باحث بريطاني: «ترامب» لم يمنح «السيسي» أكثر من الصور التذكارية

الخميس 6 أبريل 2017 11:04 ص

أكد الباحث البريطاني «إتش إيه هيلر» أن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لم يحصل خلال لقائه في البيت الأبيض ما يتجاوز كثيرا الصور التذكارية التي التقطها مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

وفي مقال نشرته صحيفة «جلوب أند ميل» الكندية، قال «هيلر» الباحث بمركز «أتلانتك كاونسل»: «التقى الرئيس دونالد ترامب الاثنين الماضي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في واشنطن، وسط ضجة كبرى صاحبت الزيارة من البيت الأبيض والحكومة المصرية».

وتابع: «لقد فعل الكثير بشأن الكيمياء بين الزعيمين، ولكن السؤال، ما الذي تم إنجازه بالفعل؟».

وتابع: «لم يحدث مؤتمر صحفي في أعقاب اللقاء، فقد سمح للصحفيين بالتواجد لتصوير بعض التعليقات من الطرفين دون الإجابة على أية أسئلة».

وأوضح «هيلر» أنه طلب من الصحفيين المغادرة بمجرد انتهاء «ترامب» و«السيسي» من التصريحات، قائلا: «لقد كان واضحا عدم وجود رغبة من إدارة ترامب أو معسكر السيسي في إزعاج الكيمياء بأسئلة محرجة».

وذكر أن مشاعر الصداقة والود التي عبر عنها «ترامب» لـ«السيسي» تجاوزت معاملته لزعماء دول حليفة وأكثر قربا للولايات المتحدة مثل ألمانيا.

ورأى «هيلر» أن كلمات الغزل المتبادلة بين الزعيمين ليست مفاجئة، قياسا للإطراء المتبادل بينهما في مناسبات متعددة.

وقال: «باختصار، بخلاف فرصة التقاط صورة تمجيدية، لم يحصل السيسي إلا على القليل، هذه الفرصة في حد ذاتها شيء ما أرادته القاهرة، أن تحظى بلقاء للسيسي في البيت الأبيض».

وبحسب الكاتب البريطاني فإن ما حدث في البيت الأبيض ليس بالجديد إذ إن علاقة القاهرة على المسرح الدولي عادت لطبيعتها في السنوات الأخيرة، بعد وضع صخري أعقب النصف الثاني من 2013، وتضمن تعليقا جزئيا ومؤقتا لبعض المساعدات الأمريكية للقاهرة، وسلسلة من البيانات الناقدة من «الاتحاد الأوروبي» والبيت الأبيض في موضوعات تتعلق بحقوق وحريات أساسية في عهد المؤسسة المصرية المدعومة عسكريا بعد «مرسي».

وأوضح أن هذا الوضع الصخري انتهى بسرعة نسبية، فاستعادت مصر عضويتها التي علقها «الاتحاد الأفريقي»، واستؤنفت المساعدات الأمريكية، وأصبحت عضوا في «مجلس الأمن» التابع لـ«الأمم المتحدة» بقليل من المعارضة، مشيرا إلى أن «السيسي» زار العديد إن لم يكن معظم دول «الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بالنفوذ.

وبحسب الباحث البريطاني، فإن لقاء «ترامب» و«السيسي» لم يضع حدا لقرار الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» عام 2015 الذي أوقف منح معدات عسكرية لمصر دون الدفع نقدا.

وقال: «مسؤولون في الإدارة الأمريكية ألمحوا إلى أن المستويات الراهنة من المساعدات ربما لا تكون مستدامة، وهو أمر لا يتعلق بمصر ولكن بشعار أمريكا أولا الذي ترفعه إدارة ترامب».

وأضاف: «رغم أن فوز هيلاري كلينتون كان سيعني استمرار انتقاداتها الحقوقية لإدارة السيسي، وبالرغم من الكيمياء الأفضل بين المؤسسة السياسية المصرية ودونالد ترامب، لكن لا توجد إشارة إلى أن كلينتون حال دخولها البيت الأبيض كانت ستناقش أي تخفيض في المساعدات المصرية».

