«فايننشيال تايمز»: إعادة انتخاب «السيسي» تأكيد لسيادة المؤسسة العسكرية

الخميس 22 مارس 2018 08:03 ص

انفردت صحيفة «فايننشيال تايمز» بنشر تقرير على صفحة كاملة فيها عن الأوضاع في مصر، قبيل الانتخابات الرئاسية، المقررة بعد أيام وسعي الرئيس «عبدالفتاح السيسي» لضمان ولاية ثانية.

وانطلق التقرير الذي جاء تحت عنوان «السيسي يحكم قبضته على السلطة» من لحظة افتتاحه حقل «ظُهر» الذي يعد من أكبر حقول الغاز الطبيعي أمام الساحل المصري.

وأفاد التقرير بأن «السيسي» استغل هذه المناسبة لتوجيه التحذيرات ضد «قوى شر غير محددة»، ونقل كلماته التي قال فيها «أقسم بالله، أنه لا يصح أن يفكر أحد باللعب في أمن مصر وفي حقوق 100 مليون مواطن»، وتشديده على القول: «أروح أموت قبل ما حد يلعب في أمنها»، وعلى أنه «مش سياسي بتاع كلام».

وأشار التقرير إلى أن هذه الكلمة المتلفزة، التي بثت في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، كانت من أقوى الدلائل على أن «السيسي» عقد العزم على التقدم للانتخابات في 26- 28 من شهر مارس/آذار التي ستضمن له ولاية ثانية.

وأردف التقرير أن «البعض يتخوف من أن حكم الرئيس المصري الصارم يساهم في تخزين مشاكل مستقبلية مثل الضغوط الديموغرافية والاقتصادية في أكثر البلدان العربية اكتظاظاً بالسكان».

ونقل التقرير عن الباحث في مركز أبحاث «أتلانتك كاونسل» بواشنطن «أج أيه هيللر»، قوله إن «المفارقة هي أن العمل على سد أفواه الناس ومنعهم من التعبير عن أنفسهم يؤدي عبر الوقت إلى تداعيات أكثر فوضوية مما حصل في ثورة 2011».

وأضاف أنه «إذا لم تكن للمعارضة منافذ للتعبير عن نفسها، فإلى أين ستذهب؟».

ولفت التقرير إلى أن صور «السيسي» تنتشر في شوارع القاهرة المزدحمة، لكن ليس ثمة ملامح حملة انتخابية واضحة، فالرئيس لم يدل بخطابات تشرح سياسته، كعادة الحملات الانتخابية، ولم يحضر أية تجمعات انتخابية تابعة له، أو يعرض برنامجه الانتخابي، أمام المرشح الوحيد المنافس له «موسى مصطفى موسى» فهو «افتراضيا غير مرئي»، بحسب تعبير التقرير.

ونقل عن «محمد أنور السادات»، نجل شقيق الرئيس المصري الأسبق «أنور السادات» - الذي ترشح لهذه الانتخابات ثم أعلن انسحابه منها- قوله: «مررنا بأوقات لم تكن هناك سياسة حقيقية في البلاد، واعتقدت أنه بعد عام 2011 الأشياء قد تغيرت وأننا سنرى مصر جديدة، ينعم الناس بممارسة حقوقهم فيها، إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح».

وأضاف: «لا أحد يهتم بأن يصبح جزءاً من أي نشاط اجتماعي ناهيك عن السياسي.. ويبدو أن مصر الجديدة شبيهة بمصر القديمة».

وخلص التقرير إلى القول إن «الدرس الذي تعلمه جنرالات الجيش بعد انتفاضة عام 2011 كان أنه يجب أن لا تحدث ثانية»، مشددين على أن إعادة انتخاب «السيسي» لولاية ثانية متوقعة، الأسبوع المقبل، ما هي إلا تأكيد لسيادة وتفوق المؤسسة العسكرية.

  كلمات مفتاحية

رئاسيات مصر السيسي «فايننشيال تايمز» انتخابات المؤسسة العسكرية

«الشفافية الدولية»: الغرب عزز السطوة السياسية لـ«جمهورية الضباط» بمصر