أمام مجلس الأمن: أمريكا تهدد بضرب «الأسد» مجددا.. وروسيا تدعوها لوقف «العدوان» فورا

الجمعة 7 أبريل 2017 07:04 ص

شهدت جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الجمعة، تهديداً أمريكياً بشن المزيد من الضربات لنظام «بشار الأسد»، ومطالبات من موسكو لواشنطن بالوقف الفوري لما أسمته بـ«العدوان» على سوريا .

الجلسة، التي انعقدت بناءً على طلب روسي لمناقشة الضربة الصاروخية الأمريكية على «قاعدة الشعيرات» الجوية التابعة للنظام السوري، فجر اليوم، شهدت أيضاً سجالا بين المندوبين البوليفي والبريطاني.

وحسب وكالة «أسوشيتدبرس»، رفضت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة «نيكي هايلي»، انتقادات نظيريها الروسي والبوليفي لواشنطن بعد الضربة العسكرية لأهداف في سوريا.

وهددت «هايلي» بـ«استعداد واشنطن لشن المزيد من الضربات العسكرية على سوريا في حال استمرار نظام الأسد باستخدام السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه (..) ونحن مستعدون للمزيد آملين أن لا نضطر إلى ذلك».

وانتقدت موقف روسيا المساند لنظام بشار الأسد، قائلة إن «العالم ينتظر من روسيا أن تتصرف بمسؤولية تجاه سوريا، ونتوقع من الأسد ومن المتحالفين معه التعامل بجدية مع جهود الأمم المتحدة».

وأضافت «هايلي»: «حان الوقت لنقول إن جرائم الأسد لن تمر دون عقاب، ويتعين عليه ألا يستخدم الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي».

وشددت على أن الضربة الأمريكية «كانت مناسبة ومبررة بعد أن تجاوز الأسد الخطوط الإنسانية، إلا أن روسيا تقف إلى جانبه والحكومة الإيرانية تقدم له الحماية».

في المقابل، أدان «فلاديمير سوفرونكوف»، نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، الضربة الأمريكية، ووصفها بأنها «عمل غير قانوني، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».

وتابع: «تشعر الدول الغربية بالخوف من إجراء أي تحقيق موضوعي ومحايد في حادثة خان شيخون (..) ولذلك فإن توجيه أي اتهامات لأي طرف قبل بدء التحقيقات أمر غير مقبول».

ووجه «سوفرونكوف» خطابه إلى نظيرته الأمريكية «هايلي» قائلا: «ماذا لو أثبتت التحقيقات نتائج غير التي توصلتم إليها ؟ لقد دمرتم العراق وليبيا وأنتم ترون الآن ماذا يحدث في كلا البلدين».

وأضاف أن «الضربة الأمريكية أدت الآن إلى تدمير النتائج الإيجابية لاجتماعات أستانة، وإنني أسألكم: ما هي الدوافع التي كانت وراء تدميركم لما تم إحرازه من تقدم؟ يبدو أنكم مهووسون بالإطاحة بالحكومة الشرعية (حسب إدعائه) في سوريا».

وتابع: «نحن ندعوكم إلى الوقف الفوري للعدوان على سوريا والانضمام إلى الجهود التي ترمي للوصول إلى تسوية سليمة للنزاع المسلح في سوريا».

من جانبه، لم يرد في كلمة المندوب الصيني «ليو جيه يي» أي ذكر للهجوم الكيماوي على بلدة «خان شيخون» ولا للضربات الصاروخية الأمريكية لـ«قاعدة الشعيرات»، حسب وكالة «أسوشيتدبرس».

وبدلا من ذلك، أكد على الحاجة إلى حل سياسي للحرب المستمرة في سوريا منذ ست سنوات.

وعادة ما يكون الموقف الصيني في مجلس الأمن داعم لروسيا، حليف «الأسد»، والتي اتهمت واشنطن بالعدوان وانتهاك القانون الدولي بسبب الضربة الصاروخية الأخيرة.

