«ستيفن هوكينغ».. الجدل يطاله حيا وميتا

الأربعاء 14 مارس 2018 11:03 ص

حالة من الجدل الواسع، سببتها وفاة عالم الفيزياء البريطاني الشهير «ستيفن هوكينغ»، الأربعاء، عن عمر 76 عاما، بين مترحم عليه وعلى ما قدمه من علم للبشرية وبين مهاجم له على إلحاده وإنكاره وجود الله.

وعبر وسم «ستيفن هوكينغ»، على موقع «تويتر»، اختلف الناشطون، حول العالم الذي أفنى عمره في العمل حول الثقوب السوداء والنسبية، في ظل إعاقته التي لازمته منذ العام 1963 حيث أصيب بالمرض العصبي الحركي (مرض العصبون الحركي).

وفي الوقت الذي أشاد الناشطون بمثابرته وصبره وجهده وعلمه وكسره للمثل القائل «العقل السليم في الجسم السليم»، إلا أنهم هاجموه لإنكاره الموت ووجود الله.

مصابرة

البداية مع الإعلامي «ياسر أبو هلالة» حين غرد بالقول: لو ولد ستيفن هوكينغ ببلد متخلف لما وجد أهله مدرسة تقبل طالبا مصابا بإعاقة جديدة، ولخجلوا هم من اصطحابه معهم حتى لا يقال ابنهم (معوّق) عطفاً أو سخرية، من حظه وحظ البشرية أنه وجد من يكتشف عبقريته ويثري الكون بالمعرفة، كم ستيفن هوكينغ عندنا!».

وأضاف: «تظهر قوة المجتمع وسموه في تعامله مع الفئات الأضعف، الطفل، المرأة، كبار السن، المعوقين.. وعلى أهمية التعاطف الإنساني، فإنه ليس كافياً، لابد من قوانين صارمة تحقق التكافؤ بينهم وبين الفئات الأقوى أي التمييز الإيجابي، وجد  ستيفن هوكينج قوانين تنصفه بقدر ما وجد قلوباً تتسع له».

 

 

أما «إبراهيم المنيف»، فقال: «اسم ستيفن هوكينغ حطم المقولة المشهورة (العقل السليم في الجسم السليم)..  فهو لم يكن سوى (عقل) في جسد (ميت)، ومع ذلك حقق ما عجز عنه حتى أعظم العلماء».

وأضاف: «عندما يخسر البشر رجل مثل ستيفن هوكينغ فلابد أن يحزنوا جميعاً.. أما بخصوص إلحاده،( هذا شأن بينه وبين ربه)، المهم ما قدمه للعلم والعالم».

وتابع: «سنتفاخر دائماً بأننا عاصرنا هذا العالم العظيم.. وبلا شك إن وفاته تسببت بصدمة لكل من يعرفه حتى لو كان يكرهه لمخالفته أفكاره ومعتقداته.. نحن لسنا مسؤولين ولا محاسبين عن ما يعتقده غيرنا لأنفسهم.. نحن نهتم فقط بما قدموه لنا وأضافوه في حياتنا من تطوير وعطاء».

 

 

ولفت الإعلامي السعودي «محمد فهد الحارثي»، إلى أنه «لم يقف مستسلما، بل هزم الإعاقة.. أثبت أن الحياة تحترم ذوي الإرادة.. العزيمة مع الإصرار تحطم المستحيل.. والرسالة أننا تستطيع إذا قررنا التغيير».

 

 

أما السياسية اللبنانية «فيرا يمين»، فنعته بالقول: «ستيفن هوكينغ هو الأكثر صحة في حياته.. والأبقى حضورا في رحيله، إنجازاته وعبقريته أثّرا وغيّرا وطوّرا».

 

 

وأضاف المغرد العماني «مصطفى الشاعر»: «رحل ستيفن هوكينغ عالم الفيزيا الكبير، وترك خلفه تاريخ كبير من العلم والمعرفة التي نفعت الجنس البشري،، يا الله كم نحن مدينون إلى هذا الرجل الذي لا يجوز أن ندعو له بالرحمة والمغفرة رغم ما قدمه ،لنا ولكن يجوز لنا أن ندعي على علماء القتل والدم الذين دمروا حاضرنا ومستقبلنا!!».

 

 

هجوم حاد

في مقابل ذلك، شن آخرون، هجوما حادا على العالم الراحل، رافضين الترحم عليه أو الحديث عن إنجاواته، كونه ملحا لا يعترف بالله.

