«العلماء المسلمين الجزائريين» تصف زعيم السلفيين بأنه «مدخلي ماسوني»

الجمعة 23 مارس 2018 08:03 ص

هاجمت «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» أحد زعماء السلفيين في الجزائر «محمد علي فركوس»، ووصفته بأنه مدخلي ماسوني، على خلفية فتوى أصدرها تعتبر الأشعريين والصوفيين والتبليغ و«الإخوان المسلمون» والجماعات السلفية الجهادية ليسوا من «أهل السنة والجماعة».

وسارعت جمعية العلماء المسلمين إلى انتقاد الكلام الصادر عن زعيم السلفيين في الجزائر، مؤكدة أن ما جاء على لسانه من شأنه «إشعال نار الفتنة وتأجيجها بين أفراد الشعب الواحد».

ونشرت على موقعها أنه «إذا كان هناك خطر يهدد الجزائر.. فهو خطر المدخلي الهدام، ذراع الماسونية في العالم الإسلامي، الذي يقوم على تعطيل مشاركة المسلمين في الحضارة العالمية».

وكانت الفتوى التي أصدرها «محمد علي فركوس»، زعيم السلفية في الجزائر، قد أثارت جدلا واسعا، حيث أعلن خلالها أن الصوفية والأشعرية ليست من أهل السنّة والجماعة، مؤكداً أن «إطلاق مصطلح أهل السنّة، بالمعنى الخاص، فإنما يراد به ما يقابل أهل البدع والأهواء، فلا يدخل في مفهوم أهل السنّة، إلا من من يثبت الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنّة، دون أصحاب المقالات المحدثة من أهل الأهواء والبدع».

وأضاف «فركوس» أن «الإسلام الذي يُمثِّله أهلُ السُّنَّة والجماعة أتباعُ السلف الصالح إنَّما هو الإسلام المصفَّى مِنْ رواسب العقائد الجاهلية القديمة، والمبرَّأُ مِنَ الآراء الخاطئة المُخالِفةِ للكتاب والسُّنَّة، والمجرَّدُ مِنْ مَوروثاتِ مَناهجِ الفِرَق الضَّالَّة كالشيعة الروافض والمُرجِئةِ والخوارجِ والصُّوفيةِ والجهميةِ والمعتزلةِ والأشاعرة».

كما اشترط «فركوس» لاتباع «منهج أهل السنة» أن يكون المسلم خاليا «مِنَ المناهج الدَّعْوية المُنحرِفة كالتبليغ والإخوان وغيرِهما مِنَ الحركات التنظيمية الدَّعْوية أو الحركات الثورية الجهادية زعموا كالدواعش والقاعدة، أو مناهجِ الاتِّجاهات العقلانية والفكرية الحديثة، المُنتسِبين إلى الإسلام»، على حد قوله.

وأشار الداعية، الذي يعتبر من أكثر رموز السلفية استقطابا للمتابعين والمريدين، إلى أن الخارجَ على الأئمَّةِ المكفر لهم، التاركَ لمناصحتهم والصابرِ على ظُلْمهم وجَوْرهم، ولا الثائرَ عليهم بالتظاهرات والاعتصامات والإضرابات باسْمِ التصحيح والتغيير وَفْقَ ما تمليه الحُريات الديمقراطيةُ زعموا وما ترسمه مخطَّطات أعداء الملة والدين كذلك ليس من أهل السنة.

واستطرد: «كما لا يحوي مذهب أهل السنَّة في نطاقه من يرفع شعاراً أو راية أو دعوة غير الإسلام والسنّة بالانتماء إليها أو التعصب لها كالعلمانية والاشتراكية والليبرالية الرأسمالية، والقَبَلية والوطنية والقومية، والديمقراطية والحزبية، والحداثة وغيرِها كما لا يضمُّ في حياضه المُنتسبين لمذهبِ أهل السنّة ممَّنْ تَسَموا بالسلفية زورا ومينا وهم على غير أصولها ومَعالِمِها ومنهجِها ودعوتها، ممن أحدثوا فيها ما ليس منها بدوافعَ تنظيمية حركية جهادية زعموا أو حزبية أو وطنية».

وفي معرض رده على ادعاءات «فركوس»، قال القيادي الإسلامي «أحمد الدان» إن «فركوس» يعلم أن الأشعري «نصير لأهل السنّة والجماعة، ويعلم جيداً أن التأويل الذي ذهب إليه الأشعري وقع فيه أيضا الإمام ابن تيمية، مؤكدا أن الحرب على أهل السنّة والجماعة لا يخوضها لا الأشعريون ولا الإخوان ولا التبليغ، وإنما يخوضها ترامب، الذي يعمل على تصفية مناهج التعليم الإسلامية، ويخوضها بالوكالة عنه من يقومون بسجن علماء السنة والجماعة»، وفقا لما نقله موقع «القدس العربي».

وشدد على أن «زيادة تمزيق أهل السنّة والجماعة بهذه التصريحات هو فرصة أخرى تعطى مجاناً لمن يحاربون الله ورسوله، وأن جر الجزائر إلى هذه الفتن وإحياء موتاها هو صرف للشعب الجزائري السنّي إلى التمزق والأحقاد الحالقة التي تحلق الدين بسيوف البغضاء».

ورغم الشهرة التي يتمتع بها «فركوس» في أوساط السلفية الجزائرية، فإنه يبقى شخصية مجهولة لدى الكثير من الجزائريين، فتقريبا لا توجد له أي صورة، ما عدا واحدة غير واضحة متداولة في وسائل الإعلام، كما لا يوجد أي فيديو له، لأنه يرفض أن تأخذ له صور، كما يرفض أي مقابلات مع وسائل الإعلام، ورغم ذلك فإنه يحوز على ملايين المتابعين ممن يعتبرونه المرجع السلفي الأعلى.

  كلمات مفتاحية

مدخلي محمد علي فركوس سلفية الجزائر أهل السنة

الولاء للسعودية يثير أزمة بين زعيم السلفيين وجمعية العلماء بالجزائر