رغم نفي «حزب الله».. تصريحات «نصرالله» تثير جدلا واسعا

الأربعاء 14 مارس 2018 07:03 ص

تسببت تصريحات منسوبة إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني «حسن نصرالله»، في جدل واسع، إقليميا وعالميا، على الرغم من نفي الحزب لها.

وفي التصريحات التي نقلها موقع «فردا نيوز» الإيراني، تحدث «نصرالله»، عن خوض مقاتليه المعركة في سوريا من أجل نشر التشييع وليس لنصرة «بشار الأسد»، زاعما أن الرئيس اللبناني العماد «ميشال عون» من أحفاد «علي بن أبي طالب».

وحسب حديث «نصر الله»، الذي أدلى به خلال اجتماعه بالإيرانيين المقيمين في لبنان، فإن «ولاية الفقيه» فوق أي دستور.

وأضاف: «عبرت عن سعادتي بسقوط الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي».

هذه التصريحات وغيرها، دفعت إدارة العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، لإصدار بيان، نفت فيه ما نشره موقع «فردا نيوز»، مؤكدة أن هذه التصريحات غير صحيحة جملة وتفصيلاً، ما دفع مغردون وناشطون، إلى إذاعة مقاطع فيديو قديمة لـ«نصرالله»، تثبت أن ما ذكره هي آرائه.

شيعة لبنان

وفي التفاصيل، قال الموقع الإيراني، المقرب من التيار المتشدد والموالي للمرشد الأعلى للنظام الإيراني «علي خامنئي»، إن «نصرالله» قال حول أوضاع الشيعة في لبنان قبل نجاح الثورة الإيرانية: «كان الشيعة في لبنان مضطهدين، وليس لهم من يدعمهم كباقي الطوائف التي كانت مدعومة من السعودية وروسيا وبريطانيا وفرنسا».

وأضاف: «كان أمل الشيعة الوحيد في لبنان هو الإمام موسى الصدر، الذي جاء من مدينة قم الإيرانية، لكن علماء لبنان كانوا يقولون له: أنت إيراني، والصدر هو من أيقظ الشيعة، حيث لم تكن لديهم ثقة بالنفس؛ لأن الحكم كان دائماً بيد العثمانيين وابن تيمية والعباسيين، ولم يستطع الشيعة إظهار معتقدهم».

وحول أصول مدينة طرابلس وتركيبتها المذهبية، قال «نصرالله»: «الكثير من الشيعة تسنّنوا، ومدينة طرابلس قبل 100 عام كانت للشيعة، وسكانها من الشيعة، ومدينة صيدا كانت شيعية، والآن أصبحت سنية».

وزعم «نصرالله» أن الرئيس اللبناني «ميشال عون»، من أحفاد الإمام «علي بن أبي طالب».

ونقل مراسل الصحيفة أن الحضور تأثروا بحديث «نصرالله» عن مظلومية الشيعة سابقا، ونفوذهم وتوسعهم حاليا، مضيفا أن الجمهور ضحك «عندما تحدث نصر الله عن عدم وجود ثقة بالنفس لدى الشيعة في السابق».

ولاية الفقيه

وحول نشأة «حزب الله»، قال الأمين العام للحزب: «نحن ولدنا مع الثورة الإيرانية، لقد حصلنا على حياتنا ووجودنا من خلال الثورة، وأهم تجربة لولاية الفقيه في الخارج كانت في لبنان، وإذا كنا الآن أحياء ونعيش بعزة وكرامة، فذلك ليس بسبب السلاح والمال، بل بسبب اعتقادنا بولاية الفقيه»، على حد تعبيره.

واعتبر أن اعتقاد «حزب الله» بولاية الفقيه يفوق اعتقاد الإيرانيين أنفسهم، قائلاً: «إيماننا بولاية الفقيه يختلف مع العديد من الإيرانيين، فمعتقدنا أقوى منهم، ونحن نؤمن بأن طاعة ولاية الفقيه هي طاعة المعصوم».

كما اعتبر أن مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، قائلاً: «نحن نؤمن بأن ولاية الفقيه فوق الدستور، ونعتبر تنفيذ أوامر ولي الفقيه واجباً إجبارياً».

التدخل في سوريا

وحول موقف «حزب الله» من رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، قال «نصرالله»: «نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد».

وأضاف: «نحن نقاتل من أجل التشيّع، ولولا حزب الله وإيران لسقطت سوريا».

