تبدأ الخطوط الجوية الهندية، اليوم الخميس، تسيير أولى رحلاتها المباشرة من نيودلهي إلى تل أبيب، عبر المجال الجوي السعودي؛ الأمر الذي وصفته الخارجية الإسرائيلية بـ«الإنجاز الدبلوماسي والاقتصادي العظيم».

وتنهي هذه الخطوة حظرا فرضته الرياض لنحو 70 عاما؛ حيث منعت شركات الطيران المتجهة إلى (إسرائيل) من استخدام الأجواء السعودية.

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، عبر موقعها الإلكتروني، إنها المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات السعودية لأية شركة خطوط أجنبية، بالتحليق في أجوائها في طريقها إلى (إسرائيل).

وعزت الخارجية الإسرائيلية، عبر بيان، هذا التطور إلى «الجهود»، التي بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».

وأشارت إلى أن «نتنياهو» وظف علاقته برئيس الحكومة الهندية «ناريندا مودي» في تحقيق ما وصفته بـ«الإنجاز الدبلوماسي والاقتصادي».

واعتبرت أن الخطوة السعودية ستعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في (إسرائيل) من خلال تشجيع رجال الأعمال الهنود على الاستثمار فيها، وزيادة عدد السياح الهنود الوافدين إليها.

وحسب معطيات وزارة السياحة الإسرائيلية، تم تسجيل زيادة بنسبة 47% في عدد السياح الذين وصلوا (إسرائيل)، خلال العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه.

وفي بيانها، أشارت الخارجية الإسرائيلية، أيضا، إلى أنها تتوقع أن تسمح السعودية لمزيد من الخطوط الجوية العاملة في منطقة جنوب شرق آسيا، بتسيير رحلات إليها من خلال التحليق في أجوائها.

ووفق «جيروزاليم بوست»، فإن المزيد من شركات الطيران العالمية تنتظر موافقة السعودية لتسيير رحلات إلى (إسرائيل)، مشددة على أن ذلك التطور سيحسن من التنافسية في سوق الطيران المدني الإسرائيلي.

وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن سماح السعودية للخطوط الجوية الهندية بالتحليق في أجوائها، سيفضي إلى خفض تكلفة السفر إلى جانب تقليص وقت الطيران بشكل كبير.

ولفتت إلى أن في السابق كانت أمام الرحلات المتوجهة من نيوديلهي إلى تل (أبيب) مسارين؛ الأول عبر التوقف في موسكو في رحلة تصل مدتها إلى 15 ساعة بتكلفة 660 دولارا.

أما المسار الثاني فكان يتم عبر التوقف في مدينة إسطنبول التركية في رحلة تصل مدتها إلى 11 ساعة بتكلفة 909 دولارات.

بينما تبلغ مدة الرحلة -من خلال المسار الجديد المباشر عبر الأجواء السعودية- 7 ساعات و55 دقيقة بتكلفة 540 دولارا فقط.

وأظهر الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية الهندية «إير إنديا»، الذي اطلعت عليه «الخليج الجديد» وجود رحلتين مقررتين اليوم من نيوديلهي إلى تل.

ونقلت «جيروساليم بوست» عن وكيل الخارجية الإسرائيلية السابق «دوري غولد»، قوله إن سماح السعودية لطائرات الخطوط الجوية الهندية المتجهة لـ(إسرائيل) بالتحليق في أجوائها «يعد خطوة نحو التطبيع بين الجانبين».

كانت الإذاعة العبرية قد كشفت الأسبوع الماضي النقاب عن أن مبعوث «نتنياهو» السابق للمهام السرية، «يتسحاك مولخو»، هو من شرع لإقناع السعوديين بالموافقة على فتح مجالهم الجوي أمام الرحلات المتجهة لـ(إسرائيل).

وأشارت الإذاعة إلى أنه في أعقاب استقالة «مولخو» بسبب شبهات تورطه في قضايا فساد، تولى مستشار الأمن القومي الجديد «مئير بن شابات»، مهمة العمل على دفع الرياض للموافقة على الطلب الإسرائيلي.

ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين وصلت إلى حد إجراء ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» زيارة إلى تل أبيب، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.

ورفع الحظر عن استخدام شركات الطيران المتجهة إلى (إسرائيل) الأجواء السعودية يعكس فيما يبدو ذوبانا للجليد بين البلدين، وكلاهما حليف للولايات المتحدة، ويتشاركان في القلق بشأن نفوذ إيران في المنطقة.