أوروبا تدعم بريطانيا وتلوح بطرد دبلوماسيين روس.. والكرملين يأسف

السبت 24 مارس 2018 08:03 ص

أعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، تأييده لبريطانيا في مواجهة روسيا على خلفية محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج السابق «سيرغي سكريبال» وابنته في 4 مارس/آذار الجاري، وهو ما شكل انفراجة للندن التي كانت تسعى لإقناع زعماء التكتل بإدانة روسيا على خلفية محاولة القتل.

وقرر الاتحاد الأوروبي استدعاء سفيره لدى موسكو، بينما لوحت عدة دول باتخاذ إجراءات ضد روسيا.

يأتي ذلك في الوقت الذي كتبت صحيفة «التايمز»، السبت، أن نحو 20 دولة أوروبية تستعد لطرد الدبلوماسيين الروس الذين يتصلون بـ«شبكات التجسس الروسية»، تضامنا مع بريطانيا التي اتهمت موسكو بتسميم العميل الروسي السابق «سيرغي سكريبال» وابنته.

وتوقعت الصحيفة أن تبدأ عملية طرد الدبلوماسيين الروس يوم الإثنين المقبل، وستشارك في تلك الإجراءات فرنسا وألمانيا وبولندا وإيرلندا وهولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا والتشيك والدنمارك وغيرها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال الزعماء الأوروبيون في بيان بعد قمة دامت يومين عقدوها في بروكسل وانتهت الجمعة، إن الاتحاد «يتفق مع تقييم حكومة المملكة المتحدة الذي يرجح بشدة أن روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير آخر معقول».

في المقابل، أعرب الكرملين عن أسفه لقرار الاتحاد الأوروبي سحب سفيره في موسكو، حيث قال الناطق باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» للصحفيين: «نأسف لاتخاذ قرارات من هذا النوع مرة جديدة بناءً على صيغة من المرجح جداً».

وشدد على أن «روسيا لا علاقة لها إطلاقا بقضية سكريبال، ولا نعلم ما هي العناصر التي أوردها الجانب البريطاني عندما تباحث في قضية سكريبال مع نظرائه» الأوروبيين المجتمعين في قمة في بروكسل. 

وتابع «بيسكوف»: «لا نعلم أيضا ماهية الأمور التي اتفق حولها قادة الاتحاد الأوروبي عندما أعلنوا دعمهم لبريطانيا»، معبرا عن تنديده بأن «الجانب الروسي لا يزال غير قادر على الحصول على معلومات» من لندن حول المسألة.

وأكد وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، من هانوي، إن السلطات البريطانية «تقوم بسعي محموم لإجبار حلفائها على اتخاذ إجراءات تهدف إلى المواجهة»، وذلك في تصريح نقلته وكالة «ريا نوفوستي». 

وقال «لافروف»: «ما زلنا لا نرى وقائع، وغيابها يوحي بأن كل هذا استفزاز»، متهما لندن «بالتحرك لدفع الأزمة مع روسيا أعمق ما ممكن».

ورحبت رئيسة وزراء بريطانيا «تريزا ماي» بالموقف الأوروبي، قائلة: «أرحب بحقيقة أن مجلس الاتحاد الأوروبي اتفق مع تقييم حكومة المملكة المتحدة أنه من المرجح بشدة أن روسيا مسؤولة عن محاولة القتل التي وقعت بشوارع سالزبري وأنه لا يوجد تفسير آخر معقول». 

وفي الأيام التالية للهجوم مباشرة، نالت «ماي» دعم الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» و«ميركل» والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عندما قالوا إنهم يتفقون مع تقييم بريطانيا بتوجيه اللوم لروسيا.

من جانبها أثارت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية رداً على الهجوم الذي وقع بمدينة سالزبري بجنوب غربي إنجلترا، قائلة إن الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده في سبيل التصرف بشكل جماعي حيال الأمر.

وأضافت «ميركل»: «نحن مصرون على الرد سويا باللغة التي استخدمناها هنا لكن ربما أيضا من خلال إجراءات إضافية». وكان هذا أول هجوم معروف بغاز الأعصاب السام على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وبدورها، قالت رئيسة ليتوانيا «داليا غريباوسكايتي»، إنها مستعدة لطرد «جواسيس» روس، وقد تتخذ دول أخرى بمنطقة البلطيق وبولندا نفس الخطوة.

وتتهم السلطات البريطانية روسيا بتسميم «سكريبال» وابنته بمادة «أ-234» السامة المشلة للأعصاب، فيما تنفي موسكو أي تدخل في الحادث، وقدمت روسيا عدة دوافع مختلفة لتوضيح الهجوم على «سكريبال» وابنته ونفي أي مسؤولية، فيما اعتبرت لندن ذلك تضليلاً.

وتم العثور على «سيرغي» وابنته «يوليا» مغمى عليهما قرب بيتهما في مدينة سالزبوري، جنوب غرب بريطانيا، في 4 مارس/آذار الجاري، حيث كان يقيم بعد منح لندن اللجوء السياسي له، إثر الإفراج عنه في روسيا في إطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010، ولا يزال في حالة حرجة بالمستشفى منذ تسميمه.

وقال سفير موسكو في لندن «فلاديمير ياكوفينكو»، الخميس الماضي، إنه لو استُخدم غاز الأعصاب «نوفيتشوك» لكان «سكريبال» وابنته في عداد الموتى.

وغادر الجمعة دبلوماسيون بريطانيون سفارتهم في العاصمة الروسية عائدين إلى بلادهم، بعدما أبعدتهم موسكو ردا على إبعاد لندن 23 دبلوماسيا روسيا، وغادر الدبلوماسيون البريطانيون مع عائلاتهم السفارة البريطانية على متن ثلاث حافلات صغيرة، وفق «ريا نوفوستي».

وانتقد وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» لتشبيهه استضافة روسيا لكأس العالم لكرة القدم هذا الصيف باستضافة ألمانيا النازية لدورة الألعاب الأولمبية عام 1936، وتوترت العلاقات بين روسيا والغرب على خلفية ضم موسكو للقرم عام 2014 ودعم المتمردين في شرق أوكرانيا. كما فرض الاتحاد عقوبات على موسكو لهذين السببين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سيرغي سكريبال الاتحاد الأوروبي بريطانيا يوليا روسيا دبلوماسيين