استمرار اختفاء الأمير «تركي بن عبدالله» يثير القلق بالسعودية

السبت 17 مارس 2018 08:03 ص

يتصاعد القلق داخل أوساط الأسرة الحاكمة في السعودية جراء استمرار اختفاء أمير الرياض الأسبق «تركي بن عبدالله»، نجل العاهل السعودي الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز»، وخاصة مع إغلاق ملف المعتقلين خلال حملة نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأفرجت السلطات السعودية عن أكثر من 200 أمير ورجل أعمال اتهمتهم بالفساد، في إطار صفقات تسوية مالية دفعوا بموجبها أكثر من 106 مليارات دولار.

وازدادت المخاوف بعد حديث الصحف الغربية، وعلى رأسها «نيويورك تايمز»، عن وفاة مساعده وذراعه الأيمن ومدير مكتبه، اللواء «علي القحطاني»، في فندق «ريتز كارلتون» أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب التعذيب المتواصل.

و برغم الإفراج عن أخوة الأمير المعتقلين، وعلى رأسهم وزير الحرس الوطني السابق الأمير «متعب»، والذي يمثل الخطر الأكبر على ولي العهد «محمد بن سلمان» كونه كان مرشحا لمنافسته على كرسي الحكم، فلا توجد أي أنباء عن مصير الأمير «تركي».

ووجهت السلطات السعودية تهما للأمير «تركي» تتعلق بالفساد المالي والإداري في مشروع مترو الرياض الذي أشرف عليه إبان فترة توليه إمارة الرياض.

وبحسب موقع «العربي الجديد»، فإن السبب الفعلي لاحتجاز الأمير «تركي» هو وجود أمواله في الخارج ورفضه التنازل عنها وعدم قدرة السلطات السعودية على الوصول إليها بعد.

كما أن التعذيب المتواصل لمدير مكتبه «القحطاني» برغم عدم امتلاكه أي ثروة مالية كان بسبب محاولة معرفة الأسرار المالية والتجارية لأبناء الملك «عبدالله» والتي تعتقد السلطات السعودية أن «القحطاني» يخفي جزءا مهما منها.

وقال مصدر من المعارضة السعودية، للموقع ذاته إن «أبناء الملك عبدالله تعرضوا للإذلال عقب استدراج الأمير متعب الذي يمثل الواجهة السياسية والعسكرية لهم ومن ثم استدراج الأمراء تركي وفيصل وخالد وسجنهم وإجبارهم على توقيع تعهدات بالتسوية المالية مع السلطات بالإضافة إلى عزلهم عن مناصبهم».

وأضاف: «لكن عدم الإفراج عن الأمير تركي سببه أن بن سلمان يعتقد بأنه يملك حتى الآن معلومات لم يتم الإفشاء عنها حول حجم الرشاوى والعمولات التي تلقاها نظير عدد من المشاريع الكبرى إبان فترة حكم والده وأبرزها مشروع مترو الرياض، ويريد ولي العهد الحالي السيطرة على هذه الأموال لتجريد أمراء الأسرة الحاكمة من آخر سلاح يملكونه».

ونقلت السلطات السعودية الأمير «تركي» إلى سجن الحاير قبل أن تنقله إلى مكان غير معلوم، يرجح أنه أحد الأماكن التي يملكها جهاز أمن الدولة الذي يتبع بشكل مباشر لولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد، فيما دفن مساعده «القحطاني» وسط تكتم شديد من أهله وعائلته.

ويأمل «بن سلمان» بالسيطرة على ثروة أبناء الملك «عبدالله» كاملة، بحجة أنهم استولوا عليها بشكل غير مشروع، فيما يحاول أبناء الملك الذين يقبعون تحت الإقامة الجبرية في الرياض، حماية أموالهم والتوصل إلى تسوية تحفظ جزءا من ثروتهم عبر الوسطاء الذين يحاولون إقناع ولي العهد بتخفيف الحدة تجاههم.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

مكافحة الفساد تركي بن عبدالله الريتز كارلتون محمد بن سلمان الملك عبدالله