هل تريد الإمارات «نجل القذافي» رئيسا لليبيا؟.. محاولة للفهم

الأربعاء 21 مارس 2018 12:03 م

جاء إعلان «سيف الإسلام القذافي» ترشحه، رسميا، للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، ليثير الجدل حول الدور الإماراتي في دعمه للوصول للسلطة من عدمه، بعد غيابه عن المشهد السياسي لسبع سنوات إثر القبض عليه في صحراء ليبيا وإيداعه سجنا بمدينة الزنتان، إذ لم يظهر إلا مرات معدودة دون أن يدلي بتصريح أو يتحدث عن ظروف حبسه.

وعرض ممثل لـ«سيف الإسلام»، من تونس، ملخصا لما سماه بـ«البرنامج الانتخابي»، تضمن دعوة للمصالحة الوطنية، وآماله في «مستقبل سياسي واقتصادي أفضل للبلاد»، قبل أن يحث الشباب على «الانخراط في الانتخابات المقبلة» للدفع به إلى كرسي الحكم.

ونشرت صحيفة جنوب أفريقية، قبل أشهر، تقريرا مطولا حول «صفقة سرية» للإمارت تحظى بمباركة أمريكية، وتتلخص بإعادة «سيف الإسلام القذافي» إلى الحكم، على أن يقوم باقتسام السلطة مع الجنرال «خليفة حفتر»، مشيرة إلى أن كلا من واشنطن وأبوظبي تحاولان إقناع مختلف الأطراف السياسية والقبلية في ليبيا بهذه الخطة، فضلا عن إقناع المجتمع الدولي (والمحكم الجنائية الدولية خاصة) بضرورة الكف عن الملاحقة القضائية لسيف الإسلام، ومنحه «فرصة» جديدة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا.

ما سبق قد يفسر حجم الأموال التي أنفقتها أبوظبي لإقناع كتيبة «أبو بكر الصدّيق» التي كانت تحتجزه في مدينة «الزنتان» (غرب) لإطلاق سراحه، حيث أشارت بعض المصادر إلى أن «نورالدين بوشيحة» مدير مكتب رئيس الوزراء السابق «محمود جبريل»، وأحد الشخصيات المحسوبة على أبوظبي في ليبيا، أجرى مفاوضات طويلة مع آمر كتيبة أبوبكر الصديق «العجمي العتيري» لإقناعه بإطلاق سراح «سيف الإسلام القذافي»، مشيرة إلى أن الأخير قبِل بعد تلقيه ملايين الدولارات من أبوظبي.

صحيفة «البيان» الإماراتية تحدثت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عما سمّته «شبه إجماع» على أن أنصار «القذافي» يمثلون الرقم الصعب في المعادلة الليبية، وأن تجاهل دورهم سيؤدي الى إستمرار الأزمة الى ما لانهاية، مشيرا إلى أن «أغلب القبائل الليبية» تطالب بالسماح لـ«سيف الإسلام القذافي» بالعودة إلى العمل السياسي، وأن الطرف الوحيد الذي يقف ضد عودته الى العمل السياسي هو «الجماعات المتطرّفة» التي قالت إنها تفتقد إلى شرعية الشارع.

وعلى الجانب الآخر، أشارت مصادر رفيعة إلى أن «الزنتان عاشت خلافات كبيرة بسبب الموقف من بقاء سيف الإسلام داخل سجون كتيبة أبوبكر الصديق، التي أعلنت إطلاق سراحه في يونيو/حزيران الماضي، لكنه لا يزال تحت حمايتها، ويعد «العجمي العتيري»، آمر تلك الكتيبة التي أعلن عن حلّها لاحقا، أحد مرافقي نجل القذافي الشخصيين».

وأضافت المصادر أن الخلافات الداخلية في الزنتان حول «سيف الإسلام» تعكس بشكل كبير خلافات دول مؤثرة في الملف الليبي حوله، بحسب «العربي الجديد».

وأضاف أنه من الواضح أن دولة الإمارات تعارض بشكل كبير عودته للمشهد، ويؤكد ذلك معارضة داخلية من قبل شخصيات تمثل أبوظبي، مثل «عبد المجيد مليقطة»، نائب حزب «تحالف القوى الوطنية»، وشقيقه «عثمان»، آمر كتيبة «القعقاع»، كما أن حكومة الوفاق هي الأخرى مدعومة من أطراف، أبرزها إيطاليا، تعارض عودته.

وكانت الإمارات قد استبقت ظهور «القذافي» ودفعت بإبراز سفير ليبيا السابق لديها وأحد حلفائها الليبيين «العارف النايض»، في العاشر من الشهر الجاري، للإعلان عن ترشحه للانتخابات المقبلة.

وربما تسعى أبوظبي لتقديم مرشحين للرئاسة الليبية إلى الإيهام وكأن ثمة تنافسا بين الرجلين، إلا أن المراقب لن يحتاج إلى الكثير من الجهد لاكتشاف هذه اللعبة الانتخابية، حيث سبق أن هاجم «حفتر» علنا «سيف الإسلام»، وحاول التقليل من شأنه، لكنه عاد لاحقا (في تناقض مفضوح) لنفي هذا الأمر وتأكيد دعمه له.

وقد تلجأ أبوظبي للزج بمرشحين آخرين لن يكونوا سوى (كومبارس) لإغراق «السوق الانتخابية» أملا في الدفع بمرشحها الأساسي إلى سدة الحكم، على أن وصول «سيف الإسلام» إلى الحكم لن يكون خيارا صائبا بالضرورة ولا يعني ضمان «الاستقرار» (من وجهة النظر الإماراتية)، فرمال الصحراء الليبية سبق أن ابتلعت والده، وقد لا توفّره مستقبلا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا الإمارات سيف الإسلام القذافي الانتخابات الليبية خليفة حفتر