مفاعل نووي على الحدود السورية اللبنانية.. وهذه مؤشرات وجوده

السبت 24 مارس 2018 09:03 ص

تحت إشراف إيران وكوريا الشمالية، أقام نظام «بشار الأسد»، في سوريا، مفاعلاً لتخصيب اليورانيوم، تحت الأرض في منطقة القصير، التابعة لريف حمص، على مقربة من الحدود اللبنانية، تحت حراسة مشددة من مقاتلي «حزب الله».

وحسب المعارض السوري قائد حركة «تحرير الوطن» العقيد «فاتح حسون»، فإن المفاعل يشرف عليه خبراء أسلحة إيرانيون وكوريون شماليون، ويظن أنه تم نقل قضبان نووية إليه كانت معدة لمفاعل «الخبر» الذي دمرته (إسرائيل) عام 2007.

وتتولى حراسة المنشأة مجموعة خاصة من «حزب الله»، تتبع مباشرة للقصر الجمهوري، المشرف عليها بسرية كباقي المنشآت العسكرية السورية التي تنتج أسلحة الدمار الشامل «نووي كيميائي جرثومي».

وتوقع «حسون»، أن يكون «الأسد»، قد زار مقر المفاعل قبل الثورة، وفقا لما نقلته عنه صحيفة «القدس العربي».

حراسة «حزب الله»

ولفت إلى أن إيران أنشأت على طول سلسلة جبال لبنان الشرقية الكثير من المواقع العسكرية الاستراتيجية المموهة بالاشتراك مع «حزب الله» والنظام السوري، وأوكلت مهمة الإشراف عليها لـ«حزب الله» وحده، والحفاظ عليها يتطلب الهيمنة العسكرية والسياسية، وتهجير الحاضنة السكانية السنية التي ترفض تواجد الحزب.

«حزب الله» بنى، وفق «حسون»، داخل سوريا مجموعة كبيرة من المراكز والكهوف التي تضم كل صنوف الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل، بينما إيران لا تزال تخطط لاستكمال الجزء العسكري من برنامجها النووي في هذه المراكز، التي تقع على الحدود اللبنانية داخل كهوف في مناطق وعرة في الأراضي السورية.

وأشار إلى أن هدف إيران في حال تعذر بقاء «الأسد»، هو تحويل سوريا لدولة فاشلة تتقاسمها الميليشيات، وأن تخدع العالم بتوقيع الاتفاق النووي بينما تتابع إنتاج سلاحها في مكان بعيد عن الرقابة.

ووفق القيادي، فقد تم تسليم ملفا كاملا مع شهادات هامة حول المنشآت غير التقليدية إلى اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا.

لماذا القصير؟

ومع مرور سنوات الثورة، تتكشف بحسب مصادر، لماذا قرر «حزب الله»، الزج بكل إمكانياته في معركة القصير، كمعركة مفصلية واستراتيجية وليطبق السيطرة على الحدود اللبنانية السورية إطباقاً شبه كامل.

وتبين سبب استماتة «حزب الله» ومن خلفه إيران في إحكام سيطرته على المنطقة، لما يخفيه من منشآت لأسلحة غير تقليدية.

مصادر في مضايا ومدينة الزبداني بريف دمشق، إضافة إلى بعض خلايا للثورة داخل النظام السوري، رصدوا تحركات ليلية كثيفة لـ«حزب الله» في سهل الزبداني، الأمر الذي أظهر لاحقاً ما يمكن وصفه بمنشأة غير تقليدية للحزب في المنطقة.

وتفيد المعلومات من العديد من المصادر الداخلية، بأن «حزب الله» عمد خلال المعارك بمنطقة الزبداني (عشرة كيلومترات عن الحدود مع لبنان)، لتجريف وقطع الآلاف من الأشجار في السهل، وتغيير الطرق والطبيعة الجغرافية للكثير من الأراضي التي كانت تستخدم للزراعة.

ويُنشر كل ذلك في المواقع الناشطة بصفتها مجرد عمليات تخريب، من دون أن تقيم لها الجهات الدولية أية قيمة، ثم أعلم «حزب الله» بداية العام الحالي القاطنين على الخط العام، الممتد من معمل بقّين للمياه، وصولاً إلى محطة السعيد، بضرورة إخلاء منازلهم، وهو ما أشرف الحزب على تنفيذه بالقوة خلال يومين لاحقين على تاريخ التبليغ.

كما أبلغ عدد من العناصر العسكرية، من داخل المناطق الخاضعة للنظام و«حزب الله»، عن أعمال ليلية في منطقة سهل الزبداني، حيث تدخل شاحنات محملة ببراميل إلى المنطقة المحرمة، التي لا يدخلها إلا عناصر «حزب الله»، ويمنع على أي سوري الاقتراب منها مهما كانت رتبته، وتخرج الشاحنات محملة بالرمال.

