بالدليل.. مخترق خوادم «الديمقراطيين» ضابط روسي تواصل مع مستشار لـ«ترامب»

الجمعة 23 مارس 2018 12:03 م

يعد القرصان «غوسيفر 2.0» الجهة الوحيدة التي زودت موقع «ويكيليكس» برسائل إلكترونية مسروقة من «اللجنة الوطنية الديمقراطية»، التي تعتبر ذراع الإدارة وجمع التمويل لـ«الحزب الديمقراطي» في الولايات المتحدة.

وثبت بالدليل أن هذا القرصان ضابط في «دائرة الاستخبارات العسكرية الخارجية» للاتحاد الروسي، حسبما علمت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية.

ولهذا الكشف آثار جوهرية على التحقيق الجاري في الولايات المتحدة بشأن التواطؤ المحتمل بين الحملة الانتخابية لـ«دونالد ترامب» وروسيا.

وعلمت «ديلي بيست» أن المحقق الخاص «روبرت مولر»، المكلف بهذا التحقيق، وضع «غوسيفر 2.0» ضمن دائرة اهتمامه؛ حيث استعان بعملاء من «الشرطة الفيدرالية» لتعقب شخصية هذا القرصان.

وبينما لا يبدو واضحا ما يعتزم «مولر» القيام به إزاء «غوسيفر 2.0»، فقد وضع المحقق الأمريكي حجر الأساس في إثبات التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، مؤخرا، إثر اتهامه 13 مواطنا روسيا بالتأمر بغرض التدخل في العمليات السياسية والانتخابية الأمريكية، بما فيها انتخابات 2016.

الخطأ الدرامي

وقبل فترة طويلة، اعترف المستشار السياسي لـ«ترامب»، «روجر ستون»، بأنه تواصل مع «غوسيفر 2.0» عبر «تويتر»، لكنه رغم أن هذا القرصان لا علاقة له بروسيا. 

ففي أغسطس/آب 2016، نشر «ستون» مقالا في صحيفة «بريتبارت نيوز» المؤيدة لـ«ترامب» دعا عبره الخصوم السياسيين إلى «التوقف عن لوم روسيا» على اختراق خوادم الحزب الديموقراطي إبان الانتخابات الرئاسية.

وأضاف: «أعتقد أنني حصلت على الجاني الحقيقي، ولا يبدو أن الروس هم الذين قاموا باختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية، لكن هناك مخترق يدعى غوسيفر 2.0».

لكن بعد 5 أشهر، وبالتحديد في يناير/كانون الثاني 2017، كشف تقييم لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ووكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أيه إف بي) أن «دائرة الاستخبارات العسكرية الخارجية» للاتحاد الروسي استخدمت «غوسيفر 2.0» وموقع «DCLeaks.com» لتسريب بيانات الضحايا الأمريكيين.

ومع ذلك لم يقل التقييم بوضوح أن «غوسيفر 2.0» ضابط في المخابرات الروسية، كما أن القائمين على التقييم لم يقدموا أي دليل على استنتاجاتهم.

إلا أنه ظهر لاحقا دلائل قوية على ارتباط «غوسيفر 2.0» بـ«دائرة الاستخبارات العسكرية الخارجية» للاتحاد الروسي.

وظهر اسم «غوسيفر 2.0» لأول مرة في 15 يونيو/حزيران عام 2016، بعد ساعات من تقرير لشركة أمن سيبرانية ربطت روسيا بشكل جنائي بالتدخل في شؤون اللجنة الوطنية الديمقراطية.

وعن ذلك، قال باحث الاستخبارات في شركة الأمن السيبراني «ثريت كونكت»، «كايل إمكه»، إنه قاد تحقيقا لشركته حاول من خلاله تعقب «غوسيفر 2.0» من البيانات الوصفية في رسائل البريد الإلكتروني، لكن الطريق انتهى دائما في مركز للبيانات في فرنسا. 

وكشف «إمكه» في النهاية أن «غوسيفر» كان يتصل بالإنترنت من خلال خدمة إخفاء الهوية «إليت في بي إن» (elite vpn)، وهي شبكة خاصة افتراضية لديها نقطة خروج في فرنسا، لكن مقرها الرئيسي في روسيا.

لكن في إحدى المناسبات -التي تعقبتها «ديلي بيست»- فشل «غوسيفر 2.0» في تنشيط خدمة «في بي إن» قبل تسجيل الدخول.

ونتيجة لذلك، ترك عنوان بروتوكول إنترنت حقيقي يعود إلى موسكو في سجلات الخوادم لشركة أمريكية، وفقا لمصدر مطلع على التحقيق الذي أجرته الحكومة حول «غوسيفر 2.0».

ومن خلال العمل على عنوان الـ«آي بي» المذكور، حدد المحققون الأمريكيون هوية «غوسيفر 2.0» كضابط معين في «دائرة الاستخبارات العسكرية الخارجية» يعمل خارج مقر الدائرة في شارع «جريزو دوبوفوي» في موسكو.

