حراك بالخارج لتشكيل جبهة معارضة للنظام السعودي

الاثنين 19 مارس 2018 09:03 ص

كشف المعارض السعودي «سلطان العبدلي الغامدي»، عن وجود حراك لتشكيل جبهة معارضة للنظام السعودي في الخارج.

ولم يكشف «الغامدي»، عن أية تفاصيل حول ما وصل إليه هذا الحراك، واكتفى بالدعوة لمشاركتهم بأي معلومة أو اقتراح لإصلاح حال المملكة.

وفي حواره على فضائية «الحوار»، قال «الغامدي»، الذي فر من المملكة قبل أشهر، عقب حملة الاعتقالات التي طالت مفكرين ودعاة، إنه قرر البقاء في بريطانيا، خاصة أن اسمه كان ضمن قائمة الاعتقالات.

تياران

ولفت «الغامدي»، إلى وجود تيارين أساسيين في المملكة، أولهما تيار إسلامي يكتسح كل المنصات بشقيه الإخواني (نسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين) والسروري (نسبة إلى الشيخ الراحل محمد سرور).

أما عن التيار الثاني، فقال عنهم إنه لا يمكن وصفهم بالليبراليين، وإنما هم مجموعة من «المنتحرين الثقافيين».

وعن هيئة كبار العلماء، أشار «الغامدي»، إلى أنهم يستخدمون الملك لإصدار الفتاوى العامة والفتاوى التي ليس لها علاقة بالسياسة، خاصة أن نظامها الأساسي يقول إنه لا يحق لها التحدث في أي قضية إلا إذا أحيلت إليها من قبل الملك.

معارضة الداخل

وردا على سؤال حول وجود المعارضة في الداخل، عقب اعتقال الأكاديميين والدعاة في سبتمبر/أيلول الماضي، قال «الغامدي»: «لا أعتقد أن هناك معارضة في الداخل، ولن تكون خلال الفترة المقبلة».

وأضاف: «من يغرد تغريدة يؤاخذ عليها»، ضاربا المثل بـ«نهي البلوي»، الذي اعتقلت لمدة شهر بسبب تغريدة اعترضت فيها على التطبيع مع (إسرائيل).

ووضع احتمالين لعودة المعارضة مرة أخرى، أولها، أن يتغير الوضع السياسي في الداخل، ويقصى ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، وتأتي قيادة جديدة تطلق الحريات والمعتقلين القدامي والجدد.

أما الاحتمال الثاني، هو عودة التيار الجهادي أو تيار العنف، محذرا من أن كبت واعتقال العلماء والدعاة والشيوخ، سيولد هذا التيار، وقال: «نتمنى الاحتمال الأول وأن تطلق الحريات بالمملكة».

تغريب وتفسخ

ولفت «الغامدي»، إلى أن الأسرة الحاكمة في السعودية كانت تهدف في الماضي، إلى الحفاظ على المملكة من التغريب، أما الجيل الجديد من الأسرة، فبات لا يبالي من التفاخر بهذا التغريب.

ورفض المعارض السعودي، ما يثار أن التغييرات الاجتماعية التي قام بها «بن سلمان»، تلاقي قبولا في الشارع السعودي، وقال: «المجتمع السعودي محافظ ومتدين»، لافتا إلى أن من يبرز عكس ذلك في الصحف أو الإعلام، إما مأمورون من جهة، أو لديهم توجهات نحو التفسخ والتغريب، من جهة أخرى.

كما انتقد موقف هيئة كبار العلماء مما يجري في المملكة، وقال: «هؤلاء يهمهم بالدرجة الأولى مصالحهم الشخصية، وتطويع الناس للحاكم، وحشد كل ما يمتلكون من أدلة لهذا الغرض، ولا يرتضون النصيحة العلنية، فما بالكم بالانتقاد العلني».

هيبة الأسرة

وشدد «الغامدي»، أن الاعتقالات الأخيرة التي قام بها «بن سلمان»، لأبناء عمومته وأفراد من الأسرة الحاكمة، ضربت وأضرت بهيبتها.

وفسر هذه الحملة، إلى ما أسماه «شخصية بن سلمان المتهورة الاندفاعية، التي لا تحمل هم العواقب».

وأضاف: «هذا ظهر في حرب اليمن، وفي أزمة لبنان، وفي حصار قطر».

وتابع أن «بن سلمان»، قام بهذه الحملة، كونه يمتلك نواصي الأمن بعد تنحية كل من قد يكون خطرا عليه، مشيرا إلى أنه أراد إضاعفهم من أجل تقوية نفسه.

ولفت المعارض السعودي، إلى أن «آل سعود» قد ينقلبون على «بن سلمان»، وينحوه جانبا، خاصة في ظل حديث دوائر كثيرة عن هذا الاتجاه بقوة، مضيفا: «ولكن الظاهر أنهم لم يفيقوا من الصدمة بعد».

وأضاف: «المنع من السفر طال الكثير من المواطنين والأمراء، ولا يمكن لأمير أن يسافر دون إذن من السلطات»، وفق قوله.

وأوضح «الغامدي»، أنه لا يفكر حاليا بالعودة إلى المملكة، ويفضل الإقامة بلندن، على المخاطرة في العودة إلى بلاده.

من هو «الغامدي»؟

و«سلطان العبدلي الغامدي» (42 عاما)، درس الفقه وأصوله في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، قبل أن يتعلم المحاماة ويدير مكتبا للمحاماة.

واعتقل لمدة سبعة شهور عام 2005، بسبب مناصرته للمطالبين بالإصلاحات، وتأثره بأفكار مفكرين أبرزهم «سلمان العودة»، و«سفر الحوالي»، و«محمد الأحمري»، و«عبدالله الحامد»، وآخرين.

غادر المدينة المنورة، بعد بدء حملة الاعتقالات التي طالت دعاة ومفكرين، إعلاميين وغيرهم، في سبتمبر/أيلول الماضي.

  كلمات مفتاحية

المعارضة المعارضة السعودية التيار السروري سلطان الغامدي بن سلمان

قانون الجرائم المعلوماتية يستخدم من جديد لإسكات المعارضة السعودية