دور إيراني

وحول الدور الإيراني في المنطقة، قال «نصرالله»: «وجود الشيعة في العالم، ومقامات ومزارات الشيعة، مرهونة بوجود الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني».

وأضاف: «الشيعة اليوم في ذروة قوتهم بالمنطقة»

وهاجم «نصر الله»، الثورة الخضراء التي شهدتها إيران عام 2009، قائلاً، وقال: «ذهبت إلى إيران حينها، والتقيت القادة (قادة الثورة الخضراء)، وقلت لهم إن جميع أعداء إيران سعداء، وجميع الشيعة في العالم منزعجون مما حدث».

واعتبر أن الإيرانيين هم أنصار الإمام المهدي الغائب، قائلاً: «ظهور الإمام المهدي سيكون على يد الإيرانيين، والثورة الإسلامية الإيرانية مهّدت الأرضية لظهور المهدي، وهذا لا مثيل له في التاريخ»، على حد وصفه.

«مرسي» في مصر

وأظهر «نصرالله» عداء للرئيس المصري الأسبق «محمد مرسي»، وقال: «أنا لم أؤمن بمرسي قبل انتخابه؛ لأنه كان سيئاً للغاية، ورأينا موقفه خلال زيارته إلى طهران (في إشارة إلى خطاب مرسي الداعم للثورة السورية في طهران، وترضّيه عن الخلفاء الراشدين)».

وأضاف: «الشعب ثار ضد مرسي، وسقط بعد مرور عام واحد من حكمه، وأنا شخصياً كنت سعيداً جداً بسقوطه».

وتابع: «في اليوم التالي من سقوط مرسي، تم الاتصال بي من قبل مسؤول في طهران، وقال إن لدينا اجتماعاً مع خامنئي حول سقوط مرسي، وطلبوا أن يسمعوا رأيي بما حدث، وعبّرت لهم عن سعادتي، وقلت لهم: انقلوا سعادتي بسقوط مرسي للمرشد خامنئي في اجتماعكم».

«حزب الله» ينفي

تصريحات «نصرالله»، أثارت جدلا واسعا، ما دفع «حزب الله»، إلى نفي ما نشره موقع «فردا نيوز».

ونقلت قناة «المنار»، التابعة للحزب، نفي «العلاقات الإعلامية في حزب الله ما نشره موقع فردا نيوز الإيراني، وتداولته بعض وسائل الإعلام من كلام منسوب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال لقاء مزعوم مع الجالية الإيرانية في لبنان».

وأكدت أن «ما ورد عار من الصحة جملة وتفصيلا».

لكن بيان الحزب لم ينف حدوث اللقاء بين «نصرالله» وبين الجالية الإيرانية في لبنان.

اعتذار الموقع

وبعد نفي الحزب، حذف الموقع الإيراني، التقرير، والتغريدة الموصولة بالخبر.

من جهته، قال قسم الشؤون السياسية في «فردا نيوز»، بعد حذف تقريره، إن الموقع نشر تقريرا عن لقاء «نصرالله» بالجالية الإيرانية في لبنان، و«لسوء الحظ، فإن الخبر يفتقر لمصدر موثوق، والخطأ كان من مراسلنا، ويعتذر الموقع من الجمهور».

يعدّ موقع «فردا نيوز»، من أهم المواقع الإخبارية والتحليلية الإيرانية، ويتبع لتيار المحافظين، وتحديدا عمدة طهران السابق، ومرشح الرئاسة الإيرانية سابقا الجنرال «محمد باقر قاليباف»، والمقرب من المرشد «خامنئي».

تصريحات مماثلة

وعلى الرغم من النفي وحذف الخبر واعتذار الوقع، إلا أن ناشطين تناقوا مقاطع فيديو لـ«نصرالله» يتكلم فيها عن ولاية الفقيه، ويتمنى أن يكون لبنان جزءاً لا يتجزأ منها.

كما ظهر نصر الله مرارا ليؤكد أن «حزب الله» مستعد للتضحية وبذل النفس والدماء في ما أسماه «مجرى ولاية الفقيه».

كما تناقلوا تصريحاته أن «حزب الله» هو امتداد لمشروع إيران، وأن أمواله وعتاده تأتي «بكل فخر من إيران»، بحسب ما قال في أحد خطاباته الماضية.

وحسب تقرير صادر عن «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، فإن ميليشيات «حزب الله» تتلقى ما بين 700 و800 مليون دولار سنوياً من إيران لتمويل أنشطتها الإرهابية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

نصرالله حزب الله ولاية الفقيه مرسي إيران