أعلن مسؤولون في شركة «العال» (أكبر شركة طيران إسرائيلية) أن الأخيرة ستنقل معركتها بخصوص استخدام المجال الجوي السعودي إلى المحكمة العليا في بلادها.

يأتي ذلك بعد أن أسفرت جهود قادتها (إسرائيل) عن سماح السلطات السعودية، الخميس، لشركة الطيران الهندية «إير إنديا» باستخدام أجوائها للوصول إلى (إسرائيل)؛ في خطوة تلغى حظرا استمر نحو 70 عاما.

وفي السابق كان أمام الرحلات المتوجهة من نيوديلهي إلى (تل أبيب) سلك مسارين؛ الأول عبر التوقف في موسكو في رحلة تصل مدتها إلى 15 ساعة بتكلفة 660 دولارا.

أما المسار الثاني فكان يتم عبر التوقف في مدينة إسطنبول التركية في رحلة تصل مدتها إلى 11 ساعة بتكلفة 909 دولارات.

بينما بلغت مدة رحلة «إير إنديا» -من خلال المسار الجديد المباشر عبر الأجواء السعودية- 7 ساعات و55 دقيقة بتكلفة 540 دولارا فقط.

وتعتبر شركة العال أن السماح لـ«إير إنديا» بسلك هذا المسار الذي يوفر لها في الوقت والقيمة المادية للتذاكر يخل بمبدأ المنافسة العادلة؛ حيث أن الشركة الإسرائيلية لا تزال محظورة من التحليق فوق الأجواء السعودية، وليس أمامها سوى استخدام المسارين اللذين يمران عبر موسكو أو إسطنبول.

وفي هذا الصدد، نقلت «رويترز» عن مسؤول في شركة «العال» (لم تكشف هويته)، إن شركته ستقدم طعنا أمام المحكمة العليا، أوائل الأسبوع القادم (يبدأ الأحد في الدولة العبرية)، على موافقة حكومة بلادها على استخدام «إير إنديا» المسار الجديد دون أن تؤمن لها استخدامه أيضا.

وسبق أن طلبت «العال» من الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» المساعدة في دخول الأجواء السعودية.

وتتهم الشركة الإسرائيلية حكومة بلدها، التي وافقت على المسار الجديد لشركة الطيران الهندية، بوضعها في موقف غير موات.

وقالت، في بيان لها، إن «تلك الموافقة، التي منحتها دولة (إسرائيل)، تقدم ميزة كبيرة وغير عادلة لشركة طيران أجنبية وتتعارض مع أي مبدأ للمعاملة بالمثل في عالم الطيران الدولي».

وأمس الخميس، وصف وزير السياحة الإسرائيلي «ياريف ليفين» باكورة رحلات «إير إنديا» عبر الأجواء السعودية بأنها «إنجاز دبلوماسي»، مشيرا إلى أنه «يجري مفاوضات لتدشين رحلات مماثلة مع الخطوط الجوية السنغافورية وشركة طيران في الفلبين (لم يذكر اسمها)».

فيما رحب وزير المواصلات الإسرائيلي، «يسرائيل كاتس»، بهبوط طائرة شركة طيران الهند في مطار «بن غوريون» عبر الأجواء السعودية، قائلا: «تعكس أول رحلة طيران مباشرة إلى (إسرائيل) عبر المجال الجوي السعودي، التغيير الإيجابي الذي يحدث بشكل تدريجي في المنطقة».

وتتزامن الخطوة السعودية، مع زيارة ولي عهد المملكة، الأمير «محمد بن سلمان»، للولايات المتحدة، التي تستغرق أسبوعين.

ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين وصلت إلى حد إجراء «بن سلمان» زيارة إلى تل أبيب، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.

ورفع الحظر عن استخدام شركات الطيران المتجهة إلى (إسرائيل) الأجواء السعودية يعكس فيما يبدو ذوبانا للجليد بين البلدين، وكلاهما حليف للولايات المتحدة، ويتشاركان في القلق بشأن نفوذ إيران في المنطقة.