«تركي آل الشيخ».. القوة الناعمة السعودية بالرياضة المصرية

الأربعاء 14 مارس 2018 12:03 م

في اليوم الأخير من 2017، تم تعيينه رئيسا شرفيا للنادي «الأهلي» المصري، ومنذ ذلك الحين صار محور الكرة المصرية، يتدخل في الأزمات ويحسمها بالمال، فهي اللغة الأبرز التي ربطت علاقته بقطبي الكرة المصرية، وإن كان دوره في «الأهلى» أكبر.

إنه المستشار بالديوان الملكي السعودي رئيس الهيئة العامة للرياضة بالمملكة «تركي آل الشيخ»، الذي بات أحد أبرز رؤوس القوة الناعمة للنفوذ السعودي في مصر.

فكما فرض سيطرته وبات الرجل القوي والآمر الناهي في الرياضة السعودية، ظهر نفوذه بقوة في الرياضة المصرية، حتى استقطب ناديي «الأهلي» و«الزمالك»، وبات يتدخل في صفقات انتقال اللاعبين، مستخدما سلاح المال.

استاد «الأهلي»

برز نجم «تركي آل الشيخ» في مصر، مع الحديث عن استاد «الأهلي»، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، ويضم عددا من المنشآت، منها متاحف خاصة بالنادي، وصالة ألعاب رياضية، وفندق، ومراكز تسوق، ومطاعم، حيث حرص على جمع المستثمرين المساهمين في هذا المشروع، وطالبهم بالاستثمار في الاستاد الجديد، حسبما أكد ممثل مجموعة المستثمرين الشركاء «راكان الحارثي».


«آل الشيخ»، علق على تدخله بالقول في تغريدة عبر «تويتر»: «دوري كرئيس للاتحاد العربي إيجاد مستثمرين للرياضة العربية، وهذا ما حصل مع النادي الأهلي المصري، ولم يتم دفع أي مبلغ من الجهات الحكومية السعودية، المشروع هو استثمار قطاع خاص سعودي إماراتي مصري».

وصفه رئيس النادي الأهلي «محمود الخطيب» بأنه «ذكره بالأمير عبدالله الفيصل صاحب البصمة التاريخية الكبيرة في تاريخ الرياضة العربية».

وفقا للكاتب المتخصص في الرياضة بجريدة «التحرير» (خاصة) «أسامة خليل»، فإن «السبب وراء إقامة مباراة الأهلي وأتلتيكو مدريد، في ديسمبر/كانون الأول 2017، أمر شخصي بحت، بغرض مجاملة آل شيخ، والذي ساند الخطيب بقوة في انتخابات الأهلي الأخيرة، والذى يسعى لتقديم وتلميع نفسه في الوسط الرياضي من خلال الأهلي».

وعندما تتجول قرب مقر النادي «الأهلي»، تلاحظ صور «آل الشيخ»، وعليها عبارات من الثناء لدعمه النادي.

«الزمالك» على الخط

لم يقتصر الأمر على «الأهلي»، فمع أول أيام العام، خرج رئيس نادي «الزمالك» المصري «مرتضى منصور» ليعلن اتفاقه مع «آل الشيخ» على بناء استاد لنادي «الزمالك»، وناد اجتماعي، وكذلك الاتفاق على مباراة ودية مع فريق عالمي خلال الفترة المقبلة، إلا أن صحيفة «سبق» السعودية، نفت أن يكون «آل الشيخ» وقع اتفاقية مع «منصور» حول بناء الملعب.

«تركي آل الشيخ تكفل بصفقة التعاقد، الزمالك لم يدفع مليما. تركي آل الشيخ أرسل ثمن الصفقة بشكل مباشر إلى النجم الساحلي، ثم أرسل أموالا أيضا إلى حمدي النقاز»، بحسب «منصور»، الذي كان يتحدث عن صفقة لاعب الزمالك الجديد «حمدي النقاز»، والتي تبلغ قيمتها 700 ألف دولار.

قبل أن يعلن «منصور»، أن «آل الشيخ»، أهدى «الزمالك» مليون دولار، دون أن يكشف هل تكاليف صفقة «النقاز» من بينها أم لا.

صفقات «الأهلي»

وبالعودة إلى النادي «الأهلي»، ومع فترة الانتقالات الشتوية، خرجت التصريحات من النادي الأحمر تتحدث عن تمويل «آل الشيخ» لصفقة لاعب عالمي (لم يكشف عن اسمه)، إلا أن هذه الصفقة لم تكتمل.

بعدها أعلن «الأهلي» تكفل «آل الشيخ» بصفقة انتقال «صلاح محسن» إلى «الأهلى»، في صفقة قدرت بـ35 مليون جنيه (2 مليون دولار).

