اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية»، «سمير جعجع»، المعركة الانتخابية في دائرة «بعلبك الهرمل» (شمال شرق لبنان)، انقلابا تاريخيا ضد «حزب الله» الذي يتمتع بنفوذ واسع في المنطقة.

وتخوض «القوات اللبنانية» للمرة الأولى هذه المعركة إلى جانب «تيار المستقبل» في مواجهة «حزب الله».

وخلال لقائه وفداً من عيناتا الأرز، قال «جعحع» إنّ «ما يحصل اليوم في بعلبك الهرمل ليس مجرّد عمليّة انتخابيّة، وإنّما هي انقلاب تاريخي، فالقضيّة ليست مجرّد انتخاب نائب أو عدمه وإنّما هي أكبر من ذلك بكثير، القضيّة مرتبطة بوجودنا، فإمّا أن نكون موجودين أو لا نكون».

وأشار إلى «أنّنا أجرينا الحسابات اللازمة واتّخذنا القرار بخوض المعركة في دائرة بعلبك الهرمل بالرغم من الأكثريّة الكبيرة الّتي يتمتّع بها الطرف الآخر، لأنّها معركة ديمقراطية وإن شاء الله سنفوز»، حسب صحيفة «القدس العربي».

ولفت «جعجع»، إلى «أنّنا على مدى 50 عامًا لم تسمح لنا الظروف باختيار ممثلين فعليين عنّا في المنطقة»، متسائلاً: «هل كانوا يحلمون أن يستطيع أي ولد من أولادهم الوصول إلى أي منصب مهم ّبناءً على كفاءته؟.. الجواب هو لا».

وبين أنّ «هذه المناصب كانت حكرًا على طبقة معيّنة من الناس، إلّا أنّ اليوم، هذا الأمر لم يعد موجودًا»، منوّهاً إلى «أنّني أعدكم بأنّني سأتعاطى مع النائب أنطوان حبشي في منطقة دير الأحمر في حال فوزه في الانتخابات، على النحو نفسه الّذي تعاطيت فيه مع النائب ستريدا جعجع في بشري».

وتابع: «انتهينا من العائليّة، ولا وطن وتقدّم في ظلّها كما أنّ لا حضارة في ظل العشائريّة. فمرشح عائلة كلّ واحد بينكم هو أنطوان حبشي، لأنّ مرشح العائلة ليس الشخص الّذي يحمل اسم العائلة نفسه الّذي تحملونه، وإنّما من يحمل المبادئ نفسها والكرامة والمشروع السياسي الّذي تحملونه أنتم».

ورأى أنّه «في 7 مايو/آيار سيكون لنا نائب فعلي في منطقة دير الأحمر للمرّة الأولى منذ زمن بعيد».

في المقابل، يولي «حزب الله» أهمية قصوى للمعركة في دائرة «بعلبك الهرمل»، حيث يتابع الأمين العام للحزب «حسن نصرالله» شخصياً إدارة هذه المعركة، حسب صحيفة «المدن».

وبعكس الدوائر الأخرى، التي لا يضغط فيها الحزب على أي من حلفائه، فإن دائرة بعلبك الهرمل لها خصوصية، لاسيما أن «القوات اللبنانية» و«تيار المستقبل» لم يجتمعا إلا فيها لتحقيق خروقات في لائحة «حزب الله».

ويدفع «حزب الله»، لتغليب الطابع السياسي لا الانتمائي على المعركة في «بعلبك الهرمل»، ساعياً إلى توظيف ذلك في شد عصب جمهوره.