شن مغردون سعوديون هجوما حادا على ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»؛ إثر تصريحه بأن «ارتداء العباءة ليس شرطاً للمرأة السعودية».
وفي حديثه مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» الأمريكية، مؤخرا، أكد ولي العهد أن «ارتداء عباءة سوداء ليس ملزماً للمرأة السعودية بقدر التزامها الحشمة».
وقال إن القوانين واضحة وهي «تلزم النساء بارتداء ملابس محتشمة ومحترمة، مثل الرجال تماما».
واعتبر عدد من المغردين تصريحات «بن سلمان»، توجها جديدا، وطالبوه بسن قوانين جديدة تحمي المرأة إذا اختارت عدم ارتداء العباءة والحجاب.
بيد أن أغلب السعوديين والسعوديات على «تويتر»، شنوا عبر وسم «العباية شريعة يا علماني»، هجوما على «بن سلمان» والمروجين لنزع حجاب المرأة وعبايتها، واعتبروا تصريحات الأمير دعوة تغريب تخالف تعاليم الدين الإسلامي.
إذ قال حساب «ضمير سعودي»: «المرأة السعودية لم تكن يوماً متبرجة كما يدعي الليبراليين.. الاحتشام من صفات المرأة العربية الحرّة حتى قبل الإسلام، وأتى الإسلام وعزز هذه الصفة الحميدة».
واعتبر «فلاح الزهراني» أن «العباية دليل حياء المرأة ورمز حشمتها ودليل تمسكها بدينها، ومؤشر على حسن التربية ورسوخ القيم وثبات مبادئها، وتمكن الخوف من الله في نفسها».
بينما قالت «الماسة العتيبي»: «ارتدائنا للحجاب هو امتثال لأمر الله سبحانه وتعالى.. ولن يستطيع أحد نزعه منا، ولو بنزع الأرواح بحجة التطور والانفتاح ولمرضاة الغرب.. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق!!».
أما الناشط «محمد اليحيا» فوجه رسالة إلى كل مسلمة، وخاصة بنت السعودية، قائلا: «لست مجبرة على ترك عبايتك، ولا التنازل عن مبادئك، ولن يفرض عليك أحد ذلك».
وأضاف: «تمسكي بحجابك وحشمتك، واثبتي لهم أن دعواتهم لن تؤثر في إيمانك ويقينك أن الإسلام كرمك عن كل نساء الأرض اللاتي تمتهن كرامتهن وإنسانيتهن تحت ذريعة المساواة والحقوق».
وسرد حساب «أبكم» ما أسماه تطور أهل الباطل والعباية، بالقول: «أولاً: قالوا عادي المرأة تلبس عباية كتف.. ثانيا: عادي المرأة تلبس عبايه فيها فتحه من تحت.. ثالثا: عادي المرأة تلبس عبايه تفتح من قدام.. رابعا: عادي المرأة تلبس عباية ملونة.. خامسا: العباية بدعة وليست من الدين».
واعتبر أن «الخاسر من اتبعهم».
فيما قالت «أم أسماء»: «مهما اشتدّ الظلام ستجد من هذه الأمة من يخرج بقنديله يُذكّرنا بأن الأمة ما زالت تتنفس.. وما زال فيها قلب ينبض».
والشهر الماضي، صرح عضو هيئة كبار العلماء في السعودية المستشار بالديوان الملكي «عبدالله المطلق»، بأن المرأة يمكن أن تكون محتشمة من دون أن ترتدي العباءة، وهو ما أثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر سعوديون أن تصريحات «المطلق» لها علاقة بالتحولات السياسية التي تشهدها المملكة، لا سيما بعد وصول الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى الحكم، وتولي نجله الأمير «محمد» منصب ولي العهد؛ حيث سبق أن تعهد الأخير بمزيد من الانفتاح في السعودية.
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2017، أصدرت المملكة عددا من القرارات غير المسبوقة بالنسبة للمرأة السعودية، كان أولها السماح للمرأة بقيادة السيارات لأول مرة بتاريخ المملكة، بعدما كان الأمر محظورا عليها، كما سمح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم، وزيادة حضورهن في أعمال التجارة.
ومنذ وصوله لولاية العهد بدعم من والده، قام «بن سلمان» بتغييرات يمكن أن تستهل حقبة جديدة تتخلى فيها المملكة عن طابعها المحافظ.
إذ سمح الأمير الشاب بإقامة الحفلات الموسيقية الصاخبة، وعودة السينما من جديد.
وتصدر «بن سلمان» عناوين الأخبار في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بعد تعهده بعودة المملكة إلى «الإسلام المعتدل»، لكن تلك التغييرات في المجتمع السعودي لا تحظى برضا الجميع؛ حيث لا يزال الأمير الشاب يواجه معارضة واسعة لقراراته من السعوديين المحافظين الذين يعتقدون أن المملكة تميل عن الأسس التي أنشأت عليها.
ويمثل ارتداء النساء العباءات في المملكة نمطا تقليديا للباس المرأة، وتلاحق السلطات النساء اللائي لا يلتزمن بهذا الزي في الأماكن العامة.
