«و.س. جورنال»: لماذا ترغب السعودية في الاستثمار في هوليوود؟

الأحد 18 مارس 2018 08:03 ص

قال مسؤولون سعوديون إن صندوق الثروة السيادي في السعودية يتجه لشراء حصة في شركة «إنديفور» التي تتضمن أكبر وكالة للمواهب في العالم، حيث تبني المملكة صناعة ترفيهية مع شريك لم يكن متخيلاً في يوم من الأيام: هوليوود.

يريد ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» أن يتمم عملية شراء نسبة 10% من الشركة تقريبا مقابل 400 مليون دولار وذلك خلال زيارته يوم الإثنين للولايات المتحدة. وكان «آري إيمانويل» الرئيس التنفيذي المشارك لـ«إنديفور» قد عمل ذات يوم وكيل كمواهب لدى الرئيس «دونالد ترامب».

ومن المرجح أن تمنح هذه الصفقة للسعودية موطئ قدم في الشركة مع معظم العملاء، في ظل تمثيل الشركة للعديد من المواهب الأمريكية في الأفلام والموسيقى والرياضة والإعلام، بما في ذلك «أوبرا وينفري» و«دواين جونسون» و«سيرينا وليامز».

ولا تزال مناقشة التفاصيل جارية ويمكن أن تتغير، ورفض متحدث باسم شركة «إنديفور» التعليق على المحادثات.

تجسيد لطموحات أكبر

وتمثل خطوة الاستحواذ على حصة من «إنديفور» مجرد دفعة مقدمة من طموحات الأمير «محمد بن سلمان» لإنشاء قطاع للرياضة والترفيه في بلد إسلامي محافظ، كانت دور السينما محظورة فيه حتى الآن، وحيث تم شجب إبداعات هوليوودية مثل ميكي ماوس بوصفها غير إسلامية.

لكن الأمير السعودي يخفف حاليا من القيود المفروضة على دور السينما هذه السنة لإنشاء صناعة أفلام محلية، كما أنه أذن بإنشاء مجمع ملاهي ضخم خارج العاصمة الرياض.

وقال المسؤولون السعوديون أن الأمير كان يحاول عقد صفقات تجارية يمكنه أن يعلن عنها أثناء جولته في الولايات المتحدة التي تبدأ الأسبوع المقبل في واشنطن في البيت الأبيض، ثم في لوس أنجلوس حيث مقر شركة «إنديفور». وحاول «ترامب» وولي العهد السعودي تقوية العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية.

تأتي هذه الجولة في أعقاب القبض على مئات السعوديين البارزين – بما في ذلك بعض أغنى رجال الأعمال في البلاد – على خلفية اتهامات بالفساد لم يكشف عنها علانية، مما أثار مخاوف بين المستثمرين الغربيين حول سيادة القانون، وقال مسؤولون سعوديون إن الحملة ضرورية للقضاء على الفساد في ظل سعي الأمير لإصلاح الاقتصاد.

السعودية سوق ترفيه جديد

وكان التنفيذيون في مجال الترفيه في الولايات المتحدة يسارعون نحو السعودية هذه السنة، حيث قالت شركة «AMC Entertainment Holdings Inc» التي تعد شركة العرض الأولى في العالم، أنها تخطط لبناء دور عرض سينما في البلاد، بالإضافة إلى سلسلة الدور الأوروبية «Vue Entertainment» والسلسلة الفخمة «IPic Entertainment».

وقال مسؤولون سعوديون للمدراء التنفيذيين في الولايات المتحدة إنهم يرغبون في تعزيز استثماراتهم وصولا إلى مليار دولار خلال خمس سنوات، وهو تقدير سنوي سيضعها في المراكز العشرة الأولى على مستوى العالم وعلى قدم المساواة مع ألمانيا.

بالنسبة لـ«إنديفور» وأجزاء أخرى من هوليوود، فإن السعودية هي سوق بدت كأنها خرجت فجأة من اللاشئ بعد التغييرات التي قام بها الأمير «محمد»، وتعد البلاد وجهة جديدة محتملة للأحداث الرياضية والأزياء، كما أنها تقدم الملايين من العملاء الجدد المحتملين.

