كويتي يفوز بجائرة «نهّام الخليج» في فعاليات «كتارا» بالدوحة

الأحد 18 مارس 2018 08:03 ص

في إحياء لجزء تراثي عميق لدى مجتمعات دول الخليج العربي التي اعتمدت في وقت سابق قبل الثروات الطبيعية المُكتشفة، على البحر والصيد والأنشطة المرتبطة بمياه الخليج، نظمت دولة قطر فعالية فنية مرتبطة بالأناشيد والنشاطات التي كان يمارسها السابقون أثناء رحلات صيدهم الأسماك واللؤلؤ، فيما يُعرف باسم فن «النهمة».

وفي الفعالية التي استضافتها مؤسسة «كتارا» الثقافية في الدوحة، فاز المواطن الكويتي «فيصل عبد المحسن مال الله» بجائزة «نهام الخليج» الفنية، البالغة 100 ألف ريال قطري، وذلك بعد منافسة بين 11 نهاما من قطر والكويت وسلطنة عُمان، ضمن جائزة «كتارا» لفن النهمة، التي اختتمت فعالياتها مساء السبت.

وحصد القطري «علي ناصر الحداد» المركز الثاني، وفاز بجائزة قدرها 70 ألف ريال، فيما نال الكويتي «حمد بن محمد بن حسين» المركز الثالث وجائزته 50 ألف ريال.

وأشاد نائب المدير العام لشؤون العمليات بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، «أحمد عبدالرحمن السيد»، بمواهب الفائزين الفنية التي وصفها بـ«المميزة والعالية، التي من شأنها أن ترسم لفن النهمة مستقبلا زاهرا في منطقة الخليج العربي وتحميه من الاندثار والنسيان».

وأكد «السيد» أن جائزة «كتارا» لـ«نهام الخليج» هي مناسبة ثرية تعرّف خلالها الجمهور على فن «النهمة» وعراقته وجذوره الممتدة في التاريخ، وكذلك شكلت فرصة لتعرف النهامين بعضهم على بعض وتبادل الخبرات والمعارف.

بدورهم، أثنى أعضاء لجنة التحكيم جهود مؤسسة «كتارا» في الحفاظ على «التراث الأصيل المرتبط بفن النهمة»، مؤكدين أنه «يجسد التقارب الكبير في التراث البحري لدول الخليج العربي، وهو يشكل جزءا مهما من فنون تراث الأجداد البحري وتقاليده العريقة».

وتميزت النسخة الثانية من الجائزة، التي انطلقت الثلاثاء الماضي، باحتفائها بالتراث البحري، عبر معرض شامل أقيم في المنطقة المحيطة لمسرح الدراما بـ«كتارا»، قدّم نماذج من السفن، والمحامل التقليدية، والأدوات المستخدمة في الصيد والغوص، بالإضافة إلى الصناعات والحرف التقليدية البحرية، كصناعة القراقير، وبالإضافة كذلك إلى مشاركة العديد من النهامين الذين غنوا الأهازيج التي كانت تردد على سطح السفينة للترويح عن طاقمها.

 

 

 

 

جدير بالذكر أن فن «النهمة» قد ارتبط بمواسم الصيد والغوص لاصطياد اللؤلؤ؛ فالتقليد يشمل أصوات البحر، والأداء الصوتي الفردي والجماعي الذي كان عادة يصاحب عملية إنزال السفن الكبيرة، ونقل الأمتعة، أو الغوص إلى أعماق البحار بحثا عن المحار واللؤلؤ، وكل ذلك ساهم في بروز النهام الذي احترف الغناء والإنشاد للترويح عن «اليزوة» على ظهر المحمل، وإضفاء البهجة والحماس على نفوسهم، ليعينهم على تحمل عناء وجهد ومشقة العمل، وإطلاق الطاقة من أجسادهم المتعبة.

مؤسسا بذلك أحد أهم الروافد الثقافية التي أسهمت في نشأة معظم أشكال الغناء والموسيقى والفنون الشعبية في قطر والخليج العربي، التي أصبحت لها قواعد ثابتة وضوابط غنائية محددة تتناسب مع العمل الذي يؤديه «اليزوة»، كرفع الشراع وإنزاله، أو رفع المرساة.

  كلمات مفتاحية

فن النهمة الخليج قطر الدوحة كتارا مسابقة الكويت جائزة

سعوديان يفوزان بجائزة «كتارا لشاعر الرسول» ﷺ في دورتها الثانية