تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مدى جدية أو هزلية، نشر مجموعة سعودية فيلما كرتونيا «الردع السعودي» الذي يحاكي حربا بين الرياض وطهران، تنتهي بانتصار السعودية واحتلال إيران.

وفي مقال بعنوان «السعودية تغزو إيران من خلال الصور الكمبيوترية»، رصد الكاتب «ديفيد كيرباتريك» سيناريو هذا الشريط، مشيرا إلى أنه يظهر تمثيليا ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في غرفة القيادة والتحكم في الرياض وهو يقود أسلحة بلاده وقواتها الضاربة وهي تغزو إيران، وتصل إلى طهران حيث تحاصر «قاسم سليماني»، القائد المعروف لـ«فيلق القدس» ليظهر وهو يرتجف أمامها، وتُستقبل بحفاوة من قبل الشعب الإيراني.

ولفت الكاتب إلى أن هذا الشريط ظهر أول مرة في الإنترنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وشاهده أكثر من مليون ومئتي ألف شخص، وبث تحت اسم مجموعة تسمى «قوة الردع السعودية»، رفضت الرد على رسائل إلكترونية للتعريف بهويتها(طالع المزيد).

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في السفارة السعودية في واشنطن قوله إن حكومة المملكة ليست على صلة بالفيديو، فيما أبلغ الأستاذ في جامعة برنستون «برنار هايكل»، وكان نشر مؤخرا تعليقا عن التحديات التي تواجه ولي العهد السعودي، الصحيفة بالبريد الإلكتروني أن الإيرانيين ربما هم من صنع هذا الشريط «ليجعلوا السعوديين يبدون مثل البلهاء».

غير أن «كيرباتريك» وجد علاقة للسعوديين بهذا الشريط الكرتوني بسبب ترحيب وسائل الإعلام في المملكة به بما في ذلك صحيفتا «الرياض» و«سبق» اللتان وصفتا الشريط على الفور بأنه يصور «واقع» القوات المسلحة السعودية، مضيفا أن الصحف السعودية «ما كان لها أن تروج له من دون تصريح من ولي العهد ذاته».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمات حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة الرياض في طهران، وقنصليتها بمدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي «نمر النمر» (شيعي) مع 46 مدانا بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية.

ويستشرف المراقبون، أن الأزمة بين السعودية وإيران، لن تتجاوز خانة الضغوط، وستبقى في اتجاه الحرب الباردة، مرجحين ألا يتطور الأمر إلى حرب بينهما.