وتابع: «كلينتون الرئيسة كانت ستدعو السيسي في مرحلة ما لزيارة البيت الأبيض، في لقاء كان سيتسم بدفء أقل من ترامب، لكنه كان سيسفر عن سياسات أكثر إيجابية للقاهرة»، على حد قوله.

وفي نهاية المقال أوضح الكاتب البريطاني أنه لا يوجد تغيير حقيقي بالرغم من كل الحديث عن إعادة بدء للعلاقات الأمريكية المصرية، مضيفا: «ربما قد يتغير ذلك مع الوقت، ولكن حتى الآن، فإن الفارق الرئيسي هو المزيد من الصور مع الكثير من المسؤولين المبتسمين».

انتقادات للإدارة الأمريكية

وقد تظاهر عشرات من الناشطين والحقوقيين احتجاجا على زيارة «السيسي» إلى واشنطن، ورفع المحتجون شعارات تندد بـ«السيسي» وأخرى تطالب الإدارة الأمريكية بإعادة دارسة موقفها حيال ما وصفوها بانتهاكات النظام المصري لحقوق الإنسان.

في المقابل، تجمع عشرات من مؤيدي «السيسي» أمام البيت الأبيض وحملوا شعارات ترحيب به، ووضعت الشرطة حاجزا للفصل بين مؤيدي «السيسي» ومعارضيه.

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد وجهت انتقادات للإدارة الأمريكية بشأن استقبال «السيسي» في ظل تراجع حقوق الإنسان بمصر.

وقالت مديرة مكتب «هيومن رايتس ووتش» في واشنطن «سارة مارغون» إن دعوة «السيسي» إلى واشنطن في زيارة رسمية بينما يقبع عشرات الآلاف من المصريين في السجون ومع عودة التعذيب بوصفه نهجا طبيعيا للتعامل هي طريقة عجيبة لبناء علاقة استراتيجية مستقرة، حسب تعبيرها.

وأضافت أن لقاء «السيسي» بـ«ترامب» يأتي في لحظة وصلت فيها حقوق الإنسان في مصر إلى الحضيض، كما أصبحت أيضا الحريات تحت التهديد في الولايات المتحدة.

كما أشارت المنظمة إلى أن «السيسي» أشرف على إفلات الجيش والشرطة من العقاب، وعلى وضع القيود المشددة للحريات المدنية والسياسية، مما أدى إلى محو مكتسبات انتفاضة 2011 التي خلعت «حسني مبارك» بعد عقود من الحكم، وفق تعبيرها.

من جهته، وصف البيت الأبيض اللقاء الذي جمع «ترامب» و«السيسي» بأنه يرسم معالم يوم جديد في العلاقات بين البلدين، مؤكدا التزام الجانبين بتنسيق الجهود العسكرية والسياسية لهزيمة الاٍرهاب.

وزيارة «السيسي» لواشنطن هي الأولى له منذ تولي «ترامب»، والأولى لرئيس مصري منذ نحو 10 سنوات، غير أنه ليس اللقاء الأول بين «ترامب» و«السيسي»، حيث التقيا في سبتمبر/أيلول الماضي، خلال اجتماع الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة» في نيويورك، وكان «ترامب» حينها مرشحا للرئاسة.

يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» قد جمد المساعدات للقاهرة لعامين بعدما قام الجيش المصري بقيادة «السيسي» بانقلاب عسكري على الرئيس المدني المنتخب «محمد مرسي» في يوليو/تموز 2013، بعد عام من توليه السلطة، لكن الاجتماع بين «ترامب» و«السيسي» أظهر مدى عزم الإدارة الأمريكية الجديدة على بناء علاقات قوية.

المصدر | الخليج الجديد + مصر العربية

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا السيسي ترامب حقوق الإنسان العلاقات المصرية الأمريكية