أعرب العديد من القطريين عن رفضهم لاستضافة بلادهم الصحفي الإسرائيلي «روجر كوهين»، بمكتبة قطر الوطنية المفتتحة حديثا.

وأطلق قطريون على «تويتر» وسم «#لا_لتطبيع_المكتبة_الوطنية»، استنكروا فيه استضافة الصحفي الإسرائيلي في ندوة عنوانها «الحقيقة تهمنا جميعا عصر الأخبار المزيفة».

وقالت «هيا»: «كمية الاستخفاف بعقول الناس تجاوزت الحد المعقول، محاضر صهيوني يُلقي على مسامعنا محاضرة عنوانها الحقيقة تهمنا جميعاً في مكتبة وطنية تقع في دولة عربية تعتبر القدس قضيتها الأولى».

 

واستنكر «غانم الهاجري»، قائلا: «في الإعلام نرفع شعار محاربة الصهيونية وفي الواقع نحتضن الصهاينة سياسياً ورياضياً وثقافياً.. تجاوزنا مرحلة التطبيع الى مرحلة الاندماج».

 

وأضاف: «اتهمنا السعودية بالتطبيع فإذا بصور مسؤولينا تظهر من قلب تل أبيب وإذا بالصهاينة يجولون في شوارعنا وكأنها ملك لهم، وإذا بإعلامنا يتحول إلى منصة يوجه الصهاينة رسائلهم من خلاله والآن يريدون فرض الصهينة علينا ثقافيا».

 

وأكدت «نورة آل ثاني»: «إن كان التفتح والإيمان بحرية التعبير بنظركم يعني التطبيع مع كيان صهيوني لا نعترف به كعرب... فشكراً لا نريده! وإن كانت المكتبة وطنية كما تدعي وتمثل الشعب القطري... فاسمعوا صوتنا وكفاكم تطبيعا».

 

وأصدرت مجموعة «شباب قطر ضد التطبيع» بيانا، جاء فيه أن «جوهر التطبيع ما هو إلا كسر حاجز العداء مع الكيان الصهيوني، والقبول به كواقع، كما ينادي روجر في كتاباته، التي يحاول من خلالها شرعنة وجود الاحتلال الصهيوني».

وتابعت المجموعة بأن «ما يحاول روجر قوله هو أن هنالك جزءا من حقوق الإنسان يمتلكها الشعب الفلسطيني، وهو حق تقرير المصير في الضفة الغربية وغزة، أما اللاجئون، فينبغي ألّا يكون لهم حق العودة، ربما لأن في ذلك مخاوف تساوي (نهاية إسرائيل كدولة يهودية)».

ودعا البيان مكتبة قطر الوطنية أن تلغي استضافة «كوهين، وتحترم إدارتها مبادئ وقيم المجتمع القطري، الذي كان وما زال يقف بجانب القضية الفلسطينية».

ونوهت المجموعة بأنها تواصلت مع مكتبة قطر الوطنية، لكن الرد جاء بأن «سياق استضافة كوهين يأتي من خلال عمله كصحفي، وهو معزول عن رأيه بالاحتلال وموقفه السياسي».

ومجموعة «شباب قطر ضد التطبيع»، كما تعرف نفسها على موقعها على الإنترنت، مجموعة شبابية غير رسمية تعمل على رصد محاولات التطبيع في الدول العربية وسبل مقاومتها، وتعمل المجموعة ضمن أهداف حركة مقاطعة (إسرائيل) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.

و«روجر كوهين» صحفي وكاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، ويعرف نفسه باعتباره صهيونيا يؤمن برواية وجود دولة الاحتلال كوطن يجب أن يدعو للحرية والعدالة والسلام، ويحلم بدولة علمانية ثنائية القومية في مقابل إنكار حق الشعب الفلسطيني بالسيادة على كامل أراضيه، وينكر حق العودة لمئات آلاف الفلسطينيين الذين هجروا قسراً في حرب 1948، ويصف هذا الحق بادعاء ووهم.

والإثنين، افتتح أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد»، مكتبة قطر الوطنية، بشكل رسمي، وألقى كلمة قال فيها إن «هذه المكتبة المشرعة أبوابها أمام الجميع تعد إضافة مثرية للإنجازات الثقافية والحضارية لدولة قطر».