فغرد «سليمان الشهلي»: «جحد وأنكر وجود الله وآمن بالعلم والفيزياء، فمسخه الله في الدنيا معاقاً ليصبح آية للناس، فالهالك جمع إعاقتين إعاقة دماغية بجحده لوجود الله وإعاقة جسدية عقوبة له من رب السموات والأرض».

 

 

وعلقت الخبيرة الاجتماعية «دانية آل غالب»، على وفاته بالقول: «هذا الرجل قال إن قوانين الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون، وإنه -اي هوكينغ- قد خلق نفسه بنفسه.. ومادام قد خلق نفسه بنفسه،، لماذا لم يصلح من جسده الذي خلقه حينما أصابه المرض وشلّه ٥٠ سنة!!.. أليس من يصنع شيئا يكون قادرا على إصلاحه!؟».

 

 

وتابع: «سلطان الحملي»: «مع إنه أنكر خالق الكون، وعمل جاهدا لإثبات أن الكون وجد من العدم، ومحض الصدفة والذي خلفه الانفجار الكبير على حد قوله!.. ولكنه أثبت لنا وورث لنا من حيث لا يعلم من خلال دراساته وكتبه ونظرياته أن للكون خالق ومصور ومدبر وهو الله».

 

 

واتفقت معه «سماوية»، حين كتبت: «من أقوال الفيزيائي الملحد الراحل ستيفن هوكينغ: أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل هو وهم المعرفة.. سبحان الله!.. كأنه يصف نجاحه في علوم الدنيا التي أبدع بها وخدم بها البشرية لكنه جهل في علوم الآخرة!».

 

 

دعوة للفصل

ورا على هذا الهجوم، قال «حماد الشمري»: «عجيب تفكيركم!.. الحين تركوا عقليته وأفكاره وكتبه وقوة إرادته وتحديه للمرض وجميع إسهاماته في الفيزياء!.. وانشغلتوا بمصيره هو بالجنة أو النار؟.. النوع اللي تتعاطونه أيش!».

 

 

وتعجب «محمد سلامة» بالقول: «نعيش في زمن مخيف حتى أنه إن دعوت لميت بالرحمة هاجمتك الجموع وإن دعوت عليه بالنيران والسعير باركوا لك».

 

 

بينما غرد حساب «عجائب الهندسة» بالقول: «اترك عنك النقاش هل سيدخل الجنة أو النار!!.. إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء.. فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو.. هذي مقوله من كتاب (حوار مع صديقي الملحد).. أتمنى أن تناقش فيما ينفع».

وأضاف: «هل سينفعني هل هو كافر أو ملحد.. هل هو في الجنة أو النار!!.. أمره إلى الله لست المسؤول عن محاسبة الناس!.. شخص قدم للعلم ما سينفع الأجيال القادمة، سأخذ ما يفيدني بشرط لا يخالف عقيدتي واستفيد منه.. باختصار شديد».

 

 

أما الإعلامي «أدهم أبو سليمة»، فأشاد بتأييده لحق الفلسطينيين، حين غرد قائلا: «أيَّد  ستيفن هوكينغ حركة مقاطعة إسرائيل BDS في موقف داعم للحق الفلسطيني».

 

 

وولد «هوكينغ» في 8 يناير/ كانون الثاني 1942 في أكسفورد، بإنجلترا.

التحق في البداية بجامعة أكسفورد لدراسة العلوم الطبيعية في عام 1959، قبل أن يحصل على الدكتوراه في علم الكون من جامعة كامبريدج، وله أبحاث نظرية في علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، كما له أبحاث ودراسات في التسلسل الزمني.

أصيب في عام 1963، بالمرض العصبي الحركي (مرض العصبون الحركي)، وهو مجموعة من الأمراض التنكسية التي يميزها تضرر خلية العصبون الحركي في الدماغ وفي الحبل الشوكي وفي المسالك المسؤولة عن انتقال الإشارات العصبية بينهما، وحينها توقع الأطباء أنه سيعيش سنتين فقط، وققد القدرة على الحركة تماما والكلام بشكل تدريجي.

وفي عام 1974، أثبت «هوكينغ» نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك، وسمي هذا الإشعاع باسمه «إشعاع هوكينج».

نشر كتابه «تاريخ موجز للزمن» في عام 1988، والذي بيعت منه أكثر من 10 ملايين نسخة، ولاعتقاد «هوكينغ» أن الإنسان العادي يجب أن يعرف مبادئ الكون، فقد بسّط النظريات بشكل سلس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإلحاد العلمن الفيزياء ستيفن هوكينغ تويتر مغردون