روسيا تنتخب.. «بوتين» يتجه لربع قرن من حكم «الكرملين»

الأحد 18 مارس 2018 08:03 ص

بدأ الناخبون في العاصمة الروسية موسكو، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي يضمن فيها الرئيس «فلاديمير بوتين» الفوز فيها بولاية رئاسية رابعة من 6 سنوات، تنتهي في 2024.

ولا يزال «بوتين» (65 عاما) في السلطة، منذ عام 1999 سواء في منصب رئيس البلاد أو رئيس الوزراء، ما يعني اقترابه من ربع قرن من حكم روسيا.

وبينما يتنافس في انتخابات اليوم، 8 مرشحين، أفادت نتائج استطلاعات للرأي، أجرى أبرزها معهد «في تي إس يوم» الحكومي، حصول «بوتين» على 69% في الاستطلاعات الأولية قبل الانتخابات.

منافسون

ويتنافس بوتين مع 7 مرشحين آخرين، من بينهم المليونير «بافل غرودينين»، ومقدمة برامج تليفزيون الواقع «كسينيا سوبشاك»، والمرشح القومي «فلاديمير جيرينوفسكي».

وحتى عام 2010 كان «غرودينين» عضوا في حزب «بوتين» المسمى «روسيا الموحدة»، وقد انتقد علناً النظام السياسي والاقتصادي الحالي، لكنه تجنب انتقاد «بوتين».

بينما تعتبر «سوبشاك» نفسها خيارا للناخبين الذين أتعبتهم رئاسة «بوتين» ومنافسيه المألوفين، وترغب في تنفيذ تغييرات ليبرالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كما أن هذه هي المرة السادسة التي يترشح فيها «جيرينوفسكي» لمنصب الرئيس، وقد بني سمعته من تصريحاته الخاصة بكراهية الأجانب.

ويظهر المرشحون في أوراق الاقتراع حسب الطيف السياسي من اليمين إلى اليسار، بينما يوضع «بوتين» في الوسط، وفق وسائل إعلام محلية.

ويحصل «غرودينين» على 7 إلى 8% من نوايا الأصوات، فيما يحظى «جيرينوفسكي» بـ5 إلى 6%، تليه «سوبشاك» بنية مصوتي 1 إلى 2%، أما المرشحون الأربعة المتبقون، فنتائجهم تكاد لا تذكر.

بينما يغيب المعارض الرئيسي «أليكسي نافالني»، عن سباق الانتخابات، بعد إدانته بتهمة الاختلاس، وهي التهمة التي يقول عنها «نافالني» إنها «ملفقة».

واستقبلت لجنة الانتخابات المركزية طلبات ترشح 64 شخصا، بينهم 21 ينتمون إلى أحزاب سياسية، و13 مستقلا أطلقوا حملات لجمع توقيعات تأييد.

غيّر أن 8 مرشحين فقط تمكنوا من تقديم أوراقهم الانتخابية في الفترة المحددة، وحصلوا على حق الترشح رسميا.

بدء التصويت

وبدأ التصويت في أقصى شرق روسيا مساء السبت، وبعد 9 ساعات فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في موسكو، نظرا لفارق التوقيت بين مناطق روسيا.

وينص الدستور الروسي، الذي تم تعديله عام 2008، على أن فترة الرئاسة 6 سنوات، ويحظر على الرئيس الترشح لأكثر من فترتين متتابعتين.

وتعهد بوتين، في يوليو/تموز الماضي، بعدم تعديل الدستور، للسماح له بالترشح لأكثر من فترتين متتابعتين أو لعدد غير محدود من الفترات.

وحسب لجنة الانتخابات المركزية، فإنه تم تسجيل 111 مليونا و425 ألفا و443 ناخبا داخل روسيا وخارجها، من أصل قرابة 145 مليون نسمة، عدد سكان البلاد.

وفي حال لم يتمكن أي من المرشحين الثمانية من الحصول على أغلبية مطلقة من الأصوات (أكثر من النصف)، سيدلي الناخبون بأصواتهم في جولة ثانية، يوم 8 أبريل/ نيسان المقبل.

الحشد أهم

وفي غياب عنصر التشويق، وفي ضوء الدعوات إلى المقاطعة الصادرة عن المعارض «نافالني»، فإن هدف الكرملين الرئيسي خلال هذه الحملة الباهتة، كان إقناع الناخبين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع، ولا سيما «جيل بوتين»، جيل الشباب الذين يصوتون لأول مرة ولم يعرفوا سوى «بوتين» في السلطة.

ودعا «بوتين»، في تسجيل مصور، الناخبين إلى التصويت بكثافة في الانتخابات، قائلا: «هذا قرار شخصي لكل شخص. لكن في حال تهرب المرء من مثل هذا القرار، فسيتم اتخاذ هذا الخيار الرئيسي الحاسم دون أخذ رأيه في الاعتبار».

«بوتين» والخارج

وشهد الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، اشتداد التوتر بين موسكو والغرب، بسبب قضية تسميم عميل مزدوج روسي سابق في بريطانيا، ما أدى إلى تبادل طرد دبلوماسيين بين روسيا وبريطانيا.

وما شهده هذا الأسبوع، من بيانات نفي وتبادل اتهامات وتهديد بالرد المتبادل، إنما يختزل ولاية، شهدت استعادة روسيا نفوذها في العالم، بموازاة إشاعة أجواء أشبه بالحرب الباردة على خلفية النزاع في سوريا، وضم القرم، والحركة الانفصالية في شرق أوكرانيا، المدعومة من موسكو، بحسب كييف والغربيين.

ولم تنتظر موسكو إلى ما بعد الانتخابات، بل أعلنت السبت طرد 23 دبلوماسيا بريطانيا بصورة وشيكة، ردا على إجراء مماثل اتخذته لندن.

 

وردا على تنظيم الانتخابات الرئاسية الروسية في القرم، قررت كييف منع الناخبين الروس المقيمين في أوكرانيا من التصويت.

وإن كان من المستبعد أن تؤثر عملية تسميم «سيرغي سكريبال» وابنته في بريطانيا على الروس الذين اعتادوا الاتهامات الغربية شبه اليومية لموسكو، لكن تداعياتها قد تلقي بظلالها على ولاية «بوتين» المقبلة.

ومع ضمان فوزه، لم يكترث الرئيس الروسي لخوض حملة بل اكتفى بالحد الأدنى، فلم يشارك إلا لدقيقتين في حفلين موسيقيين دعما له، كما رفض الظهور في مناظرات تليفزيونية.

وأبرز موقف له كان خطابا شديد اللهجة ألقاه أمام البرلمان، وتباهى مطولا فيه بالصواريخ الروسية الجديدة التي «لا تقهر»، والتي تم تطويرها ردا على مشروع نشر الدرع الصاروخية الأمريكية، داعيا الغربيين إلى «الاستماع إلى روسيا».

يذكر أن «بوتين» تولّى قيادة روسيا في 1991، بصفته رئيساً للوزراء باختيار من الرئيس الروسي آنذاك «بوريس يلتسن»، قبل أن يتولى الرئاسة في عام 2000 حتى 2008.

ولما كان الدستور الروسي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، تمكّن «بوتين» من الاحتيال على هذه المادة، عبر تسلّمه رئاسة الوزراء في مقابل تنصيب رجله «ديميتري ميدفيديف» رئيساً بين عامي 2008 و2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد بعد تعديل الولاية الرئاسية من 4 إلى 6 سنوات.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

اتخابات روسيا روسيا فلاديمير بوتين جيرينوفسكي موسكو الكرملين المعارضة