كشف دبلوماسيون ومسؤولون يمنيون، عن اجتماعات تمت سرا بين مسؤولين سعوديين، وحوثيين، دون علم الحكومة اليمنية، لإنهاء حرب عمرها ثلاث سنوات، تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأكدت مصادر لـ«رويترز»، أن السعودية وحركة أنصار الله (الحوثيون) أجروا محادثات سرية، وأن المتحدث باسم الحوثيين، «محمد عبد السلام»، كان على اتصال مباشر مع مسؤولين سعوديين في سلطنة عمان، بشأن حل شامل للصراع، في ظل المكاسب المتواضعة التي حققتها قوات التحالف العربي على الأرض.
وغابت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن أجواء تلك الاجتماعات، وفق دبلوماسي، لم يكشف عن هويته.
ومن المطروح ضمن سيناريوهات إنهاء الأزمة اليمنية، إعلان هدنة لوقف القتال على مستوى البلاد، على أن يتم التوقيع لاحقا على اتفاق سلام يتناول المصالح السياسية للأطراف المتحاربة.
وأضافت المصادر، أن الحوار بين السعودية والحوثيين يهدف إلى توفير إطار لقرار يتزامن مع وصول المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن، وهو الدبلوماسي البريطاني السابق، «مارتن غريفيث».
ولم يتضح على الفور مدى التقدم الذي تحقق في الاجتماعات السرية، وكانت آخر جولة لمحادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من قبل التحالف، حدثت في الكويت، في أغسطس/آب 2016.
ويتطابق ما أوردته «رويترز»، مع ما كشفته مصادر دبلوماسية مصرية، في وقت سابق، عن تصوّر أعدّته دوائر مصرية سيادية لانتشال السعودية من المأزق اليمني.
وقالت المصادر إن التصوّر الذي أعدته الاستخبارات المصرية، بعد لقاءات عدة مع قيادات حوثية زارت القاهرة بشكل غير معلن، «يتضمن اعترافا بنفوذ الحوثيين في عدد من المناطق، واعتماد نظام قائم على المشاركة معهم».
وحظي هذا التصوّر بموافقة حوثية مبدئية، إذ أكّد ممثلوهم، خلال اللقاءات التي عُقدت في القاهرة، استعدادهم للتعاطي معه بشكل إيجابي وجاد، كما أبدى ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، تجاوباً مع المقترح المصري، بحسب «العربي الجديد».
ويقاتل تحالف بقيادة السعودية، المسلحين «الحوثيين» المتحالفين مع إيران في اليمن، منذ عام 2015، في مسعى لتعزيز سلطة الرئيس «عبدربه منصور هادي»، وسط تكبد خسائر فادحة بشريا وماليا.
وأودت الحرب بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، وشردت أكثر من مليونين، ودفعت اليمن إلى حافة المجاعة، فضلا عن تزايد الأخطار على الحدود السعودية جراء تساقط قذائف وصواريخ حوثية على مدن المملكة جنوبا.
