انتقادات لافتة لـ«السيسي» على التليفزيون الرسمي

الأربعاء 21 مارس 2018 11:03 ص

عرض التليفزيون المصري الرسمي، آراء عينة عشوائية من المواطنين، تضمنت انتقادات لافتة تتعلق بالأحوال المعيشية والأمنية في عهد الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي».

وجاءت تلك الانتقادات في سياق فيلم تسجيلي تحت عنوان «شعب ورئيس»، بثه التليفزيون الرسمي وفضائيات مصرية، مساء الثلاثاء، قبيل أيام من بدء اقتراع المصريين بالداخل في الانتخابات الرئاسية، الإثنين المقبل.

وخلال استعراض الآراء، تكرر هذا الشعور الممزوج بنبرة اليأس من عجوز يبدو في قطار يخبر المحاورة، قائلا إنه «مهما تحدث لن يتغير شيء؛ فالأمر سيبقى صفرا».

وتحدث رجل ذو ملامح أربعينية ويبدو خلفه مبني أثري بنبرة يأس ذاتها: «يحزننا أن هذا تاريخنا ونحن في الوضع الحالي».

لكن عجوز آخر ظهر وهو يشيد بـ«السيسي»، قائلا: «الرئيس 10 على 10»، ورابع يرفض رحيله ويشيد به، فيما ظهر آخر يقول: «تعبنا».

وكان الخوف من التوقيف الأمني، أبرز ما أثير بين آراء المشاكرين بالفيلم التسجيلي، عندما طلبت منهم المحاورة توجيه طلب لـ«السيسي»، إذ تساءل شاب من داخل عربة قطار قائلا «سنُحبس أم لا؟»، فردت المحاورة «لا تخاف لا حبس نهائيا».

وتحدث شخص في ملامح الأربعينيات بدهشة: «لا أحد يستطيع أن يتكلم».

وأضاف آخر: «نحن نريد العدل»، فيما دعا عجوز للرئيس المصري بالخير، قبل أن يقطعه صوت «قول الحقيقة اترك الأونطة (التدليس) ولا تخاف».

جدل حول الإنجازات

وعن تقييم المشروعات القومية، قال شاب: «نعم هو (أي السيسي) يعمل للمستقبل، لكن لابد أن يعيش الشباب الوقت الحاضر»، في إشارة لانتقادات عديدة لزيادة نسب البطالة والعنوسة وارتفاع الأسعار.

فيما رأي عجوز تحدث من مكان يبدو أنه ناد اجتماعي راق، قائلا: «عمل (أي السيسي) إنجازات لم تحدث من قبل».

بينما ردت فتاة تبدو جامعية،: «يرددون إنجازات إنجازات ولا أستشعر أن هذه تمس المواطنين في شيء».

واشتكى رجل من غلاء السلع الغذائية التي شهدت ارتفاعا لاسيما منذ تحرير سعر الصرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، واحتد على شخص ثان يتحدث عن رخص كيلو اللحم ببلاده في منافذ تابعة لمؤسسات بالبلاد، قائلا: «هذا كذب».

وخاطب سائق «السيسي» قائلا: «ارحمنا من الغلاء الذي نعيش فيه».

فيما ظهر رجل عجوز يحمل على ظهره ما يشبه أقمشة يبيعها في الشوارع، مقسما «والقرآن الكريم وكل الأديان التي خلقها ربنا لا أحد يجد العيش الحاف (تعبير يدل على الفقر الشديد)».

وتطرق البعض إلى حال الصحة والتعليم ومستوى البطالة في البلاد، إذ قال أحدهم من داخل سيارته: «يعمل (أي الرئيس) أكثر مما يطلبه الناس، كله سيأتي (سيتحقق) إن شاء الله في الفترة الثانية (2022:2018)، سيعمل على الإنسان والصحة والتعليم».

بينما يظهر عجوز في مقهي يمسك بصحيفة قائلا: «الصحة في الحضيض (أي منعدمة) هناك نقص في الأدوية بالألوف».

الجيش حاضر

اللافت أن الحديث عن الدور الاقتصادي للجيش كان حاضرا أيضا في الفيلم التسجيلي، إذ انتقدت سيدة سيطرة العسكريين على النشاط الاقتصادي في البلاد، وقالت من داخل سيارة فاخرة: «لا أرى أن النظام العسكري (هذا التوصيف كان يرفضه السيسي في 2014 ولم يعلق عليه حاليا) يدرس الأمور بشكل علمي بقدر ما يرى النواحي الأمنية أكثر (..). البلد تحتاج علماء وفرق عمل على ملفات».

واتفق معها شاب قائلا: «أستشعر أن الجيش دولة بمفرده، نعم هو من البلد والشعب، لكن ليس أفضل، هم ليسوا متخصصين في الاقتصاد، ونحن لدينا مشاكل اقتصادية».

ولم يعجب حال الرئاسيات الحالية البعض الذي كان يتمنى وجود أكثر من مرشح للاختيار من بينهم بدلا من الحال الحالي؛ حيث ليس أمام الناخبين سوى مرشحين اثنين فقط؛ هما «السيسي»، ومرشح آخر «موسى مصطفى موسى» الذي أعلن دعمه لترشح الأخير قبل أيام من تقديم أوراق ترشحه.

فيما أكد عجوز أنه سينتخب الرئيس المصري حتى آخر العمر، وسط آراء متوالية تشيد به وتدعو له وتؤكد وطنيته وحمايته للبلاد.

وكان مطلب الأمان مثار جدل بين المستطلع آراؤهم في الفيلم التسجيلي.

وبينما قال عجوز: «لا شكاوي والبلد في تقدم وفي أمن وأمان»، قاطعه شخص آخر قائلا «ليس هناك أمان»، وسط اختلاف بين الآراء حول تلك القضية.

وعقب «السيسي»، على آراء المواطنين الواردة في الفيلم التسجيلي، موضحا أن هذه المشكلات «نتيجة تراكمات تعود للستينات» من القرن الماضي.

ونفى الرئيس المصري، ما قال إنه يتردد عن سيطرة القوات المسلحة على الاقتصاد، كما نفى مسؤوليته عن عدم وجود منافسيين كثر ضده في الرئاسيات الجارية بالبلاد.

وقبل بدء السباق الرئاسي في مصر، تم إجبار رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق «أحمد شفيق» على سحب ترشحه، كما اعتقل رئيس الأركان الأسبق «سامي عنان»، وسجن العقيد «أحمد قنصوة»، واضطر البرلماني السابق «محمد أنور السادات»، وكذلك المحامي «خالد علي» للانسحاب، جراء ضغوط أمنية.

وتتحدث تقارير حقوقية غير حكومية محلية ودولية عن تراجع حقوق الرأي والتعبير بعهد «السيسي»، وتزايد حالات التصفية والاختفاء القسري، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي شعب ورئيس رئاسيات مصر موسى مصطفى الجيش المصري