«الحشد الشعبي» يدرب مقاتلين شيعة من الخليج في العراق

السبت 26 أغسطس 2017 01:08 ص

كشف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير له عن تدريب مقاتلين شيعة من الخليج العربي في معسكرات الحشد الشعبي بالعراق، وهو ما أصبح يثير قلقا متصاعدا من تحولهم إلى تهديد على أمن دولهم، وسط تحذيرات من أن وجودهم في العراق قد يتسبب بحدوث شرخ بين حلفاء الولايات المتحدة الأمنيين في المنطقة.

وأوضح التقرير أن بعض المقاتلين البحرينيين والكويتيين الشيعة تمكنوا من العبور إلى داخل العراق كسياح دينيين، لافتاً إلى أن عدد البحرينيين الذين يقاتلون في العراق يقدر بنحو 40 عنصرا، يليهم الكويتيون الذين يناهز عددهم 30 عنصرا، في حين يتخطى العدد الإجمالي للمقاتلين الخليجيين 150 عنصرا.

ويظهر المتحدث باسم المقاتلين الشيعة البحرينيين والكويتيين والخليجيين في الحشد الشعبي، «ميثم الجمري» في عدد كبير من مقاطع الفيديو وهو يهدد البحرين والسعودية.

و«الجمري»، محكوم عليه بالإعدام من قبل القضاء البحريني لتورطه في قضايا إرهابية وهو أحد المطلوبين دولياً، ويظهر في مقطع فيديو وهو يهدد آل خليفة «بتسوية قصوركم بالأرض، قسماً بعلي سندخل إليها، إلى أين ستفرون؟» وكما يقول «أبو عزرائيل» (قيادي في الحشد الشعبي) «إلا طحين، الطحين يؤكل لكننا سنرميكم في المزبلة».

وأكد التقرير عودة بعض هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم بخبرتهم القتالية الجديدة لاستخدامها هناك، وساق العديد من الأمثلة على ضبط القوات الأمنية البحرينية والكويتية عدداً من المدربين على يد قوات الحشد الشعبي أثناء محاولتهم نقل أسلحة ومتفجرات من العراق إلى هاتين الدولتين تمهيدا لشن هجمات مسلحة.

ولا يتردد قادة الحشد الشعبي في توجيه تهديدات شديدة اللهجة لدول الخليج تصل إلى حد التوعد باحتلالها.

وفي مقطع فيديو يقول «قيس الخزعلي»، أمين عام حركة عصائب أهل الحق وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي: «على حكام السعودية أن يفهموا جيداً أن بيتهم أوهن من بيت العنكبوت، وأن يفهموا أنه إذا كان السياسيون يسكتون ويغضون النظر وبعضهم يجامل ولا يستنكرون ما تقومون به مهما كان السبب، لكننا أصحاب السيف الصقيل».

وحذر التقرير، من أن استمرار الحشد الشعبي في ممارساته الحالية، ينذر باندلاع أزمة بين عدد من الحلفاء مثل البحرين والكويت والسعودية والعراق وهي دول تمثل شركاء أمنيين للولايات المتحدة في الخليج، مشيرا إلى أن التوترات غير الضرورية بين هذه الدول تخلق تعقيدات أمام المخططين الدفاعيين الأمريكيين هم بغنى عنها.

وتزيد الميليشيات الشيعية العابرة للحدود من احتمال أن يُقدم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج على قتل مواطنين عراقيين عن غير قصد. ويمكن أن تحمّل الأزمات الدبلوماسية الدولة العراقية مسؤولية القتال المسلح في الخليج.

ومن المزمع أن تستضيف الكويت مؤتمرا مهما حول إعادة إعمار العراق هذا العام، كما يحاول رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» إطلاق سياسة خارجية جديدة تقوم على الحياد في إطار الحرب الباردة الطائفية التي تشهدها المنطقة.

وميليشيات «الحشد الشعبي» متهمة بارتكاب انتهاكات في مناطق مختلفة من العراق، حيث أصدرت عدة منظمات حقوقية ودولية تحذيرات من هذه الانتهاكات.

ويحفل سجل «الحشد الشعبي» بانتهاكات، ترقى إلى «تطهير عرقي» بحق السنة، في المدن العراقية التي تمت السيطرة عليها من «الدولة الإسلامية»، تنوعت بين الإخفاء القسري، وقتل مدنيين وتعذيب معتقلين، ونهب مدن وبلدات محررة قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها، بحسب منظمات دولية ومحلية، وهو ما تنفيه الميليشيات، وتعتبره الحكومة العراقية حوادث فردية.

  كلمات مفتاحية

الحشد الشعبي الخليج السعودية البحرين العراق

«العبادي» يرفض طلبا من «الصدر» بحل «الحشد الشعبي»

السعودية تواصل الحشد البري جنوبا .. وتحرك مريب لميليشيا شيعية على حدود العراق