت الذي يعيش فيه قسيس الكنيسة الإنجليكانية في أبو ظبي، وقسيس آخر في الكويت، وكاهن في كاتدرائية البحرين، أود أن أتطرق هنا إلى الافتتاحية الخاصة بالحديث عن الاضطهاد المسيحي في 26 ديسمبر. وأنا أقدّر دور الجارديان في تسليط الضوء على ما أصبح بمثابة اتجاهٍ مقلقٍ على نطاق واسع. لكن وبما أني مقيم في الخليج، شعرت أن الخط الذي يقدم الخليج كواجهة للاضطهاد المسيحي يكاد يكون مضللاً. في حين أن هذا من شأنه أن يكون صحيحًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية، والواقع في دول الخليج الأخرى هو أكثر اختلافاً ودقة، على الرغم من وجود القوى العاملة المحلية الكبيرة التي تتكون من المسيحيين من دولٍ مثل الفلبين والهند وإثيوبيا، وهناك أيضًا أقلية مسيحية كبيرة تعمل في القطاع المهني؛ في التعليم والصحة والسياحة وصناعة النفط والغاز - وبعبارة أخرى؛ لسنا جميعاً من موظفي الخدمة الفقراء.

ليس هناك اضطهاد في دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان. وبالنسبة لمن يعيشون في الكويت؛ فقد رأيت الكثير من سوء المعاملة للعاملات في المنازل، وأحيانًا يكون ذلك بسبب الدين، ولكنه في الأساس كان تعسفًا في استعمال السلطة أكثر من كونه اضطهادًا. لقد وجدت أن الأسر الحاكمة كانت سخيّة بلا كلل تجاه الكنيسة؛ وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي قمة مجموعة العشرين للحوار بين الأديان مؤخرًا في «بريسبان» وبصفتي ممثلاً عن المجتمع المسيحي في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فقد تحدثت عن دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها مثالاً ممتازًا للحرية الدينية ضمن إطار إسلامي.

أعتقد أن الافتتاحية تحتاج أيضًا أن أُذكّر القراء بأن بعض الدول المذكورة بها خللٌ لدرجة أن جميع الأقليات وربما الغالبية تعاني أيضاً (على ما أظن كوريا الشمالية بشكل خاص). والعراق أيضًا هو حالة أخرى؛ حيث يقع المسلمون ضحية العلامة التجارية للإسلام الداعشي، بينما هم في الحقيقة يتعرضون لوحشية واضطهاد لا يقل عن المسيحيين.

وبعد؛ فإن الاضطهاد المسيحي واقع، وأشكر لكم رفع مستوى الوعي حول معاناة عدد لا يُحصى من المسيحيين الملتزمين. على الرغم من ذلك، وخصيصاً في حالة مثل الخليج، فإن الافتتاحية تعد عرضًا غير كافٍ لتجربة الكنيسة والمسيحيين.

المصدر | الجارديان

  كلمات مفتاحية

المسيحيون في الخليج

للمرة الأولي .. تركيا تسمح ببناء كنيسة في اسطنبول

الكنسية الأرثوذكسية في مصر تتكّتم على «فضيحة جنسية» لأحد القساوسة!

البحرين تبدأ بناء أكبر كنيسة في منطقة شمال الخليج

أناجيل بلهجات خليجية.. القصة الكاملة لمشروع أمريكي مثير للجدل

الإمارات.. الكشف عن دير مسيحي عمره نحو 1400 عام