وزير التعليم السعودي: جهد متواصل لاستئصال فكر الإخوان

الثلاثاء 20 مارس 2018 07:03 ص

قال وزير التعليم السعودي «أحمد العيسى» إنهم يقومون بجهد متواصل لاستئصال فكر جماعة الإخوان الذي وصفه بـ«المتطرف» من وزارته ومن المناهج التعليمية، معتبرا أن ما أسماه بـ«غزو» فكر الجماعة لنظام التعليم في المملكة «حقيقة لا تقبل النقاش».

وأضاف أن وزارته «تسعى إلى محاربة الفكر المتطرف من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية وتطوير الكتب المدرسية، وضمان خلوها من منهج جماعة الإخوان، ومنع الكتب المحسوبة على الجماعة من جميع المدارس والجامعات، وكذلك إبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أي منصب إشرافي أو من التدريس، والتوعية بخطر فكر الجماعة من خلال الأنشطة الفكرية بالجامعات والمدارس».

ودعا إلى اليقظة والاهتمام من كافة مسؤولي الوزارة؛ نظراً لاختلاط فكر الإخوان بغيره من المدارس الفكرية الإسلامية، وتخفي بعض المتعاطفين مع الجماعة، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية «واس».

وشدد على أهمية أن «يعي مديرو الجامعات ومسؤولو الوزارة ومديرو التعليم في المناطق خطر التهاون في محاربة هذا الفكر، وبذل كل جهد ممكن لتنظيف نظام التعليم من فكر الجماعات الإرهابية وتخليص بلادنا من شرورها»

وأشار إلى انخراط بعض رموز الجماعة الذين هربوا من مصر في الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادي الماضي، في التدريس بالتعليم العام والجامعي السعودي.

وقال: «تأثر بهم بعض المسؤولين والمشرفين والمعلمين؛ فساهموا في صياغة المناهج الشرعية، ونظموا النشاطات الطلابية، وفق منهج الجماعة المنحرف، ولم يتنبه الغيورون على الدين والوطن على خطر الجماعة إلا في وقت متأخر».

وتابع: «بدأت الجهود ولا تزال، لتخليص النظام التعليمي من شوائب منهج الجماعة».

جاءت تصريحات العيسى، بعد يومين من حديث ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «CBS» الأمريكية، قال فيها: «مدارسنا تم غزوها من جماعات متشددة؛ كالإخوان المسلمين، وقريبا سيتم القضاء عليها، ولن تقبل أي دولة في العالم بأن يكون هناك جماعة متطرفة مسيطرة على النظام التعليمي».

وهو ما رد عليه نائب المرشد العام لجماعة الإخوان «إبراهيم منير» حين قال إن تعهد «بن سلمان» بالقضاء على ما تبقى من فكر «الإخوان»، يعد «نكرانا لجميل الإخوان الذين دافعوا عن السعودية والخليج أيام المد الناصري والبعثي والشيوعي والأفكار الدخيلة على الأمة».

كانت السعودية صنفت الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية» في 7 مارس/آذار 2014.

كما شهد عام 2014، إجراء السلطات السعودية عدة تحقيقات مع أساتذة جامعيين سعوديين ومن دول عربية مجاورة؛ بسبب اتهامات بانتمائهم أو موالاتهم لجماعة الإخوان المسلمين.

وتعد السعودية من أبرز الدول التي ساعدت الجيش المصري في الانقلاب على الرئيس المصري الأسبق «محمد مرسي» المنتمي للجماعة، وأول رئيس مدني منتخب في البلاد، في 3 من يوليو/تموز 2013.

يشار إلى أن الكاتب السعودي المعروف، «جمال خاشقجي»، قال خلال ندوة بمدينة إسطنبول التركية، في فبراير/شباط الماضي، إن «الملك (السعودي الراحل) فيصل بن عبدالعزيز (1964-1975) كان يحاول تهذيب الإسلام الوهابي المتشدد بعلماء من الإخوان المسلمين الذين التحقوا بالمدارس والجامعات، لكن ليس بطريقة الإلغاء وإنما بالحوار؛ فكان هناك تحديث للإسلام النجدي، ثم بوفاة الملك فيصل انتهي الأمر، وعادت السلفية بتشددها».

وبشأن سبب خوف نظام الحكم في السعودية من جماعة الإخوان، لفت الكاتب السعودي -في هذا الصدد- إلى أن «مجيء الإسلامين للحكم جراء ثورات الربيع العربي في 2011 عزز الخوف لدى النظام السعودي».

وفسر هذا الخوف، قائلا: «يمكن غيرة الإسلاميين فيما بينهم، كما أن هناك مشاكل قديمة بين السعودية والإخوان، أهمها خطأ الإخوان القاتل في حرب الكويت (حرب الخليج الثانية)، وهو خطأ استراتيجي عندما بدت منحازة لصدام حسين، وهذا اعتبره السعوديون طعنة لهم».

وأضاف: «النخبة الحاكمة في السعودية خائفة من التدين؛ لأن التدين السعودي تدين خانق وبات مزعجا، وانساب هذا الانزعاج من التدين النجدي إلى عموم التدين، وشمل ذلك الإخوان».

ولفت «خاشقجي» في هذا الصدد، أيضا، إلى وجود «وهم» لدى النظام السعودي أنه إذا حكم الإخوان في مصر واستقر لهم الأمر، فإنهم سيساعدون إخوان ليبيا حتى يصلوا بدورهم للحكم ويمتلك الإخوان النفط، ثم يساعدوا إخوان اليمن وسوريا، وتصير هناك إمبراطورية إخوانية، ثم يحاصروننا نحن».

  كلمات مفتاحية

الإخوان محمد بن سلمان التعليم السعودي الإخوان المسلمين فكر الإخوان السعودية

أخطاء وزير التعليم السعودي الإملائية تثير سخرية المغردين