وتقول المصادر، إن أعمال «حزب الله» غير مرئية، ولا تصدر أصوات جرافات إلا نادراً، وإن الشاحنات تغزو المنطقة ليلاً، حسب الأصوات، ولكن لا يشاهد أي شيء بسبب الظلام من ناحية، وبسبب من شبكة الطرق الجديدة التي أقامها الحزب.

كما أن الشاحنات تختفي فيما يبدو أنه أنفاق أو منشآت تحت الأرض.

منشأة غير تقليدية

وحسب المعلومات المتسربة من حراس موجودين على أطراف مداخل السهل، تابعين لقوات النظام السوري، فإن الشاحنات التي تدخل ليلاً وتخرج قبل بزوغ الفجر عديدة، وتختفي كل إشارة للأعمال مع خيوط الصباح الأولى، وإن الحزب يمنع الاقتراب من المكان.

ومن خلال مراقبة السيارات الآتية إلى الموقع ومن مكان قريب تبين أن بعض السيارات التي تنزل من خلال المصعد لا تعود إلى السطح من المكان نفسه، وهذا دلالة على وجود اتصال مباشر عبر مداخل ومخارج سرية بالوديان القريبة داخل الأراضي اللبنانية.

بينما يقول ناشطون من الداخل إن الحزب رفع العلم السوري على الموقع على الرغم من اعتياده رفع علمه الأصفر على المواقع التي يسيطر عليها في سوريا، وفي هذا محاولة إيحاء بأن الموقع تحت سلطة جيش النظام السوري.

أما مدير المكتب الاعلامي في حركة «تحرير وطن»، النقيب «رشيد حوراني»، فقال: «كميات التربة التي تمت إزالتها، وحسب القدرة المحدودة على الرصد، إضافة إلى كميّات التربة التي رفعت بها مرج التل، تشير إلى أن شبكة الأنفاق تحت الأرض، أو الموقع المقام تحت الأرض، موقع غير تقليدي بحجمه».

وأضاف: «لم يتمكّن أي مصدر من الإشارة إلى نوعية المواد التي تحملها الشاحنات في دخولها إلى المنطقة».

وتابع: «هذه الأعـمال لا عـلاقة لـها بمـخازن أسـلحة حـزب الله في المـنطقة، في سـرغايا والحـميرات والشـعرة، والسـراديب التي يفترض أنها تصل لسوريا بلبنان هي أيضاً لا تزال تشـهد حركة متواصــلة، وأن إقـامة هذه المنشأة تحت الأرض يثير الاستغراب، ولا تصلح لكي تكون مخزناً تقـليدياً».

المنشأة ليست تقليدية، فمدخل المنشأة هو ما يمكن رؤيته فقط من الخارج، وهو يمتد على طول مرج التل بطول 150 متراً، وعرض 150 متراً (22 ألفاً و500 متر مربع)، أما الباطن حسب المعلومات المتجمعة، يمتدّ على مساحة كبيرة تحت الأرض.

وتتركز المخاوف على وجود أسلحة من طبيعة خطرة، كالمواد النووية أو الكيميائية أو غيرها.

وحسب مراقبين، فإن كل هذه الأعمال من قبل «حزب الله» لا يمكن أن تكون لأعمال عسكرية تقليدية.

ويعلم «حزب الله» أن حملة دبلوماسية إسرائيلية تجري الآن حول العالم لتقديم البراهين على تطور أسلحة «حزب الله» في جنوب لبنان، ورفع مستوى ونوعية ترسانته الصاروخية، وأسلحته غير التقليدية وربما لهذا السبب يستخدم مناطق أخرى، بعيدة نسبياً، وتحظى بحماية جوية (نسبية) لإنشاء المزيد من المراكز الحساسة التي يمكن استخدامها في اتجاهات عدة، سواء في سوريا أو في جبهات أخرى، إذا ما اقتضى التنافس الإيراني الإسرائيلي ذلك، وفق المصادر ذاتها.

وقبل أيام، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، إن بلاده عازمة على منع أعدائها من الحصول على أسلحة نووية.

جاء ذلك، في معرض اعترافه بقصف (إسرائيل) لما يشتبه بكونه مفاعلا ذريا بسوريا في 2007.

ويأتي الإعلان عن الضربة، وسط تهديدات «نتنياهو»، من أن (إسرائيل) لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي «ليس الآن ولا بعد عشر سنوات ولا في أي وقت»، ولن تسمح ببناء مصانع صواريخ في سوريا يمكن أن تهدد (إسرائيل) أو توفر أسلحة متقدمة لجماعة «حزب الله» اللبنانية الشيعية المدعومة من إيران.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

القصير حزب الله مفاعل ذري إسرائيل سوريا إيران أنفاق الحدود السورية اللبنانية

وثيقة عبرية تزعم تدمير إسرائيل لمفاعل نووي سوري قبل 15 عاما

كيف كشفت إسرائيل عن برنامج سوريا النووي؟.. ابحث عن القذافي