قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن محاولات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لتشويه صورة المحقق الخاص المكلف بتقصي الحقائق في أزمة تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة في 2016 «روبرت مولر» ستبوء بالفشل، في ضوء نتائج استطلاعات الرأي الشعبية والسياسية، التي تظهر تزايد الثقة لدى الأمريكيين في إجراءات «مولر» ونزاهة تحقيقاته.
وقالت الصحيفة إن «ترامب» انتقد فريق المحققين المعاون لـ«مولر»، صراحة، منذ يومين، بزعم أنه يتضمن 13 من أعضاء أو مؤيدي الحزب الديمقراطي، بينما لا يضم جمهوريا واحدا، لكنه نسي أن «مولر» نفسه، جمهوريا مخلصا، وكان مرشحا سابقا عن الحزب.
ولفتت إلى أن ثقة الأمريكيين في «مولر» ونزاهة تحقيقاته ومشروعيتها ازدادت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، مدللة على ذلك باستطلاع رأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث، الأسبوع الماضي، وأظهر أن 61% من الأمريكيين واثقون إلى حد ما من أن «مولر» سيجري تحقيقاً عادلاً، بزيادة ست نقاط مئوية كاملة عن استطلاع مشابه أجرى في يناير/كانون الثاتي الماضي، وأشار إلى أن 55% قالوا نفس الشيء.
وأوضحت أن الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية أدوا إلى زيادة تأييد «مولر» في استطلاع «بيو»، حيث قال 75% منهم إنهم واثقون إلى حد ما من أنه سيجري تحقيقاً عادلاً، بعدما كانت نسبتهم 65%، خلال يناير/كانون الثاني، والمثير أن 46% من ذوي الميول الجمهورية عبروا عن ثقتهم في نزاهة تحقيقات «مولر»، هذا الشهر، بزيادة 1% قبل شهرين.
وفي فبراير/شباط الماضي، وجد استطلاع آخر أن أكثر من نصف الأمريكيين، بواقع 53%، يعتبرون أن تحقيق «مولر» كان عادلاً، في حين قال 28% إن الأمر غير عادل، وأن 20% لم يكن لديهم رأي، بحسب «واشنطن بوست».
وأضافت أنه خلال فبراير/شباط أيضاً، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN-SSRS أن 47% من الأمريكيين يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها «مولر» مع التحقيق، في حين يعارض 33% الأمر، وهذه الأرقام متطابقة تقريباً مع استطلاعات مماثلة في يناير/كانون الثاني، وديسمبر/كانون الأول.
وقد وجد استطلاع آخر أجرته مؤسسة «ماريست» البحثية بين أوساط السياسيين، أن 77% من الديمقراطيين و51% من المستقلين يرون أن تحقيق «مولر» كانت عادلة، وقال 35% من الجمهوريين إن الأمر كان عادلاً، بينما اعتبر 46% أن ذلك كان غير عادل.
واعتبرت «واشنطن بوست» أن تلك الأرقام تشير بوضوح إلى أن ما يتعشم فيه «ترامب» بإزاحة المحقق الخاص «مولر» من طريقه سيذهب هباء، وهي خطوة سعى إليها الرئيس الأمريكي، خلال الصيف الماضي، ويحاول، على ما يبدو تكرارها حاليا، بعد هجومه على «مولر»، قبل يومين.
ولفتت الصحيفة إلى تحذير السيناتور «ليندسي غراهام»، الأحد الماضي، في خطاب حالة الانحاد، من مغبة أي قرار من «ترامب» بالإطاحة بـ«مولر»، قائلا إنه «إذا حدث ذلك ستكون تلك بداية نهاية رئاسته، لأننا أمة تفتخر بحكم القانون».
وبالفعل أكد استطلاع لـ«ماريست» أن هناك معارضة كاسحة لمثل هذا الإجراء، حيث كشف أن 70% من الأمريكيين يرون أنه ينبغي السماح لـ«مولر» بإنهاء التحقيق، بينما قال 16% أنه يجب إقالته.
وكان الرئيس الجمهوري الأسبق «جورج دبليو بوش» عين «مولر»، الذي يحظى باحترام كبير في معسكري الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، واستمر في منصبه في عهد الرئيس الديمقراطي السابق «باراك أوباما»، لذلك لن يكون من السهل أبدا على «ترامب» خلعه وتحمل تبعات ذلك الزلزال.