وطلب «آل الشيخ»، من إدارة «الأهلي» في تصريحات تلفزيونية، بإعلان إسهاماته للجماهير حتى تعرف دوره، وهو ما استجابت له الإدارة الحمراء، وأتبعها تحرك من نظيرتها البيضاء «الزمالك» عن طريق رئيسها «مرتضى منصور».

ومع مباراة السوبر المصري، التي فاز فيها «الأهلي»، كافأ «آل الشيخ»، اللاعبين، بـ2 مليون جنيه (113 ألف دولار).

أما التدخل المالي الأبرز، كان خلال الأسبوع الماضي، مع النادي «الأهلي»، حينما تكفل بمبلغ 500 ألف دولار للاعب «أحمد فتحي» ومليون دولار للاعب «عبدالله السعيد»، بعدما تدخل في الساعات الأخيرة، ليعلن «الأهلي» التجديد للثنائي، إفساد ما سماه نادي «الزمالك» الغريم التقليدي بـ«صفقة القرن» حيث كان يسعى الأبيض للتعاقد معهما.

«آل الشيخ» كشف أيضا خلال تصريحات صحفية، أن 4 لاعبين «سوبر» من العيار الثقيل، سينضمون إلى «الأهلي» قريبا.

كما كشفت إدارة النادي الأحمر عن مجموعة من الاستثمارات المقررة التي تم الاتفاق عليها مع «آل الشيخ»، خلال زيارته الأخيرة لمقر النادي، سيتم الإعلان عنها لاحقا.

وعلى إثر كل هذا الدعم، سرت مخاوف لدى جماهير النادي من تدخلات متوقعة في إدارة النادي، خاصة بعد تصريحات تليفزيونية له في فبراير/شباط الماضي، أحدثت ضجة قال خلالها إن «لديه تحفظات على بعض مسؤولي النادي، بسبب تصرفاتهم وتصريحاتهم»، قبل أن يتراجع ويؤكد أنه لم يقصد أي إساءة.

وعلى الوتيرة نفسها، أثارت صورة ظهر خلالها «الخطيب» وهو منحن أمام «آل شيخ» خلال الحديث معه، حالة من الاستياء بين جماهير النادي، في حين قال مدير التعاقدات بالنادي المصري «عدلي القيعي»، إن «الصورة طبيعية جدا»، لافتا إلى أن ذلك حدث بسبب ظروف خاصة بـ«الخطيب» ليس من حق أحد أن يتدخل فيها (في إشارة إلى مرض الخطيب بضعف السمع).

بلاي ستيشين

لم يقف الأمر على رياضة كرة القدم، أو التعامع مع قطبي الكرة المصرية فحسب، بل رعى «آل الشيخ»، بطولة الألعاب الإلكترونية، على كأس حمل اسمه، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة بجزائز مالية تصل إلى 2 مليون جنيه (113 ألف دولار)

وشارك «آل الشيخ»، مع الفنان المصري الكوميدي «محمد هنيدي»، في افتتاح البطولة، وعقدا مباراة بين الفريقين وصفها المسؤول السعودي بأنها «كانت تحد بنكهة مصرية سعودية»، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.

بعيدا عن الرياضة

وبعيدا عن الرياضة، أعلن «آل الشيخ» تبرعه بمبلغ مليون دولار، لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357، التي زارها برفقة فنانين مصريين.

كما سبق أن تبرع «آل الشيخ»، بـ2 مليون جنيه (113 ألف دولار) لجمعية قدامي اللاعبين.

و«آل الشيخ»، من مواليد 4 سبتمبر/أيلول 1981 في الرياض، ولد لأسرة متوسطة الحال ذات صلة مباشرة بمجال الرياضة، فوالده «موظف متوسط في رعاية الشباب».

والده كان مقربا من العائلة المالكة، وتحديدا من الأمير «فيصل بن فهد» والأمير «سلطان بن فهد» (الرئيسان السابقان للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم).

ربما يوضح ذلك وتيرة تدرجه في المناصب المتسارعة، إذ عمل في وزارة الداخلية بإمارة الرياض، ومكتب وزير الدفاع وديوان ولي العهد بـ«المرتبة الممتازة» عام 2015، وصولا إلى تعيينه مستشارا للديوان الملكي برتبة وزير في يونيو/حزيران 2017.

اختير رئيسا للهيئة العامة للرياضة بالسعودية في 6 سبتمبر/أيلول 2017، في وقت سرى حديث عن كون القرار مدعوما من ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان».

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركي آل الشيخ السعودية مصر الأهلي الزمالك