رغم زعمه الدفاع عن الفضيلة، وإعلانه تغريم أي شخص يظهر على شاشة التليفزيون مبالغ طائلة إذا تلفظ بألفاظ خارجة، خرج نقيب الصحفيين المصريين الأسبق رئيس المجلس الأعلى للإعلام (حكومي) «مكرم محمد أحمد»، عن النص، وتلفظ بلفظ مسيء في ندوة عامة على الهواء مباشرة.
وفاجأ «مكرم» خلال ندوة الهيئة الوطنية للصحافة، لبحث ترتيبات تغطية الانتخابات الرئاسية، التي أذيعت على الهواء مباشرة على عدة قنوات فضائية، الحضور بالهجوم على جماعة «الإخوان المسلمون»، ومن يدعون إلى المصالحة معهم، ووصفهم بـ«المعرصين»
وقال: «الجماعة انتهت.. وفكرها لا يمكن أن يصلح للغد، وتلفظ أنفاسها.. وحسنا أن ربنا خلصنا منها»، وأضاف: «بعد كل اللي حصل يجي شوية معرصين يقولك نتصالح معاهم».
ورغم أنه قال إنه يعتذر عن استخدام اللفظ، لكن رواد مواقع التواصل، استنكروا على «مكرم»، استخدام هذا اللفظ المسيء علانية بصورة واسعة، رغم أنه من أصدر قرارا خلال الأسابيع الماضية بوقف برنامجي «أبلة فاهيتا» و«SNL بالعربي»، لأنهما يتضمنان ألفاظا بذيئة.
كما سبق لـ«مكرم» أن هدد في تصريحات له العام الماضي، بتغريم أي شخص يظهر في الإعلام بلفظ مسيء 150 ألف جنيه (8.5 ألف دولار أمريكي).
وغرد الصحفي «عمر الهادي»: «الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام يستخدم لفظ (معرصين) في ندوة مذاعة على الهواء.. فيه برامج اتوقفت وكتاب اتحبسوا ونشطاء اتعملهم قضايا وتمت استباحتهم عشان ألفاظ وتعبيرات أقل من دي ما عجبتش السلطة.. لكن الأستاذ مكرم يعمل كدة ويكمل وعظ ورقابة وأحكام أخلاقية على البشر عادي».
فيما قال الكاتب «وائل قنديل»: «شكراً للأستاذ مكرم محمد أحمد: رفعت الحرج عن أي شخص في استخدام التعبير الذي اعتمدته رسمياً اليوم.. من اليوم لا نقطة فوق حرف الصاد».
وسخرت «أماني» بالقول: «اعتماد لفظ (معرصين) كصفة عادية بواسطة المسؤول عن أخلاق الصحافه العباسية... مكرم محمد أحمد».
وأضاف «أحمد سرحان»: «مصطلح (معرصين) لازم يدخل القاموس، خصوصا بعد ما الأستاذ مكرم محمد أحمد استخدمه على الهوا.. المصطلح مهم ودقيق وله استخدامات متعددة في الحياة اليومية، وليس له بديل لغوي مناسب».
وردا على اتهام «مكرم» بالنفاق، قال «سرحان»: «فيه فرق.. المنافق بيحاول يتملق اللي فوقيه عشان يوصل.. المعرص بيزيد عليه إنه بيحاول ينشر نفاقه في المجتمع ويخلي الناس كلها معرصة زيه عشان اللي فوق يركبهم».
وتابع الحقوقي «محمد زارع» ساخرا: «أستاذ مكرم المفروض يمنع أستاذ مكرم من الظهور الإعلامي».
ولفظ «العرص»، الذي لزم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، قبل سنوات، والمشتق منه لفظ «معرصين» الذي استخدمها «مكرم»، شهد انتشارا كبيرا مع انتخابات الرئاسة في 2014، بعدما انتشرت حملة بعنوان «انتخبوا العرص»، لكسر هيبة «السيسي» في نفوس عموم المواطنين، وانتشال حالة الخوف والرهبة التي أحاطتها الأجهزة الأمنية حول شخصه.
وانتشر اللفظ بشكل واسع بين أوساط شبابية وشعبية، ليصبح ملاصقا لـ«السيسي» أينما حل، ويشتق منه لفظ «معرصين»، على مؤيديه، للدرجة التي جعلت وزارة الداخلية لإصدار بيانا وقتها قالت فيه إنها تتابع مطلقي اللفظ.
ومؤخرا ظهر المفكر والكاتب المصري «يوسف زيدان» بتصريحات مثيرة للجدل، مع الإعلامي القريب من السلطة «عمرو أديب»، زعم فيها أن كلمة «عرص» التي يهاجم بها البعض «السيسي»، ليست سبّة ولا شتيمة لكن أصلها يعود إلى كلمة (عرصات) وهي تعني الميادين والتقاطعات الكبيرة.
وأضاف: «الشخص الذي يوصف بـ( عرص) يكون معناه أنه شخص اجتماعي»، وفقا لقوله.
مراقبون وناشطون اعتبروا أن تصريحات «زيدان»، ربما تكون محاولة بائسة من النظام للتخفيف من وطأة تلك الكلمة ومعناها السيئ الذي التصق بـ«السيسي».