بالنسبة لهوليوود، فإن السعودية تشبه بشكل ما التشابك التجاري مع الصين، التي ازدهرت فيها صناعة الترفيه الناشئة فجأة بعد أن قرر المسؤولون الحكوميون أنهم يريدون الدخول إلى الأعمال التجارية المتعلقة بالسينما.

فمنذ أكثر من خمس سنوات، بدأت الشركات والمليارديرات الصينيين في ضخ الأموال في استديوهات هوليوود وشركات الإنتاج، وتمتلك الشركات الصينية الآن «AMC Entertainment Holdings» وشركة «Legendary Entertainment»، كما أن وكالات المواهب الرئيسية – بما في ذلك «إنديفور» – تضم حصصا صينية مؤسسة.

مخاطر

لكن، سرعان ما تعلمت هوليوود مخاطر العمل مع أمة استبدادية تريد وضع قواعدها الخاصة لما يراه شعبها، حيث يتوجب أن يوافق الرقباء الصينيون على أي عرض هوليوودي قبل استيراده لدور عرضهم، وهو الإجراء الذي يتوقع أن ينفذه كثير من المسؤولين السعوديين أيضا. 

وعندما رأت الحكومة الصينية السنة الماضية أن أموالا كثيرة تتدفق خارج حدودها إلى هوليوود، قرر المسؤولون هناك وقف العديد من الصفقات المعلقة وتركوا مديري الاستوديو التنفيذيين معلقين. وتركيز الأمير «محمد» وحده على جلب صناعة الترفيه لبلاده يحمل خطر حدوث حركة مماثلة في السوق.

ويعد هذا الاستثمار مثالا على الطموحات المتزايدة لصندوق الثروة السيادية في السعودية والذي يريد ولي العهد السعودي جعله أكبر صندوق في العالم.

فبعد أن كان صندوق الاستثمار العام في السعودية، مستثمرا نائما في البنية التحتية السعودية، انطلق في السنوات الأخيرة، مستخدما ثروة البلاد النفطية في إنفاق 45 مليار دولار في صندوق تقني مشترك مع مجموعة «سوفتبانك جروب» ليلاحق الصفقات في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يكون صندوق الاستثمار العام هو الذي يستقبل الأموال القادمة من الاكتتاب العام المخطط له لشركة النفط السعودية «أرامكو».

وكان الأمير «محمد» قد بدأ مفاوضات شراء الحصة في يونيو/حزيران من العام الماضي، عندما زار السيد «آري إيمانويل» الرياض، وذلك وفقا لما قاله مصدر مطلع على المحادثات. 

وأثنى «إيمانويل» على الخطط الاقتصادية والاجتماعية للأمير السعودي في مؤتمر عقد بالرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2017 قائلاً: «أعتقد أنك سترى عروض الترفيه والموسيقى الحية ومهرجانات الطعام والأزياء والعروض الفنية».

دعم الرياضة

من ناحية أخرى، ترغب حكومة السعودية في الحصول على حصة في «إنديفور» لجذب ورعاية المواهب الرياضية، وذلك باستخدام منشأة التدريب التابعة للشركة المتمثلة في أكاديمية «آي إم جي»، لدعم أندية كرة القدم السعودية وإنشاء معادل محلي لاتحاد كرة السلة في الولايات المتحدة.

يريد ولي العهد السعودي أيضا أن يجلب مخرجين وممثلين وكتاب سينمائيين للسعودية، ويدرب نظراءهم المحليين على تطوير الصناعات الثقافية المحلية، وفق ما يقوله شخص مطلع على المفاوضات.

وتمثل هذه الصفقة أحدث دفعة نقدية لصالح وكالة المواهب المتوسعة بسرعة، وتضمن قائمة المستثمرين الآخرين في شركة «إنديفور»، مجموعة سوفتبانك وصندوق الثروة السيادية في سنغافورة ومجلس استثمار كندي.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

السعودية محمد بن سلمان هوليوود