أبلغت وزارة الطيران المصرية شركات السياحة المحلية بأنها ستسير أول رحلة جوية من القاهرة إلى موسكو على متن خطوط «مصر للطيران» في 12 أبريل/نيسان المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ وقف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية.

ونقل موقع «العربي الجديد» عن مصدر في وزارة الطيران المصرية، قوله إن مسؤولين مصريين سيتوجهون خلال أيام إلى موسكو، بناء على تنسيق رفيع المستوى بين الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ونظيره المصري «عبدالفتاح السيسي»، للتوقيع على وثائق تكميلية لتفعيل بروتوكول استئناف الرحلات الموقع بين البلدين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأضاف المصدر أن «مصر للطيران ستطرح الحجوزات على رحلاتها الأولى إلى موسكو بأسعار مخفضة تحسباً لأي مشاكل قد تطرأ خلال توقيع الوثائق التكميلية، ما قد يؤدي إلى تأجيل استئناف الرحلات الجوية بين البلدين».

وأشار إلى أن «هناك اتفاقا على أن تبدأ الرحلات بين القاهرة وموسكو فقط، وأن تتوسع خلال أشهر الصيف لتشمل مدينتي شرم الشيخ والغردقة، وذلك بناء على تقارير أمنية أعدتها وفود التفتيش الروسية أخيراً، وكشفت عن مشاكل عديدة في تأمين مطاري المدينتين الساحليتين، اللتين تعتبران الوجهتين الأولى والثانية للسياحة الروسية».

وأكد المصدر أنه «بعد قبول مصر وجود خبراء روس في مطاراتها لمراقبة الإجراءات الأمنية، اتفق الطرفان على ترك بعض التفاصيل لمفاوضات ستجرى في موسكو قبيل التوقيع، أولها مسألة صلاحيات الخبراء الروس بالنسبة إلى باقي الرحلات غير الروسية، وثانيها سلطات الخبراء الروس على الرحلات الروسية ومدى إمكانية تدخلهم لوقف بعضها، والأمر الثالث دورية حضور وفود التفتيش التي ستكون لها صلاحية مراقبة السلطات المصرية والخبراء الروس على حد سواء».

وذكر المصدر أن «السيسي أصدر تعليمات لوزارة الداخلية بسرعة تدريب وتأهيل 1000 عنصر أمني شاب في ألمانيا وبريطانيا، ليتولوا تنفيذ خطة طويلة الأجل لتحسين الأداء الأمني بالمطارات المصرية».

وأشار المصدر إلى أن «الحكومة بدأت في التواصل مع السلطات الأمنية والملاحية في ألمانيا وبريطانيا لسرعة تنفيذ الدورات التدريبية، وذلك بعدما اشتكت وزارة الطيران من سوء أداء عناصر الشرطة، ومطالبتها بتحسين نوعية ومستوى عناصرها بعد اكتشاف أخطاء جسيمة ومتكررة من قبل وفود التفتيش الروسية».

كان الإرجاء الروسي المتكرر لعودة الرحلات قد أدى إلى ارتباك متزايد للشركات السياحية، المصرية والروسية، والتي يتشارك بعضها في رأس المال، وبعض الفنادق والمنتجعات وشركات الطيران الخاصة.

وفي وقت سابق، أعلنت شركة «إيروفلوت» الروسية أنها ستستأنف رحلاتها من موسكو إلى القاهرة في 11 إبريل/نيسان المقبل، بعدما كانت قد حددت عدة مواعيد سابقة مطلع ومنتصف الشهر الجاري، ومن المقرر مبدئيا أن تسير الشركة 3 رحلات أسبوعيا.

وكانت الحكومة الروسية قررت قطع كل الرحلات الجوية مع مصر، وحظر الطيران المصري من التحليق في الأجواء الروسية، وذلك على إثر تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد 20 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل 217 شخصًا كانوا على متنها، باﻹضافة لأفراد طاقمها السبعة، وتبنى وقتها تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عن الحادث.

وأرسلت روسيا على مدار الفترة الماضية عددًا من الوفود الأمنية لتقييم إجراءات تأمين المطارات المصرية، خاصة مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.

وصاغت تلك الوفود عددًا من التقارير التي أشارت إلى ضعف إجراءات التأمين، كما أوصت بتطبيق عدد من الإجراءات، الأمر الذي أرادت موسكو إلزام القاهرة به من خلال اتفاقية أمنية.