«خاشقجي»: الاعتقالات بالسعودية تستهدف من لم يحرض على قطر

الجمعة 15 سبتمبر 2017 06:09 ص

قال الكاتب السعودي المعروف، «جمال خاشقجي»، إن «القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع الشخصيات السعودية التي تعرّضت للاعتقال والملاحقة من قبل الأمن السعودي، مؤخرا، أنهم لم ينضموا إلى حملة التحريض الرسمية ضد قطر في وسائل الإعلام».

جاء ذلك في حديث له مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي ذكرت أن الحملة التي تشنّها سلطات الأمن في المملكة أسفرت، حتى الآن، عن اعتقال أكثر من 30 شخصًا، بينهم رجال دين وصحفيون ومثقفون، وحتى ناشطات ومفكرات سعوديات أيضًا.

وأوضح «خاشقجي»، الموجود حاليًا في الولايات المتحدة، أن «أيًا من المعتقلين لم يدع إلى إسقاط الحكومة السعودية أو القيام بأعمال متطرّفة».

وأضاف: «أنهم الصامتون الذين رفضوا الانصياع وراء ركب الحملة الحكومية ضد قطر. لقد رفضوا ذلك، لكنهم لم يتخذوا مواقف ضد الحكومة السعودية».

ووصف «خاشقجي»، حملة الاعتقالات التي تشهدها المملكة بأنها «عبث لا يوجد أي مبرر له»، نافيًا ما يزعمه داعمو تلك الحملة من أن المعتقلين كانوا يخططون للقيام بـ«أنشطة معادية لنظام آل سعود».

واستطرد الكاتب الصحفي السعودي: «لم تكن هناك أي مؤامرة. لم يكن هناك أي مبرر للاعتقالات؛ فجميع المستهدفين لا ينتمون إلى منظمة سياسية أو تيار معيّن، بل إنهم يعبّرون عن وجهات نظر مختلفة».

وذكرت «نيويورك تايمز» أن «خاشقجي» تلقّى تحذيرات بعدم العودة إلى المملكة في الوقت الراهن؛ حتى لا يتعرّض للاعتقال، خاصة أن السلطات السعودية منعت قبل أيام نشر مقالاته في صحيفة «الحياة».

في السياق ذاته، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن حملة القمع الواسعة والاعتقالات التي تشنها السلطات السعودية ضد الدعاة والرموز من مختلف الشرائح المجتمعية تستهدف «قطع دابر المعارضة الداخلية»، تمهيدًا للملك الشاب المرتقب.

ونقلت الصحيفة عن «خاشقجي» أيضًا قوله: «هذا لا يشبه أي شيء عاشه السعوديون من قبل. لقد أصبح الوضع خانقاً في الوطن، حتى بتُّ أخشى على نفسي».

وفي تعليقه على الوضع الاقتصادي والتحول المتوقع، أكد «خاشقجي» أن «البلاد تمر بتغيير اقتصادي كبير يدعمه الشعب، وهو تغيير سيكون مؤلمًا وصعب التحقيق، وسيستلزم التكاتف والوحدة. بيد أنهم بدلًا من ذلك يروجون للترويع والتخويف».

من جانبهم رأى بعض المراقبين السعوديين والغربيين، الذين نقلت عنهم الصحيفة، أن الاعتقالات هي جزء من جهود يبذلها الأمير «محمد بن سلمان»، ليستجمع زمام القوة والسلطة في المملكة بين يديه.

وأوضحت الصحيفة أنه -في الأشهر الأخيرة- منعت الحكومة السعودية عدة أمراء من السفر خارج البلاد، حسب ما أدلى به عدة مقربين من العائلة المالكة، وكان منهم أخو الملك «سلمان».

ونقلت عن مقربين من القصر الملكي، قولهم إن الملك «سلمان» ينوي فعلًا التخلي عن العرش لصالح ابنه، بيد أن زمن وتوقيت ذلك غير معروف بعد.

وقال أحد المستشارين في الحكومة إن «بن سلمان قطعًا يتأهب لمنصب الملك، وهو يريد معالجة الجدل الداخلي الدائر حول توليه الحكم، ويريد التركيز على توطيد سلطته بدلًا من فعل كل ذلك، بينما يلهيه المعارضون».

جدير بالذكر أن «خاشقجي» تعرّض في الأسابيع الماضية لحملة مضايقات وانتقادات في الإعلام الرسمي السعودي ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب دفاعه عن «الإخوان المسلمين».

المصدر | الخليج الجديد + صحف

  كلمات مفتاحية

السعودية محمد بن سلمان السعودية اعتقال العلماء خاشقجي