السلطة الفلسطينية: اجتماع واشنطن حول غزة تمهيد لـ«صفقة القرن»

الخميس 15 مارس 2018 09:03 ص

رفض الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» مجرد قراءة الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى السلطة الفلسطينية للمشاركة في اجتماع واشنطن المزعوم لـ«إنقاذ غزة»، وهو الاجتماع الذي اعتبرته السلطة يُمهد لتطبيق «صفقة القرن» الأمريكية الرامية إلى إقامة دولة مركزها قطاع غزة، وأجزاء من الضفة الغربية، وإيجاد قيادة بديلة.

إذ رفضت السلطة الفلسطينية حضور الاجتماع، الذي دعا إليه صهر الرئيس «دونالد ترامب» ومستشاره الخاص «جاريد كوشنير»، والمبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام «جيسون غرينبلات»، وحضره ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية، والاتحاد الأوروبي، وممثلون عن (إسرائيل) و7 دول عربية ودول أخرى، حسب «رويترز».

وقدّم «كوشنير» في الاجتماع شرحاً مفصلاً عن الأوضاع الإنسانية في غزة استغرق ساعتين كاملتين، وأُقرت خلاله سلسلة مشاريع حيوية في غزة، خصوصاً في قطاعات الطاقة والمياه والمجاري.

وفي إطار التهديد الأمريكي، قال مسؤول أمريكي بارز إنه من الممكن تنفيذ مشاريع عدة من دون مساعدة السلطة الفلسطينية، وإن كان الهدف هو إشراكها في نهاية الأمر في العملية المتعددة الأطراف، مضيفاً أن «إصلاح الوضع في غزة ضروري للتوصل إلى اتفاق سلام».

من جانبه، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، «صائب عريقات»، الاجتماع، محاولة لإيجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني تمهيداً لتمرير «صفقة القرن».

وأوضح: «ما حدث في البيت الأبيض هو حديث عن دولة غزة»، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت المشاركة في اللقاء لمعرفتها بالهدف من ورائه.

وأضاف أن مشروع «ترامب» يقوم على حصر الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وأجزاء من الضفة، من دون القدس، مشيراً إلى أن ذلك يفسر سر الاهتمام الأمريكي بقطاع غزة.

وتابع: «ترامب و(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يقومان الآن بتصفية القضية الفلسطينية عبر إخراج القدس من أي حل، وضم المستوطنات الكبرى، والحديث عن ضرورة اختيار عاصمة فلسطينية في ضواحي المدينة المقدسة (في إشارة إلى بلدة أبوديس)».

واستطرد: «عدم ذهابنا كان رسالة قوية بأننا ضد هذه الخطط الرامية إلى تصفية القضية وخلق قيادة بديلة».

في الوقت ذاته، كشفت مصادر فلسطينية في غزة لصحيفة «الحياة»، أن «عباس رفض رفضاً قاطعاً المشاركة في اجتماع واشنطن»، كما «رفض مجرد قراءة الدعوة التي وجهتها إدارة ترامب للسلطة عبر رئيس هيئة الشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ».

وأوضحت أن «عباس» قرر منذ فترة التفرّغ لمقارعة الإدارة الأمريكية عقب قرار ترامب قبل 100 يوم الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)»، ونقل سفارة بلاده إليها منتصف شهر مايو/أيار المقبل.

وأضافت المصادر أن عباس، الذي بدا عليه الإعياء أخيراً، أبلغ قيادات فلسطينية من فصائل منظمة التحرير، أنه «يخوض الآن معركة مع الولايات المتحدة، ويؤجل المعركة مع (إسرائيل) إلى حين».

وأشارت إلى أن لدى الرئيس الفلسطيني «قناعة بأن الإدارة الأمريكية سترد على كل الخطوات والقرارات» التي اتخذها، وأهمها مقاطعة إدارته وعدم التعاطي مع أي مشاريع أو اقتراحات منها، ورفض «صفقة القرن».

ولفتت إلى أن عباس يتوقع أن «تسعى الإدارة إلى إنهاء السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة الأكثر خطورة».

وقبل أيام، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «إسماعيل هنية»، إلى عقد مؤتمر إنقاذ وطني، تشارك فيه جميع الأطراف الفلسطينية، بهدف تبني استراتيجية وطنية لمواجهة «صفقة القرن».

ولا يوجد إعلان رسمي حتى الآن عن تفاصيل تلك الصفقة، لكن تقارير صحفية أمريكية تحدثت عن أنها ستنطلق في مرحلتها الأولى، من التزام أمريكي كامل بمبدأ حل الدولتين، ويقابل ذلك التزام إسرائيلي بوقف الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية، والالتزام الدولي والعربي برعاية الاقتصاد الفلسطيني، وإعمار غزة ونزع سلاح المقاومة، وفي حال تحقيق السلطة هذه الشروط يمكن السماح لها بالإعلان عن دولة في حدود مؤقتة، مع بسط السيطرة على مناطق جديدة في الضفة.

أما المرحلة الثانية لـ«صفقة القرن»، فذاهبة في اتجاه تنازل الفلسطينيين عن مساحة متفق عليها من الضفة (الكتل الاستيطانية) وجزء من الغور، وتأخذ نظيرتها من أراضي سيناء بموازاة حدود غزة وسيناء، وستحصل مصر من (إسرائيل) على مساحة مكافئة من وادي فيران جنوب صحراء النقب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين صفقة القرن محمود عباس ترامب القضية الفلسطينية القدس غزة