«الأسد» يقترب من استعادة الغوطة مع استعداد مقاتلين للمغادرة

الخميس 22 مارس 2018 03:03 ص

اقتربت الحكومة السورية من وقف مقاومة المعارضة في الغوطة الشرقية مع تدفق المدنيين، الخميس، من إحدى المدن المحاصرة التي دكتها القنابل واستعداد مقاتلين للاستسلام في مدينة أخرى.

وكان هجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية، التي تضم مدنا وبلدات وأراضي زراعية على مشارف دمشق، واحدا من أعنف المعارك في الحرب السورية.

وأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 1500 شخص في قصف متواصل بالطائرات والقذائف والصواريخ.

وقال شاهد إن حافلات دخلت مدينة حرستا، وقال مصدر عسكري سوري إن ما بين 600 و700 مقاتل من المتوقع أن يخرجوا ضمن نحو ألفي شخص سيستقلونها للمغادرة في الساعات القادمة متوجهين إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا، بحسب «رويترز».

وأضاف المصدر أن مئات من بينهم عشرات المقاتلين بدأوا بالفعل في الصعود إلى الحافلات في نقطة تجمع داخل حرستا، وتابع أن من المتوقع أن يبقى ما بين 18 ألفا و20 ألفا في حرستا تحت حكم الحكومة السورية.

وذكر التليفزيون الحكومي أن أكثر من ستة آلاف شخص فروا من مدينة دوما الأكبر مساحة التي تسيطر عليها المعارضة منذ يوم الأربعاء وعبروا الحدود إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة.

وبقرار جماعة أحرار الشام الاستسلام في حرستا لن يتبقى تحت سيطرة المعارضة سوى دوما وجيب آخر في الغوطة الشرقية يشمل بلدات جوبر وعين ترما وعربين وزملكا.

وستكون هذه المناطق كل ما تبقى من معقل المعارضة الرئيسي قرب العاصمة دمشق في أكبر انتصار لنظام رئيس النظام السوري «بشار الأسد» على المعارضة منذ استعادة حلب في أواخر 2016.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلي المعارضة أطلقوا صواريخ من الغوطة الشرقية على دمشق، الخميس فقتلوا شخصين، وعرض التليفزيون لقطات لأجزاء مشتعلة من المقذوفات في شوارع وحدائق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب إن 19 شخصا قتلوا في ضربات جوية استهدفت مناطق في الغوطة الشرقية صباح الخميس، بينها عربين وزملكا.

وحث ضابط بالجيش في مقابلة مع التليفزيون الرسمي مقاتلي المعارضة الذين لم يتفاوضوا على اتفاق بعد، على الاستسلام.

وقال: «من أراد الاستسلام والعودة إلى حضن الوطن فأهلا وسهلا، ومن أراد الموت فالموت له».

وقاد «الأسد» سيارته بنفسه، الأحد، إلى جبهة قتال جديدة سيطرت قواته عليها في الفترة الأخيرة في الغوطة الشرقية إظهارا لموقفه القوي فيما يبدو في الحرب التي تسير على هواه منذ أن أرسلت روسيا قوات جوية لمساعدته في عام 2015.

واتفاق استسلام المقاتلين في حرستا هو الأول في الغوطة الشرقية وبدأ تنفيذه الخميس بتبادل للأسرى، وفي حديث للتليفزيون الحكومي بكى جندي أطلق المعارضون سراحه وشكر الله والجيش على تحريره.

وقال شاهد عند معبر مع حرستا إن الجيش رفع الحواجز من منطقة كانت في السابق جبهة قتال من أجل السماح للحافلات بالمرور.

وأظهر بث على موقع وزارة الدفاع الروسية ما قيل إنه لقطات حية من معبر الوافدين الذي يربط بين دوما والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وأظهر البث الذي استمر لدقائق توافد العشرات في مجموعات صغيرة سيرا على طريق مترب مرورا بجنود مسلحين.

وكان بعضهم يحمل أمتعة وحمل آخرون أطفالا أو كانوا يدفعون عربات أطفال، وشوهد على الطريق رجل يرتدي قميصا أحمر يحمل شعار الهلال الأحمر العربي السوري.

ومدينة دوما هي المنطقة الأعلى كثافة سكانية في الغوطة الشرقية، وتحاصرها الحكومة بالكامل منذ أكثر من أسبوع.

وكانت جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على المدينة قالت إنها عازمة على مواصلة القتال، وذلك بعد الحملة التي تشنها الحكومة منذ شهر والتي سيطرت خلالها على 70% من الأراضي التي كانت المعارضة تسيطر عليها في الغوطة الشرقية.

ومع ذلك قال المرصد إن مغادرة المدنيين للمنطقة تأتي بموجب اتفاق بين الجماعة وروسيا حليفة الحكومة السورية.

ضراوة القتال

واتهمت الحكومة السورية وروسيا المعارضة في الغوطة الشرقية بمنع المدنيين من الرحيل، وقالتا إن الهجوم ضروري لإنهاء حكم إسلاميين متشددين لسكان المنطقة، ويقول المرصد السوري إن الحملة على الغوطة أدت لمقتل أكثر من 1500 شخص حتى الآن.

وتقولان أيضا إن الهجوم ضروري لإنهاء قصف المعارضين لدمشق ومناطق أخرى قريبة.

وسقط صاروخ على سوق في بلدة تسيطر عليها الحكومة يوم الثلاثاء، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى.

لكن ضراوة الهجوم الذي يشنه الجيش الثوري في الغوطة الشرقية أثارت إدانات غربية ومناشدات عاجلة من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية لوقف لإطلاق النار.

وخلال الأسبوع الماضي عبر عشرات الآلاف خطوطا أمامية إلى أراض خاضعة للحكومة.

وتعيد رحلة مقاتلي حرستا إلى إدلب للأذهان رحيل مقاتلي المعارضة من مناطق أخرى عقب الاستسلام لـ«الأسد» بعد حصار طويل وقصف مكثف على غرار ما شهدته الغوطة على مدى شهر.

ومحافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا هي أكبر منطقة لا تزال في قبضة المعارضة وتضاعف عدد سكانها بعد استقبال فارين من مناطق أخرى.

وقال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية حليفة «الأسد» الأربعاء إن نحو 1500 من مقاتلي جماعة أحرار الشام بالإضافة إلى 6000 شخص من عائلاتهم سيغادرون حرستا بموجب اتفاق مع الحكومة.

وقال الإعلام الحربي للجماعة، الخميس، إن الجيش وأحرار الشام بدأوا تبادلا للأسرى مع بدء تنفيذ اتفاق حرستا.

المصدر | الخليج الجديد+رويترز

  كلمات مفتاحية

سوريا الغوطة الشرقية النظام استعادة الأسد حزب الله