مركز أبحاث إسرائيلي يرسم للسعودية سياسات تغيير الحكم في قطر

الأربعاء 14 مارس 2018 08:03 ص

حذر مركز أبحاث إسرائيلي من أن سياسات السعودية وحلفائها ضد الحكم في الدوحة سيكون محكوما عليها بالفشل، في حال لم تنجح في بناء علاقات حقيقية مع موالين لها داخل قطر، وأن تضمن في الوقت ذاته إيجاد بيئة داخلية تسمح بتحقيق مصالح هؤلاء الموالين، وقدم المركز ما سماها «وصفات» لتحقيق أهدافها بطرق أخرى، من خلال استخلاص العبر من فشلها في توظيف أوراقها في لبنان في المس بمكانة «حزب الله».

ونشر «مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية»، التابع لجامعة «بار إيلان»، ورقة بحثية للباحثة اليهودية الأمريكية «إرينا تسوكرمان»، أوضحت فيها أن «القطريين الذين تحاول السعودية الارتكاز عليهم في تحقيق مصالحها في قطر يمكن أن ينتهي بهم المطاف إلى ما انتهى إليه الحريري الذي تحول إلى مثار للسخرية، بعد أن تبين أنه قدم استقالته في الرياض تحت الإكراه، مما جعله بعد ذلك يبذل جهودا كبيرة لتقليص الأضرار التي لحقت به وبحلفائه داخل لبنان، نتيجة لها».

وحذرت من أن الحديث عن تحريض كل من «محمد بن سلمان» وولي عهد الإمارات «محمد بن زايد» على القيام بانقلاب أبيض في الدوحة لا يساهم في تحسين مكانة القوى القطرية التي يفترض أن تنافس العائلة الحاكمة في الدوحة، مشيرة إلى أن تكريس هذا الانطباع يمس بمصداقية كل من السعودية والإمارات، ناهيك عن أنه لن يمس باستقرار نظام الحكم في الدوحة.

وأوضحت أن الإخفاق السعودي في التعاطي مع قطر يرجع إلى أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» فشل في أن يجعل مصالح إيران و«الإخوان المسلمون» تتأثر سلبا بسبب تدهور العلاقة بين الرياض والدوحة.

ونوهت إلى أن المعضلة الثانية تكمن في أن أحدا لا يعلم شيئا عن الأشخاص الذين يفترض أن ينافسوا نظام الحكم في الدوحة، مشيرة إلى أن كل المؤشرات تدلل على أن للأمير «تميم بن حمد» تأثيرا قويا في الدوائر القريبة منه، ناهيك عن أن تاريخ التوتر بين السعودية وقطر يثير الشبهات في كل قطري يبدي تعاونا مع السعوديين ضد بلاده.

وأكدت أن «بن سلمان» لم يقم بالإجراءات اللوجستية والنفسية الهادفة للتأثير على تماسك نظام الحكم في الدوحة، مشيرة إلى أن السعودية خسرت عنصر المفاجأة المهم، والذي كان يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي في إزاحة نظام الحكم القطري، عازية ذلك إلى تتابع الأحداث، التي بدأت بالتصعيد ضد الدوحة وفرض الحصار الاقتصادي، وتعيين بن سلمان وليا للعهد.

ودعت الباحثة حكام الرياض إلى ضرورة تحديد الأسباب وراء إخفاق محاولة توظيف رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، في ضرب مكانة «حزب الله»، لافتة أن هذه المحاولة فشلت لأنها جاءت بعدما تمكن «حزب الله» من التغلغل في أوساط ودوائر الحكم اللبنانية، إلى جانب أن نفوذ السعودية داخل لبنان، عند تنفيذ المحاولة، كان متواضعا.

السعودية و«مبارك آل ثاني»

وقالت إن «آلية تبني السعودية لمبارك آل ثاني، الذي وصفته بزعيم المعارضة القطرية والمقيم في الرياض لا تبشر بخير»، واصفة «مبارك» بـ«العليل»، مشيرة إلى أن إسناده «جاء محمولا على أجنحة الفشل».

ودعت السعودية إلى أن تسمح لأية معارضة قطرية بتبني نهج «مستقل»، وألا تظهر كمجرد ارتباط بالحكم السعودي، وأن تركز على معارضة السياسة الخارجية للدوحة، وأن تقدم تصورا لدور قطر في المنطقة.

وحثت على أن تعمل المعارضة القطرية على بناء علاقات مع المجتمع الدولي «الذي يتوجب أن يمنحها نوعا من الشرعية»، منوهة إلى أن هذه العلاقات يجب أن تضمن تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة.

وحثت الباحثة القيادة السعودية على منح «المعارضة القطرية» هامش حرية، وأن تمكنها من التعبير عن ذاتها، معتبرة أنه في حال تصرفت الرياض على هذا النحو، فإنها ستنجح في استعادة مصداقيتها الإقليمية.

ولفتت «تسوكرمان» أنظار «بن سلمان» إلى أن «أية محاولة مستقبلية لهندسة انقلاب في قطر سينظر إليها كضرب من ضروب النفاق»، على اعتبار أن السعودية وغيرها ردت بقوة على محاولة الانقلاب التي تعرضت لها البحرين عام 2011.

من جهة ثانية، امتدحت «تسوكرمان» ولي العهد السعودي على الرغم من فشله، مشددة على أن الاتجاه العام لسلوكه صحيح، ودعته إلى تجاهل الانتقادات الدولية ومواصلة العمل للمس بحلفاء ووكلاء إيران في المنطقة.

وحثت «بن سلمان» على ضرورة الجمع في تحركاته الهادفة للتأثير على الواقع في قطر ولبنان وغيرها، بين استخدام القوى الخشنة والقوة الناعمة، مشيرة إلى ضرورة أن تقدم السعودية نموذجا في التحولات الداخلية من خلال تطوير التعليم وبناء المهارات وتشجيع الريادة في مجال الأعمال.

وتفرض السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، حصار دبلوماسيا وجويا وبريا على قطر، متهمين الدوحة بـ«دعم الإرهاب»، وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

حصار قطر الأزمة الخليجة محمد بن سلمان السعودية مبارك آل ثاني قطر