«ظريف» يدعو إلى «شبكة أمنية» إقليمية تضم إيران والخليج

الثلاثاء 20 مارس 2018 03:03 ص

دعا وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، دول المنطقة، إلى استحداث شبكة أمنية، تلتزم فيها الجميع بثوابت وقواعد مشتركة، مثل مبدأ المساواة بين الدول، وعدم اللجوء إلى التهديد أو القوة، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ومبدأ احترام وحدة التراب، وعدم تدخل أي دولة في شؤون الدول الأخرى، واحترام حقها في تقرير المصير.

جاء ذلك، في مقال كتبه لصحيفة «العربي الجديد»، دعايا إلى «الكفّ عن ممارسة السياسات الهدامة، وصولاً إلى قناعة مفادها: إن في مقدورنا، نحن المسلمين، تحقيق الاستقرار والأمن والسلام والنمو الاقتصادي في منطقتنا، وعلينا أن نسعى إلى ذلك».

ولفت إلى أن هذه الفكرة «نجحت في مناطق أخرى، اختبرت فيما بينها سنوات من الحروب وسفك الدماء، على الرغم من أن مصالحها المشتركة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، كانت أقل بكثير مما تتمتع به بلدان منطقتنا. وعليه، ليس ثمة دليل لفقدان الأمل في إمكانية نجاح هذه التجربة في منطقتنا».

وأضاف: «لا تصبو الشبكة الأمنية إلى استبعاد الاختلاف في الرؤى، أو غض الطرف عن المشكلات التاريخية، بل هي أسلوب يحول دون تزايد النزاعات والتحالفات المرحلية العقيمة. وفي هذا السياق، تعكف جميع بلدان المنطقة على اتخاذ الشبكة الأمنية ركيزة وقاعدة للتعاون من أجل بلورة تدابير مستدامة تحصّن الأمن الإقليمي».

وتابع: «بإمكاننا، بحكم الجغرافيا والمشتركات التاريخية والثقافية والدينية، تسخير أوجه الحوار والتعاطي الإيجابي لما فيه مصالح شعوبنا. في وسع هذا الحوار، بل يجب أن يحل محل التراشقات اللفظية، والبيانات الدعائية، غير المجدية، والتي نتخاطب بواسطتها عبر وسائل الإعلام».

وتجاهل وزير الخارجية الإيراني، الإشارة إلى «العوائق القائمة» التي تضعف إمكانية قيام هذا «النموذج الأمني الجديد»، كما سماه في عنوان مقاله، إلا أنه قال إن بلاده لا تتمتع بعلاقات طيبة مع السعودية، البلد الأكبر في منطقة الخليج، وأن التوتر بين البلدين يبلغ مدى كبيرا، بالنظر إلى حدة الخلافات والاتهامات المتبادلة بينهما.

وقال «ظريف»، إن «الحوار هو إحدى أهم الوسائل الكفيلة بإزالة مناخات عدم الثقة، لكن الحاجة تبرز أحياناً، إلى جانب الحوار المباشر، لاتخاذ تدابير ما، للحد من أجواء القلق السائد».

وأضاف: «لذلك، يجب أن يقترن الحوار بتدابير لا غنى عنها، على صعيد بناء الثقة، يتصدرها تبادل المعلومات في شتى الميادين، كما أن تحاشي حالات سوء الفهم وتجنب التصرفات المثيرة للتوتر تدخل، هي الأخرى، في عداد الأهداف الرئيسة لتلك التدابير».

غضب دول الحصار

وفي مقابل هذه الدعوة، شنت صحف خليجية، هجوما على «ظريف»، وصحيفة «العربي الجديد»، لافتين إلى أن نشر المقال بصحيفة يديرها «عزمي بشارة» الذي يوصف بأنه أحد أقرب المقربين من مراكز صناع القرار في قطر، يظهر تقارب وتشابك العلاقة بين طهران والدوحة خلف الكواليس.

ونقل موقع «إرم نيوز»، عن مراقبين، قولهم إن «ظريف» يسعى عبر هذا المنبر العربي، إلى تلميع صورة بلاده، متناسيًا ممارسات طهران العدوانية في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان.

وأوضح المراقبون، أن مقال «ظريف» يحاول تقديم صورة زاهية لسياسة بلاده، لكن الوقائع على الأرض تتنافى مع هذا الطرح المضلل.

ولفتوا إلى أن إيران المسؤولة عن نشر ثقافة الكراهية والطائفية في المنطقة، لا يمكن لها أن تنتهج سبل الحوار والعقلانية.

ومن غير المتوقع أن تجد دعوة «ظريف» إلى «الشبكة الأمنية» في المنطقة تجاوبا، بالنظر إلى الموقف السلبي والحاد الذي تتخذه دول خليجية من إيران التي تدعم الحوثيين في اليمن، والذين تعمل السعودية، في قيادتها تحالفا عسكريا، من أجل إطاحتهم عن السلطة في صنعاء، وإعادة الرئيس الشرعي «عبدربه منصور هادي» إلى العاصمة.

كما أنه من المستبعد أن تتلقى السعودية هذه الدعوة بإيجابية.

غضب سوري

في الوقت نفسه، أثار المقال عددًا من الكتاب والناشطين السوريين، إذ غرد الكاتب السوري «حكم البابا»، قائلاً: «من جديد تعطي جريدة (العربي الجديد)، فرصة لجواد ظريف وزير خارجية جمهورية إيران الإجرامية، كي يخاطب الجمهور العربي ويشرح تصوره عن منظومة الأمن في المنطقة، ويبيض صورة بلده البشعة والمغمسة بدم شعوب هذه المنطقة».

واعتبر «البابا» أن فرد مساحة لـ«ظريف» لنشر مقاله، هو «مساعدة في تبرير الإجرام وليست حرية رأي».

 

 

كما علق الناشط السوري «أسامة أبو زيد» ساخرًا، إذ كتب: «بعد مقال المُجرم جواد ظريف في صحيفة العربي الجديد، عن فرص وسبل الاستقرار في المنطقة واستراتيجية المنطقة القوية، وفق رؤية دولة الاحتلال إيران، وزعمائها مصاصي دماء الشعب السوري واليمني واللبناني والعراقي، أعتقد من الأهمية بمكان الاستماع لوجهة نظر المجرم قاسم سليماني عن السلم الأهلي».

 

 

بدوره، رأى الناشط السوري «غسان ياسين»، أن «إيران دولة عقيدتها المعلنة عقيدة جهادية مثلها مثل القاعدة»، متسائلًا: «لماذا لا ينشرون مقالات رأي للبغدادي والجولاني».

وتدعم إيران النظام السوري، الذي يواجه ثورة منذ 7 أعوام، وتساند قوات الحرس الثوري قوات «بشار الأسد» في سوريا، كما تدعم طهران الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وتقاتل قوات إيرانية إلى جانب قوات الحشد الشعبي الشيعي في العراق، وهي متهمة بارتكاب انتهاكات بشعة بحق السنة.

وتتهم العديد من الدول العربية خاصة دول الخليج إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، كما يحملونها المسؤولية عن الكثير من الأعمال الإرهابية التي تقع بين الحين والآخر بها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جواد ظريف الخليج شبكة أمنية السعودية سوريا

إيران تجدد استعدادها لتوقيع معاهدات أمنية مع دول الخليج