صرحت الأكاديمية والمعارضة السعودية الدكتورة «مضاوي الرشيد» بأن ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» من خلال إصراره على أن الموت فقط يقف في طريق وصوله إلى الملك يكون قد أسقط كل ما كان يدعى حول ما يسمى بالسياسات التي تنبثق عن إجماع العائلة المالكة، ويكون بذلك قد قوض واحدا من أهم الأعمدة التي أرسى عليها «آل سعود» نظام حكمهم.

جاء ذلك في مقال نشره «موقع ميدل إيست آي» البريطاني، علقت فيه «الرشيد» على تصريحات ولي العهد السعودي الأخيرة بأنه لا يوجد شيء سيحول بينه وبين الوصول للعرش سوى «الموت».

وقالت «الرشيد» إن «بن سلمان» تخلى بهذه التصريحات عن كل ما له صلة بفكرة أن المملكة العربية السعودية تحكمها سياسات تتوافق عليها العائلة المالكة، محذرة من عواقب تلك اللعبة التي يؤسس لها الأمير الشاب، ومؤكدة أن العواقب ستكون وخيمة فيما لو سالت الدماء في ردهات القصر كما سالت من قبل في حقبة سابقة.

وأضافت: «بذكره للموت يكون محمد بن سلمان قد وجه رسالة قوية لمنافسيه وخصومه من أمراء آل سعود، متسائلة هل باستطاعة الدائرة الضخمة من الأمراء الذين وقع مؤخرا تهميشهم بل وإهانتهم تفسير ذلك على أنه إنذار؟ وهل بإمكانهم استنتاج أن محمد بن سلمان إنما جاء ليبقى وأن الطريقة الوحيدة للتخلص منه تتمثل في اغتياله؟»، وفق ترجمة موقع «عربي 21».

وأشارت «الرشيد» إلى أن «بن سلمان» يؤسس لقواعد اللعبة التي ستمارس داخل البيت السعودي، قائلة: «على كل من يفكر بجد تحديه فإن عليه أن يكون مستعدا لاغتيال محمد بن سلمان، إنه بذلك أيضا يقوض عمودا آخر من الأعمدة التي قام عليها النظام الملكي واستقر، بالسخرية من نظام البيعة الذي طالما أصر عليه ملوك آل سعود عندما كان الواحد منهم يعين ملكا».

وكان ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» قال في حوار مع شبكة «سي بي إس» الأمريكية، إنه إذا عاش لخمسين عاما فالمتوقع أن يحكم البلاد، مضيفا: «لن يوقفني شيء إلا الموت».

ومنذ تقلده ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، سعى «بن سلمان» إلى تمهيد طريقه نحو تسلم العرش السعودي بتعيين جيل جديد من أحفاد أعمامه وزرعهم في مناصب عدة.

وتهدف هذه التعيينات -وفق مجلة فورين بوليسي الأمريكية- إلى توطيد حكم «بن سلمان» من خلال هؤلاء الشباب الذين استطاع تجنيدهم وكسب ولائهم في مشواره نحو إحكام قبضته على كل دوائر صنع القرار.

ويعتمد «بن سلمان» في تعييناته هذه على جيل الأحفاد، ممن لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة تقريبا، مستبعدا الأعمام وأبناءهم.

وبحسب صحف غربية، فإن هذا الجيل من «الحكام الجدد» سيشكل دورا محوريا ضمن مسار تنفيذ الرؤية والأهداف التي يتبناها ولي العهد، بالتوازي مع توليهم زمام السلطة لعقود قادمة وفق ما يريده «بن سلمان».