«نيويورك تايمز»: «ترامب» عين «جلادة» لإدارة الاستخبارات الأمريكية

الأربعاء 14 مارس 2018 07:03 ص

في وقت لاحق تدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي إيه)، أول إمرأة في تاريخها، ولكن أنباء أشارت إلى تورطها بالتعذيب ومسؤوليتها عن مركز الاحتجاز «غرين» في تايلاند حيث تم تعذيب قادة «القاعدة» مثل «أبوزبيدة»، الذي حُرم من النوم ووضع لأيام في صندوق يشبه الكفن مليئا بالذباب الذي كان لدى الأخير حساسية منه.

وتحت عنوان «أن تكون جلادة رئيسة للسي آي إيه» (في إشارة إلى جينا هاسبل، التي عينها ترامب) كتبت جريدة «نيويورك تايمز» أن «دونالد ترامب، منذ العام الماضي أظهر حماسا تجاه الوحشية، وطلب من الشرطة معاملة المتظاهرين بعنف ودعا إلى إعدام تجار المخدرات.

 كما مدح «ترامب» الرئيس الفلبيني «رودريغو دوترتي»، قاتل الفلبينيين المتهمين بالعلاقة مع تجارة المخدرات.

وأهم معتقدات الرئيس الأمريكي، المثيرة للقلق، إيمانه بأهمية التعذيب حتى أنه قال للمذيع «شون هانيتي» في «فوكس نيوز» عن التعذيب «حسب رأيي، إنه ناجع».

وأردفت الجريدة الأمريكية: «إلا أن أي شخص خاف من تبنيه لسياسة قسوة تشرف عليها الدولة شعر بالطمأنينة عندما قال (الرئيس الأمريكي) إنه يقبل موقف وزير دفاعه «جيمس ماتيس»، الذي يعارض التعذيب والذي وعد في جلسة تاكيد تعيينه في الكونغرس أنه سيتأكد من الإلتزام بالقوانين الأمريكية والدولية ضده».

وتستدرك الجريدة قائلة: «لدينا الآن سبب للشعور بعدم الراحة»، مضيفة: «عندما يتعلق بالتعذيب لا يوجد مسؤولون أمريكيون مجربون في ذلك الفن البشع قدر خبرة عملاء وموظفي وكالة الإستخبارات المركزية والذين طبقوه على المشتبه بهم في هجوم  11 من سبنتمبر/أيلول، وهناك قلة من المسؤولين الأمريكيين الذين تورطوا بهذه الموجة من الانتهاك التي بدأت في عهد جورج دبليو بوش وانتهت في عهد باراك أوباما، مثل جينا هاسبل».

وتحدثت الجريدة عن عزل «ترامب» لوزير خارجيته «ريكس تيلرسون» واستبداله بمدير المخابرات «مايك بومبيو» الذي ستحل «هاسبل» محله في إدارة الوكالة.

وتشير الجريدة إلى سجل «هاسبل»، التي لعبت أثناء عملها كعميلة سرية لـ«السي آي إيه» دورا مباشرا في «برنامج الترحيل القسري فوق العادة» والذي تم فيه نقل المشتبه بهم إلى سجون حكومات أجنبية واحتجزوا في معتقلات سرية حيث قام عملاء المخابرات الأمريكية بتعذيبهم.

وبحسب الجريدة أشرفت، مديرة الاستخبارات الأمريكية الجديدة، على أول معتقل في تايلاند احتجز فيه «أبو زبيدة» و«عبدالرحمن الناشري»، ومورس على الأخير أسلوب الإيهام بالغرق 83 مرة على الأقل وضرب جلادوه رأسه بالجدران وعرضوه لتعذيب لا يمكن لأحد تخيله.

وتوقف التعذيب الوحشي مع «الناشري» عندما اكتشف المحققون معه أن لا شيء مفيدا لديه ليقوله لهم، وقد تم تصوير جلسات التحقيق على الفيديو وحفظت التسجيلات في محطة «السي آي إي» بتايلاند حتى أُمر بتدميرها في عام 2005.

وتتساءل الجريدة الأمريكية عن الشخص الذي يقف وراء كل هذا، مجيبة أن «هاسبل»، في حين أن أوامر تدمير التسجيلات عادت إلى مقر «السي آي إيه» وأصدر الأمر رئيسها «خوسيه رودريغوز» حيث ورد اسمها على البرقية التي أمرت بتدمير التسجيلات.

وفي عام 2013 كانت هذه النشاطات محل اهتمام السناتورة عن كاليفورنيا «ديان فينستياين»، بحسب الجريدة الأمريكية، ومنعت بصفتها الشخصية البارزة في لجنة الإستخبارات بمجلس الشيوخ من ترفيع «هاسبل» إلى مديرة الوكالة.

ويطالب «جون ماكين»، النائب الجمهوري عن أريزونا، «هاسبل» بتوضيح مدى انخراطها في برنامج التحقيقات، و«ماكين» أسير حرب سابق، كما وصف السيناتور الديمقراطي عن «أوريغان»، «رون ويدن» دور «هاسبل» في برنامج التعذيب بالمثير للقلق. وطالب مع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بالكشف عن سجلها كجزء من تأكيد تعيينها.

وعلقت الجريدة الأمريكية بأن استخدام التعذيب في السجون الأجنبية -مذكرة بالأحداث المثيرة للعار في سجن أبو غريب- كانت مساعدة للجماعات الإرهابية التي استخدمت صورها في الدعاية والتجنيد، وأزعجت النشاطات هذه الحلفاء لأمريكا بل وعرضت حياة الجنود الأمريكيين للخطر وإمكانية تعرضهم لمعاملة قانونية قاسية لو تم القبض عليهم في الخارج.

واختتمت الجريدة تقريرها بالقول: «صحيح أن هاسبل تحظى باحترام الموظفين في السي آي إيه، ولكنها أشرفت على برنامج غير قانوني وترفيعها لمنصب بارز سيرسل إشارة للوكالة والبلاد أن «ترامب» لا يأبه بهذه الوحشية وبعيدا عما يعتقده وزير الدفاع ماتيس، كما أنه إن لم تنبذ مدير المخابرات الأمريكية الجديدة التعذيب في جلسة تأكيد تعيينها فإن قرار تعيينها غير صحيح ولهذا على أعضاء الكونغرس وجماعات المصالح معارضته».

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة نيويورك تايمز القاعدة هاسبل استخبارات أمريكية ترامب تعذيب قوانين دولية

أعضاء بـ«الشيوخ» الأمريكي يطالبون بكشف ماضي مديرة «سي آي إيه» الجديدة