إلا أن «ليو» ابتعد، في كلمته اليوم، عن توجيه أي نقد صريح لواشطن، واكتفى بالإشارة إلى «بعض الاوضاع الجديدة المعقدة» في سوريا خلال الأيام الأخيرة، والتي يجب على المجتمع الدولي مراقبتها.

واعتبر ان الوسائل العسكرية «ستزيد من معاناة الشعب السوري فقط».

ومن جهته، وصف نائب مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة «منذر منذر»، الضربة الأمريكية بأنها «عدوان همجي سافر استهدف إحدى قواعد الجيش السوري».

وطالب «منذر» مجلس الأمن بـ«إدانة العدوان الأمريكي السافر، وبحث سبل ضمان عدم تكراره باعتباره عملاً يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم».

سجال بين مندوبي بوليفيا وبريطانيا

وشهدت الجلسة سجالات بين مندوب بوليفيا الدائم لدى الأمم المتحدة «ساشا سيرغون»، ونظيره البريطاني «ماثيو رايكروفت»، حيث هاجم الأول كلاً من واشنطن ولندن والدول الغربية التي عبرت عن مساندتها للضربة الأمريكية، فيما استغرب السفير البريطاني «اهتمام بعض الدول بميثاق الأمم المتحدة في الوقت الذي تساند فيه ديكتاتور سوريا».

السفير البوليفي شكك بـ«الأسباب الحقيقية وراء شن الضربة الأمريكية»، معتبراً أنها «تشكل انتهاكاً للقانون الدولي».

وتابع: «علينا أن نتذكر مزاعم واشنطن بشأن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل (عام 2003)، وتبين لاحقا أنه لا وجود لتلك الأسلحة هناك».

وأردف قائلا: «نحن نستخدم كلمات رنانة في مجلس الأمن عن حقوق الإنسان، ولكن عندما لا تتوافق حقوق الإنسان مع مصالح بعض الدول الأعضاء فإن هذه المبادئ يُضرب بها عرض الحائط».

ورد السفير البريطاني موجها خطابه لنظيره البوليفي: «أقول للمهتمين بميثاق الأمم المتحدة، لماذا تدافعون عن ديكتاتور سوريا؟».

وشدد على أن «الضربة الأمريكية لها ما يبررها، وجاءت استجابة لأصوات الشعب السوري، ولولا مساندة روسيا لكان الأسد واقفا الآن أمام العدالة».

بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية «جيفري فيلتمان»، خلال الجلسة، على «أهمية أن يوجه مجلس الأمن الدولي رسالة جماعية قوية مفادها: عدم التسامح مع أي استخدام للأسلحة الكيميائية، وضمان عدم تكرار استخدامها كأداة في الحروب، وضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية».

وشدد «فيلتمان» على أن «حماية الشعب السوري تتطلب عملاً متجذراً في مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي».

ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» «ناشد علناً للالتزام بضبط النفس، من أجل تفادي أي أعمال قد تعمّق معاناة الشعب السوري».

وحث «فيلتمان» «كل الأطراف المنخرطة في العمليات العسكرية على الامتثال للقانون الإنساني الدولي، واتخاذ كل التدابير الاحترازية لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين والحد من ذلك».

وهاجمت الولايات المتحدة، فجر اليوم الجمعة، بصواريخ عابرة من طراز «توماهوك»، «قاعدة الشعيرات» الجوية التابعة للنظام بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام «الأسد» بلدة «خان شيخون» بأسلحة كيميائية.

وأسفر القصف على «خان شيخون»، الثلاثاء الماضي، عن مقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال.

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا مجلس الأمن قاعدة الشعيرات قصف صاروخي

وكالة روسية تنشر صور دمار الشعيرات ويظهر فيها براميل الكيماوي

«إيفانكا ترامب»: فخورة بقرار والدي بقصف مطار تابع لنظام «الأسد»

3 سهام أمريكية تلحق بـ«تيلرسون» إلى موسكو.. رسالة لـ«بوتين»: انتبه «ترامب» ليس كـ«أوباما»

«فتش عن ترامب» .. مصر تدير ظهرها لروسيا وتصوت لإدانة «الأسد» بمجلس الأمن