تحالف أمريكي سعودي إسرائيلي «مرتقب» لمواجهة إيران وتوسيع التطبيع

السبت 17 مارس 2018 10:03 ص

تتجه الولايات المتحدة مع (إسرائيل) لتشكيل تحالف مع السعودية، لمواجهة إيران، والدفع باتجاه «صفقة القرن»، في إطار مبادرة أمريكية لتطوير العلاقات الإسرائيلية العربية.

وحسب موقع «واينت» الإخباري التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن الاحتفاء بزيارة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، للولايات المتحدة، هذا الأسبوع، لا يعبر عن صداقته المتينة مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» فحسب، بل يعكس إقامة حلف يضم الولايات المتحدة و(إسرائيل) والسعودية في مواجهة إيران.

«هذا علاوة على الدفع بما يسمى صفقة القرن، لتصفية القضية الفلسطينية في إطار المبادرة التي يعمل عليها ترامب»، كمقدمة تسمح لـ(إسرائيل) بتطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية»، حسب الموقع.

ويصب هذا التحالف إلى مصالح اقتصادية للولايات المتحدة في السعودية، كونها مشترية للسلاح وتضخ مليارات الدولارات للصناعات العسكرية الأمريكية، مشيرا إلى أن المصالح المشتركة لا تتوقف عند السلاح، حيث إن الرئيس الأمريكي، وقبيل عرضه لما تسمى «صفقة القرن» يرى في السعودية حليفا مركزيا ولاعبا له نفوذ.

وحسب التقرير المستند لمصادر إسرائيلية، فإن «بن سلمان» لا يكترث لكون الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإنما لكونه يسعى لتثبيت مكانة السعودية كقوة إقليمية مقابل إيران التي تواصل تعزيز قوتها ونفوذها.

الاتفاق النووي

ولفتت المصادر الإسرائيلية، إلى أن اللقاء بين «ترامب» و«بن سلمان»، بعد ثلاثة أيام، والذي سيعقد عقب وقت قصير من لقاء مهم بين «ترامب» مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، سيناقش المسألة الإيرانية، حيث إن الرئيس الامريكي سيضطر في مايو/أيار المقبل، إلى الحسم في مسألة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.

ويستذكر «واينت» وصف «ترامب» للاتفاق بأنه «رهيب»، ويحتاج لتعديلات عليه رغم معارضة الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق.

يشار إلى أن مايو/أيار المقبل، هو الموعد الذي يتوجب فيه على «ترامب» إبلاغ الكونغرس بشأن مواصلة إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران، حسب ما يقتضيه الاتفاق النووي، أو يقرر انسحاب واشنطن من هذه «اللعبة».

ولفت الموقع، إلى أن تعيين «ترامب» رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق «مايك بومبيو»، وزيرا للخارجية بدلا من «ريكس تيلرسون»، يصب في مسألة الانسحب من الاتفاق، كون أن «بومبيو» يؤيد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.

مواجهة إيران

وأضاف التقرير أن «ترامب» على قناعة بأنه يستطيع وقف البرنامج النووي الإيراني بطرق أخرى.

وحسب حديثه مع «نتنياهو»، فمن الممكن إقامة جبهة تتألف من الولايات المتحدة والسعودية و(إسرائيل) لوقف ما يطلق عليه «التهديد الإيراني»، بعدة طرق، بحيث يبقى الخيار العسكري على الطاولة.

التطبيع

ونقلا عن المصادر الإسرائيلية يرى «ترامب» في السعودية، دولة يمكن أن تساعد في إنجاز اتفاق «صفقة القرن» بما يتيح لـ(إسرائيل) تطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية.

ونوهت «يديعوت أحرونوت»، إلى أن إقامة أي نوع من العلاقات الدبلوماسية بين السعودية و(إسرائيل) في إطار «المبادرة العربية للسلام»، لم تكن مقبولة في حينه على السعودية، بدون إقامة دولة فلسطينية، «أما اليوم فإن الوضع في عهد بن سلمان مختلف».

وكشفت تقارير إسرائيلية في الأشهر الماضية الأخيرة، أن مسؤولا سعوديا بارزا زار (تل أبيب) سرا، فيما توجهت أصابع الاتهام لولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، الذي يجري تغييرات جذرية في المملكة، اعتبرها مراقبون تمهيدا لعلاقات علنية مع (إسرائيل).

وفي الآونة الأخيرة، بدأت السعودية تعمق علاقاتها مع (إسرائيل) في ظل وجود عدو مشترك وهو إيران، ولكن هذا التعاون المتنامي ما زال سريا؛ حتى لا يمثل مشكلة سياسية لها.

وتعلق حكومة «نتنياهو»، آمالا كبيرة وغير محدودة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية عبر أرض المملكة وبحرها وجوها.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية إيران بن سلمان صفقة القرن الاتفاق النووي التطبيع