مزاد بألمانيا على خريطة القبر المفقود للسلطان «سليمان القانوني»

الجمعة 16 مارس 2018 07:03 ص

عرضت للبيع في مزاد بألمانيا، الجمعة، خريطة تعود إلى القرون الوسطى تبين بالتحديد موقع القبر المفقود للسلطان العثماني «سليمان القانوني» في المجر.

وحسب رئيس قسم الجغرافيا السياسية والدراسات التنموية والإقليمية في «جامعة بيك» بالمجر، «نوربرت باب»، فإن الخريطة -التي تم اكتشافها حديثا- رسمت من قبل المهندس الإيطالي «لياندرو أنغويسولا».

وأضاف «باب» أن الخريطة يعود تاريخها إلى عام 1689، وهي تظهر المنطقة بدقة، بما فيها قبر السلطان العثماني «سليمان»، إلا أنه رفض الإفصاح عن هوية مالكها.

وأشار إلى أن الخريطة عرضت للبيع، الجمعة، في دار «فيناتور وهانشتاين» للمزادات في مدينة كولونيا بألمانيا؛ حيث بدأ المزاد بمبلغ قدره 45 ألف يورو، دون أن يوضح على من رسى المزاد، وبأي مبلغ.

وأفاد بأن دار المزادات المذكورة اتصلت به لكونه قائد حملة الحفريات، التي هدفت لتحديد موقع القبر في ريف مدينة سيكتوار جنوبي المجر، وطلبت منه شرح المباني والطرق المرسومة في الخريطة، التي لا يزال بعضها موجودًا حتى اليوم، وفقاً لصحيفة «ديلي صباح» التركية.

ويبدو أن الخريطة رسمت بهدف توضيح المعالم الجغرافية التي تشمل الطرق والحصون للحملة العسكرية النمساوية التي استعادت سيكتوار من العثمانيين.

وكتب «أنغويسولا» في مكان ما موضحًا على الخريطة باللغة الألمانية: «مدينة تربك؛ حيث دفنت جثة سليمان».

ويعد عهد السلطان «القانوني» هو العصر الذهبي للدولة العثمانية؛ حيث امتد لمدة 46 عاما، وترأس خلالها العديد من الحملات العسكرية إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وهزم الرجل خصومه في شرق ووسط أوروبا، واستولى على مملكة هنغاريا، وأغلب المناطق شمال صربيا وكرواتيا وترانسلفانيا والمجر الحديثة؛ حيث استمر العثمانيون بحكمها لمدة 150 عامًا، كما نظم السلطة التشريعية، وكان راعيًا للفنون والتكنولوجيا.

وبنيت لاحقًا المقبرة التي دفنت أحشاء السلطان «القانوني» فيها، وتأسست تدريجيًا حولها مدينة سميت تربك، والتي تعني المقبرة باللغة التركية، وهي المستوطنة الوحيدة التي تمكن العثمانيون من بنائها في المجر، ويبدو أنهم عمدوا إلى محو موقع المدينة والقبر عن الخرائط مع نهاية القرن السابع عشر، بقصد حمايتهما من أعدائهم.

وبدأت حملة البحث عن القبر في أوائل القرن العشرين، إلا أنه لم يكتشف حتى عام 2015، أي بعد 3 سنوات من الجهود التي بذلتها وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا» وجامعة الشرق الأوسط التقنية «ODTU» والأكاديمية المجرية للعلوم في البحث عن القبر.

وتوفي «القانوني» في عام 1566 عن عمر يناهز الـ71 عامًا، بينما كانت قواته تحاصر قلعة سيكتوار في جنوب المجر.

وبقيت وفاته سرية لمدة 48 يومًا لمنع جنوده من التخلي عن الحصار؛ حيث دفن قلبه وأعضاؤه الداخلية في المكان الذي نصبت فيه خيمته لمنع جسده من التعفن.

وعندما انتهت الحملة أعيد الجثمان إلى مدينة القسطنطينية، التي تعرف الآن باسم إسطنبول، ودفن في مسجد السليمانية الذي يعد أشهر المعالم في المدينة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المجر الدولة العثمانية خريطة دفن السلطان القانوني تركيا