حذف موقع مصري موالٍ للنظام الحاكم مقالا للمتحدث العسكري السابق، انتقد فيه حبس مخرج ومؤلف مسرحيين 15 يوما بتهمة الإساءة للجيش في مسرحيتهما التي جرى منع عرضها.

وقالت مصادر إعلامية إن موقع «اليوم السابع» حذف مقال المتحدث العسكري السابق، العميد «محمد سمير»، بعد تعليمات وصلت إلى رئيس تحرير الموقع، «خالد صلاح»، من أحد ضباط الاستخبارات العامة التي يرأسها حاليا مدير مكتب الرئيس «عبدالفتاح السيسي» السابق، اللواء «عباس كامل».

وانتقد «سمير» في مقاله المحذوف طريقةَ التعامل مع المخرج والمؤلف المسرحي «أحمد الجارحي» الذي قرّرت النيابة العسكرية حبسه هو ومؤلف عرض «سليمان خاطر» «وليد عاطف»، 15 يوماً بتهمة الإساءة للجيش وإهانته، منذ عدة أيام؛ وذلك بعد بلاغٍ تقدم به محام مثير للجدل «سمير صبري» للنيابة العامة ونيابة أمن الدولة والمدعي العام العسكري ضد «جارحي» و«عاطف» بتهمة إهانة الجيش المصري.

وأشار «سمير» إلى أنه «في ذروة الاهتمام الشديد من جميع مؤسسات الدولة بقضايا الشباب في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، إيماناً منها بأنها قد أهملت في حق هذا الملف المهم لسنوات طويلة، نجد أنه ما زال بيننا للأسف حتى الآن من لا يدرك الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأمور المتعلقة بقضايا الشباب، فيتعامل معها برعونة وضعف بصيرة، فيضيّع بها كل الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الشأن شديد الأهمية».

وأوضح قائلا: «أعني هنا بالطبع الأسلوب الذي تم به التعامل مع أعضاء فرقة نادي الصيد المسرحية الشابة التي قدمت العرض المسرحي سليمان خاطر».

وطالب بالرفق بأصحاب العرض المسرحي قائلا: «يا سادة رفقاً بشباب مصر، إن أخطأوا في ما يمكن أن تختلف فيه وجهات النظر، فوجّهوهم وثقّفوهم وتعاملوا معهم بالحكمة والرفق اللازمين حتى ننمي فيهم قيم ثقافة الاختلاف الحقّة، وحتى نمدّ وندعم ونقوّي جسور الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة المختلفة».

وتوجه إلى أمثال المحامي «سمير صبري» بالقول: كما «أرجو من السادة المحامين الذين دأبوا في الفترة الأخيرة على التربّص بالقضايا الفكرية والثقافية الانتباه إلى الأثر شديد السلبية الذي يؤثّرون به على الروح الإيجابية الوثّابة لكل المجتمع، وهو ما آمل أن يراجعوا فيه أنفسهم خلال الفترة المقبلة، حتى نجنّب المجتمع الدخول بصفة مستمرة في قضايا جدلية فرعية تستهلك الكثير من الوقت والجهد دون أي عائد وطني حقيقي من ورائه».

وبدأت أزمة العرض المسرحي «سليمان خاطر» منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، حين عرضت المسرحية في «نادي الصيد» المصري، وتم إيقافها بعد عرضها لمدة يومين، وكان من المقرر أن يستمر العرض لثلاثة أيام.

وتدور أحداث المسرحية حول حياة الجندي المصري، «سليمان خاطر»، الذي فتح نيران بندقيته خلال خدمته على الحدود على 7 إسرائيليين عبروا الحدود المصرية دون تصريح عام 1985 فأرْداهم قتلى، وأمرت النيابة العسكرية بسجنه قبل أن تعلن السلطات المصرية انتحاره في محبسه، في واقعة تدور حولها اتهامات للسلطة بتصفيته.