دعوات لإصدار توصية بعدم إغلاق المحال وقت الصلاة بالسعودية

الاثنين 19 مارس 2018 07:03 ص

جدد الكاتب السعودي «عبدالسلام المنيف»، الجدل من جديد في المملكة، حول إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، ودعا مجلس الشورى (البرلمان)، إلى إصدار توصية بعدم إغلاق المحال وقت الصلاة، ودرس توصية تأخير صلاة العشاء ساعتين.

ولفت في مقال له بصحيفة «الحياة»، كتب «المنيف» قائلا: «تأكدت من عدم وجود أي دليل نظامي حقيقي على وجوب إغلاق المحال وقت الصلاة، مثلما تأكد غيري أن الدليل الوحيد على تحريم البيع والشراء هو في وقت صلاة الجمعة، استنادا إلى آية قرآنية صريحة، أما الأدلة الأخرى فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد».

وتساءل: «لماذا يتم إغلاق المحال وقت الصلاة، على رغم عدم وجود أي دليل على ذلك؟».

وأشار «المنيف» إلى أن إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، كلف الدولة خسائر تصل إلى 120 مليار ريال (32 مليار دولار) سنويا.

وتابع متسائلا: «يا ترى كم خسرنا في السنوات الماضية؟، وكم سنخسر في السنوات المقبلة إن استمرت الحال على ذلك؟».

واستطرد: «لا تقف الخسارة الاقتصادية على الدولة فحسب، بل حتى على التاجر عندما يكون مطالبا بإغلاق محله في كل مرة مدة زمنية متفاوتة قد تكلفه كثيرا، هذا وناهيك عن بعض المحال التي تغلق بشكل صوري فقط، خوفا من الهيئة، وهم بالحقيقة يعملون وقت الصلاة وزبائنهم في الداخل».

وتابع: «أما الجزء الآخر من الزبائن الذين لم يحالفهم الحظ للدخول قبل وقت الآذان فتجدهم ينتظرون أمام المحل إلى أن يفتح، حتى إن منظر النساء والأطفال في المولات والأسواق وهم ينتظرون انتهاء الصلاة على الأرصفة والممرات منظر لا تراه إلا لدينا، إضافة إلى طوابير السيارات عند محطات البنزين وتسببها في الزحام بسبب الإغلاق، وكذلك الانتظار لأمر طارئ أو لجلب دواء مهم أمام الصيدليات المغلقة بسبب وقت الصلاة أمر يستوجب أن تكون له وقفة لمنع هذه الإجراء من الاستمرار».

ودعا الكاتب السعودي، مجلس الشورى «ألا يكون خجولا»، من أجل درس توصية أخرى توصي بعدم إغلاق المحال وقت الصلاة، بجانب درس توصية تأخير صلاة العشاء ساعتين، لإرضاء فئة من المجتمع ليس لديها أي مبرر يلجم أصواتنا، ولأن مصلحة الوطن أهم من أية مصالح أخرى.

وختم حديثه بالقول: «أتمنى أن تكون هناك شجاعة في درس القرار، الذي سيكون متماشيا مع رؤية 2030، التي لا تتعارض مع الشرع، ولكنها تتعارض مع دعاة الإغلاق».

والشهر الماضي، اختلف سعوديون حول إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، بين مؤيد ومعارض، على «تويتر»، عقب حلقة «معالي المواطن» على فضائية «إم بي سي»، التي ناقشت هذا الأمر.

اعتبر ناشطون تناول الموضوع من الأساس، يعد مؤشرا على قرب إلغاء قرار الإغلاق الإلزامي، في خضم تغييرات جوهرية، تشهدها المملكة، وطالت كثيرا من جوانب الحياة فيها.

وطالما أثيرت قضية إغلاق المحلات وقت الصلاة في المملكة في نقاشات كثيرة، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مشاركة كبيرة وانقسام واضح بين السعوديين، الذين يرى المؤيدون منهم أن الإغلاق يتفق وطبيعة المملكة كبلد يطبق الشريعة الإسلامية ويعد قبلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، مقابل معارضي القرار الذي يستشهدون بعدم تطبيقه في باقي الدول الإسلامية وساعات الانتظار التي يقضونها يوميا في انتظار فتح المحلات بعد الصلاة.

ويكتسب أحدث نقاش حول القضية ذاتها أهميته من كونه يأتي بعد أن أقرت المملكة تغييرات جذرية في حياة السكان لم يكن تخيلها أمرا ممكنا قبل سنوات قليلة، إذ سمحت السعودية للنساء بقيادة السيارة، أخيرا، إضافة لدخولهن ملاعب كرة القدم، وتشجيع الأندية المتنافسة، وافتتاح صالات سينما، ليبقى قرار إغلاق المحلات وقت الصلاة في واجهة مطالب التغيير والانفتاح في المملكة.

  كلمات مفتاحية

إغلاق المحال السعودية وقت الصلاة خسائر اقتصاد تغيير