كانت شركات أمنية مستقلة وتحقيقات للمخابرات الأمريكية حددتا «دائرة الاستخبارات العسكرية الخارجية»  بأنها الجهة التي تقف وراء قرصنة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بـ«اللجنة الوطنية الديمقراطية».

وعبر مدونته، نفى «غوسيفر 2.0» تورط روسيا في عملية القرصنة تلك، وادعى أنه اخترق اللجنة بدوافع شخصية.

وقال إنها كانت عملية قرصنة لمرة واحدة بهدف فضح من أسماهم «المتنورين».

وأعلن «غوسيفر 2.0» أنه أرسل بالفعل الجزء الأكبر من المواد المقرصنة إلى موقع «ويكيليكس».

وفي 22 يوليو/تموز 2016، بدأ موقع «ويكيليكس» بنشر ما يقرب من 19 بريد إلكتروني و8 آلاف مرفق سرقت في هذا الاختراق.

وبينما روج «ترامب» للتسريب على «تويتر»، دافع عنه «روجر ستون» نافيا علاقته بالكرملين.

وفي مقالته التي نشرتها صحيفة «بريتبارت نيوز»، في أغسطس/آب 2016، زعم «ستون» أن «غوسيفر 2.0» قرصان روماني.

وفي مايو/أيار الماضي، أقر «ستون» بأنه تبادل رسائل مباشرة مع «غوسيفر 2.0»، وأفرج عما زعم أنه نسخة كاملة من اتصالاته مع الحساب.

وكانت النسخة المكتوبة موجزة ومبتذلة، وتظهر «ستون» وهو يهنئ «غوسيفر 2.0» على العودة إلى «تويتر» بعد توقف قصير. 

ومنذ ذلك الحين، أنكر «ستون» باستمرار أن يكون «غوسيفر 2.0» مرتبطا بالكرملين.

التأثير على الكونغرس

وحافظ «غوسيفر 2.0» على وجود متقطع عبر الإنترنت طوال فترة الانتخابات الرئاسية عام 2016، ونشر في مدونته على «ووردبرس» وعبر حسابه على «تويتر» المزيد من وثائق اللجنة الوطنية الديمقراطية، وأحيانا أرسلها عبر البريد الإلكتروني الخاص للصحفيين.

ووصلت اختراقات «غوسيفر 2.0» إلى قوائم الاقتراع أيضا؛ حيث نشر وثائق للجنة الديمقراطية على مدونته عبر «ووردبرس»؛ حيث تمكن القراء من العثور على تقييمات ترشيحات الحزب الديموقراطي الداخلية ذات الصلة بولايات مثل بنسلفانيا وفلوريدا، والتقييمات الداخلية لمناطق الكونغرس الرئيسية، مع تحليلات عن التركيبة السكانية الخاصة بها.

وكان ضابط الاستخبارات الروسية حريصا على مشاركة هذا الكنز أيضا.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن عضوا سياسيا في الحزب الجمهوري في فلوريدا، وهو «آرون نيفينز»، تواصل مع «غوسيفر 2.0» طالبا الحصول على «أي معلومات تخص فلوريدا»، وتلقى منه بالفعل 2.5 غيغابايت من المعلومات.

وقال أحد مستشاري المرشح الناجح في انتخابات الكونغرس في ولاية فلوريدا للصحيفة: «قمت بتعديل بعض أهداف التصويت بناءً على بعض البيانات التي رأيتها من التسريبات».

وفي وقت ما بعد إطلاق التسريبات، انتقلت شخصية «غوسيفر 2.0» -على ما يبدو- إلى ضابط أكثر خبرة من الاستخبارات الروسية، وفقا لمصدر مطلع على الأمر.

ولم يتضح توقيت ذلك النقل تحديدا، لكن آخر تعليق نشره «غوسيفر 2.0» عبر مدونته، في 12 يناير/كانون الثاني عام 2017، أظهر إجادة أكبر بكثير للغة الإنجليزية من المنشورات السابقة للشخصية.

واليوم، تقول الروايات المضادة حول هوية «غوسيفر 2.0» إن الحساب كان شخصية مزيفة، وتم إنشاؤه من قبل «اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية» نفسها؛ وذلك لدعم عملية كاذبة يتم فيها توريط روسيا.

وفي هذه النظرية، التي تم عرضها في مدونتين مجهولتين انتشرتا على نطاق واسع، كان «غوسيفر 2.0» مجرد عضو في «اللجنة الديمقراطية» يتظاهر بأنه قرصان روماني يمثل روسيا.

المصدر | ديلي بيست

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية غوسيفر 2.0 اللجنة الوطنية الديمقراطية الحزب الديمقراطي ترامب دائرة الاستخبارات العسكرية الخارجية