«ميركل»: الإسلام جزء من ألمانيا ومعظم المسلمين يرفضون التطرف

الأربعاء 21 مارس 2018 05:03 ص

اعتبرت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» أن الإسلام جزء من بلادها، مشيرة إلى أن الأغلبية العظمى من المسلمين يرفضون التطرف والإرهاب.

جاء ذلك في خطاب للمستشارة استمر ساعة أمام البرلمان في العاصمة برلين الأربعاء، عرضت فيه رؤية وبرنامج حكومتها الجديدة التي بدأت أعمالها رسميا الأربعاء الماضي.

وقالت «ميركل» تعليقا على تصريحات وزير داخلية بلادها الجديد «هورست زيهوفر» التي زعم فيها أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا، إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا.

وأضافت أن البعض قد يجد مشكلة في قول ذلك، وهذا حقهم، مشيرة إلى أن مسؤولية الحكومة الفيدرالية تتمثل في تعظيم التماسك داخل المجتمع، وليس إضعافه.

وتابعت أن «ألمانيا كانت مسيحية ويهودية، ولكن 4.5 ملايين مسلم يعيشون فيها حاليا، ولذلك فإن دينهم الإسلام بات الآن جزءا من ألمانيا».

ولفتت «ميركل» إلى أن الأغلبية العظمى من هؤلاء المسلمين يرفضون التطرف والإرهاب.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الألماني «فرانك-فالتر شتاينماير» أنه يرى المسلمين جزءا من المجتمع في ألمانيا، لينضم بذلك إلى كبار مسؤولي الدولة المعارضين لتصريحات وزير الداخلية بخصوص الإسلام، والتي أثارت جدلا واسعا قبل أيام.

وكان الوزير، وهو أيضا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب البافاري، أثار الجدل، عندما أكد في تصريحات عدة أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا.

وقال «زيهوفر»، المتحالف مع المستشارة «ميركل»،إن «الإسلام ليس جزءا من ألمانيا.. ألمانيا طابعها مسيحي، يوم الأحد عطلة، أيام العطل مسيحية وأعياد الفصح والعنصرة والميلاد جزء منها».

واستدرك «زيهوفر»، الذي جاءت تصريحات في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الالمانية: «لكن المسلمين الذي يعيشون عندنا ينتمون بالتأكيد إلى ألمانيا»، ألا أنه رأى أن المسلمين يجب ألا يعيشوا «على الهامش أو ضد» الألمان.

وبعدما أثارت التصريحات جدلا كبيرا في المجتمع الألماني، حاولت «ميركل» النأي بنفسها عنها، فأكدت، في تصريحات رسمية، أن مسلمي البلاد «يشكلون جزءا من ألمانيا وديانتهم الإسلام تنتمي بالدرجة نفسها إلى ألمانيا»، لكنها امتنعت عن التنديد بـ«زيهوفر».

إلا أن الوزير الألماني رفض تصريحات «ميركل»، مصرا على أقواله، وقال في مقابلة إذاعية إن المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا والمندمجين في المجتمع هم جزء من ألمانيا أما الإسلام فلا، ما دفع الجدل إلى التفجر مجددا.

فقد أهليته

ولم تلق تصريحات «زيهوفر» تقديرا من الاشتراكيين الديمقراطيين، الحلفاء الاساسيين لبقاء حكومة «ميركل» الرابعة التي تولت مهامها، الأربعاء، بعد 6 أشهر على الانتخابات، بينما فرض هذا الحزب اليساري تقديم حصيلة لأداء الحكومة خلال 18 شهرا.

واتهم «شتيفان فايل»، الذي يعد من أهم شخصيات الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وزير الداخلية «بإثارة جدل لا طائل منه اطلاقا».

من جهته، رأى رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا «أيمن مزيك» أن «زيهوفر» فقد اهليته وتصرف بطريقة لا مسؤولة.

وصرح «مزيك» لوسائل اعلام ألمانية أنه سيشارك في جلسة بهذا الخصوص داخل البرلمان الألماني (البوندستاغ).

ويرى عدد من المراقبين أن وزير الداخلية يسعى خصوصا لإرضاء المحافظين الذين صوتوا في الانتخابات التشريعية في سبتمبر/أيلول للحزب اليميني القومي «البديل لألمانيا» وحرموا بذلك «ميركل» من غالبية واضحة للحكم.

ومن المعروف أن حزب الوزير، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، يخوض معركة للاحتفاظ بغالبيته المطلقة في بافاريا في انتخابات للمقاطعات ستجرى في 14 أكتوبر/تشرين الأول.

ويبلغ عدد المسلمين في ألمانيا 4.7 ملايين شخص، وفق صحف ألمانية.

ملف اللاجئين

وفي ما يتعلق بملف اللاجئين قالت «ميركل» في خطابها: «لقد قسمت أزمة اللاجئين، وتعاطي الحكومة معها، المجتمع بشكل عميق»، في إشارة لانقسام البلاد بين مؤيد لقرار المستشارة في 2015 استقبال نحو مليون لاجئ، وبين معارض له.

ومضت «ميركل قائلة: «قدمت بلادنا المساعدة لمئات آلاف الهاربين من الحروب الأهلية، وكان هذا اختبارا صعبا لنا».

وتابعت: «تجاوزنا هذا الاختبار، وبلادنا فخورة بما فعلناه، لكن مثل هذا الوضع (أزمة اللاجئين) لا يجب أن يتكرر».

وأردفت: «سنستمر في منح حق اللجوء للأفراد الذين يعانون وضعا إنسانيا طارئا"، مشيرة إلى "ضرورة التوصل لنظام أوروبي موحد للجوء والهجرة».

وبخصوص الأزمة السورية قالت «ميركل: «تعامل الاتحاد الأوروبي وألمانيا لمدة طويلة بشكل فاتر جدا مع الأزمة، واكتفى بالإعراب عن آماله بوضع حد لها».

واستدركت معلقة عن الجزئية الأخيرة: «كان ذلك سذاجة».

وأدانت «ميركل» «العمل الشنيع للنظام السوري في الغوطة الشرقية»، لافتة إلى أن روسيا تكتفي بمشاهدة ما يحدث.

ومن المقرر أن يعقد البرلمان الألماني في وقت لاحق الأربعاء، جلسة عامة تستمر ساعتين، لمناقشة خطاب «ميركل».

والأربعاء الماضي، أدت «ميركل» وحكومتها اليمين الدستورية أمام البرلمان، وبدأت أعمالها رسميا، بعد 171 يوما من إجراء الانتخابات التشريعية في 24 سبتمبر / أيلول الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

ألمانيا ميركل مسلمين إسلام وزير الداخلية الألماني