«الأطباء العرب» يحذر من «صيف كارثي» في انتظار اليمن

الجمعة 16 مارس 2018 02:03 ص

حذر «عبدالقوي الشميري»، الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب (غير حكومي)، من «كارثة صحية» قد يواجهها اليمن، بحلول الصيف المقبل، عبر انتشار أمراض عديدة، في ظل نقص الأدوية وانهيار البنية التحتية؛ بسبب الحرب المتواصلة منذ نحو ثلاث سنوات.

وأضاف «الشميري»، وهو يمني الجنسية، أن الأوضاع في اليمن تتفاقم صحيا، ويحتاج اليمنيون إلى مساعدات عاجلة، بحسب «الأناضول».

ومجسدا مأساة اليمن في أعداد قال إن «ما بين 7 ملايين إلى 14 مليون يمني كانوا خارج تغطية الرعاية الصحية الأولية قبل الانقلاب، ثم اقترب عددهم الآن من 18 مليون نسمة».

وأضاف أن «هذه الإحصاءات مخفية، والأمراض المتوطنة عادت، والكوليرا صارت حدثا، كما عاد مرض الدفتيريا، وهذه مؤشرات خطيرة».

وتابع: «نحن مقبلون على الصيف، ونتوقع أن تظهر حمى الدنج والملاريا، ونسأل الله أن يلطف بالشعب اليميني من كارثة صحية».

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في 28 من فبراير/شباط الماضي، ارتفاع الوفيات في اليمن جراء الدفتيريا إلى 72 حالة، في 20 محافظة من أصل 23، منذ أغسطس/أب الماضي.

ويتزامن انتشار هذا المرض مع تفشي وباء الكوليرا، منذ أبريل/نيسان 2017، الذي أسفر عن وفاة أكثر من ألفين و200 حالة، فيما تجاوزت الحالات المشتبه بإصابتها المليون حالة، وفق المنظمة.

وأردف «الشميري» أن «الحكومة الشرعية دعت العالمين العربي والاسلامي إلى تقديم دعم عاجل للقطاع الصحي، للحيلولة دون وقوع كارثة صحية مع اقتراب الصيف».

وخلال اجتماع لوزراء الصحة العرب بالقاهرة، مطلع مارس/آذار الجاري، ناشد وزير الصحة اليمني، «ناصر باعوم»، الدول العربية سرعة تقديم الدعم الصحي لبلاده.

وأوضح «باعوم» أن الحرب أدت إلى نتائج كارثية في القطاع الصحي، إذ يفتقد 16 مليون شخص (من أصل أكثر من 27 مليون نسمة) للرعاية الصحية، ويعاني 1.5 ملايين طفل من سوء التغذية، فيما يعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وبات 50% من المرافق الصحية مغلقة جزئيا أو كليا.

مشروعات إغاثية

وبشأن مساعدات الاتحاد، الذي تأسس عام 1962، لليمن، قال «الشميري»، نقيب الأطباء والصيادلة اليمنيين، إن «اليمن حظي بخمسة مشروعات إغاثية من الاتحاد، أولها في عام 2008، وأحدثها مشروع استمر أكثر من شهرين العام الماضي، لمكافحة وباء الكوليرا».

وأوضح أن «الوضع الصحي في اليمن كان صعبا للغاية قبل سنوات طويلة، ولم يحصل المواطن اليمني على رعاية صحية متكاملة، وكان يفتقر في الأرياف إلى الرعاية الصحية الأولية».

وشدد على أن «الوضع ازداد سواءً وتعقيدا بعد الانقلاب على الشرعية في اليمن، حيث توقفت موارد وزارة الصحة، وتعطل الكادر الطبي والمقار الصحية، وزادت الأمراض».

وملخصا الوضع في المنطقة، قال «الشميري» إن «الإنسان العربي سيبقى متضررا، في ظل بشرية تعيش خللا؛ بسبب صراع يدور في منطقة عربية ضعيفة بين الأربعة الكبار، وهم: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا».

ومضى موضحا أن «الكوارث تلاحق منطقتنا، ومشاكل الإنسان تتفاقم يوما بعد آخر».

مساعدات تركية

وبخصوص الاستجابة لاحتياجات اليمنيين، قال، المسؤول عن الملف اليمني الإغاثي في الاتحاد، إن «تركيا من الدول التي قدمت دعما مبكرا للشعب اليمني، خاصة في العقد الأخير».

وتابع: «أشكر أنقرة على جهودها الإغاثية في اليمن.. في عام 2011 مثلا قدمت منحا علاجية في مشافيها لمئات من جرحى ثورة فبراير (شباط من العام نفسه)»، التي أطاحت بالرئيس «علي عبدالله صالح» (1978-2012).

وأردف أن «تركيا تقدم مساعدات طبية وتقيم مستشفيات ميدانية، كما تقدم دعما غذائيا لليمن، وقد زار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركية (كرم كنيك) اليمن في 2017».

وتابع: «نأمل أن تزيد تركيا دعمها الإغاثي، لما لها من مكانة تاريخية في اليمن والمنطقة».

وأعرب «الشميري» عن أمله في أن «تتسارع الجهود العربية في توصيل الدعم للشعب اليمني، خاصة من أشقائه في دول التحالف العربي، وذلك عبر مساعدات فعالة يتم توجيهها مباشرة إلى وزارة الصحة اليمنية».

المصدر | الخليج الجديد+الأناضول

  كلمات مفتاحية

اليمن الأطباء العرب إغاثة حرب معاناة صحية تركيا حرب اليمن