صحيفة سعودية: تقارب المملكة مع العراق أربك مخططات إيران

الأحد 25 مارس 2018 11:03 ص

اعتبرت صحيفة سعودية أن تقارب المملكة مع العراق أربك مخططات إيران، مشيرة إلى أن السعودية اختارت من البداية تحديد علاقاتها مع العراق في قضايا إعادة الإعمار وبناء الاقتصاد.

وذكرت صحيفة «الوطن» السعودية، في تقرير نشرته أمس السبت، أنه «بعد نحو 15 عاما من السياسة الإيرانية في العراق، والتي اعتمدت بشكل كبير على بناء النفوذ السياسي والأمني داخل مؤسسات الدولة العراقية، شهدت العاصمة بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، تحركات مكثفة لمسؤولين اقتصاديين إيرانيين».

ونقلت الصحيفة عن قيادي عراقي في التيار الصدري، الذي يتزعمه الزعيم الشيعي «مقتدى الصدر»، قوله إن «سبب هذا التغير هو قلق النظام في إيران من تنامي الوجود السعودي في العراق»، مشيرا إلى أن «التقارب بين بغداد والرياض يقوي مكانة العراق أمام النظام الإيراني، ويحسن كثيرا من الموقف السياسي العراقي».

وشدد القيادي الشيعي على أن «التقارب السعودي العراقي فرصة تاريخية للمسؤولين في حكومة بغداد الحالية والمقبلة لإعادة تأسيس العلاقات العراقية الإيرانية على معايير جديدة تقوم على الندية بدلاً من النفوذ والتدخل والضغط من طرف واحد على الآخر».

ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصادر في ائتلاف «الوطنية» الذي يتزعمه «إياد علاوي»، قولها إن «التوجهات الاقتصادية للمسؤولين الإيرانيين الذين زاروا بغداد مؤخراً، مشكوك فيها إلى حد كبير، ولذلك قد يكون الانتقال من الأمن إلى الاقتصاد، مجرد وسيلة لتحقيق هدف سياسي، وهو قطع الطريق على السعودية التي اختارت من البداية تحديد علاقاتها مع العراق في قضايا إعادة الإعمار وبناء الاقتصاد».

كا نقلت الصحيفة السعودية عن قيادي رفيع في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه «مسعود بارزاني» في شمال العراق، قوله إن «النفوذ الأمني والسياسي لإيران في العراق طيلة السنوات الطويلة السابقة تسبب في أذى كبير».

وقال القيادي العراقي الكردي للصحيفة إن «العراقيين لم يستفيدوا شيئاً من هذا النفوذ بل على العكس، المشاكل زادت في البلاد وسيطر الإرهابيون على نصف العراق تقريباً، كما أن الخلافات السياسية بين الفرقاء العراقيين ازدادت وتيرتها في الفترة التي كنا نتحدث فيها عن قوة نفوذ إيران في المجالين الأمني والسياسي».

يُذكر أن السعودية فتحت سفارتها في بغداد عام 2015 بعد نحو ربع قرن من إغلاقها إثر غزو القوات العراقية للكويت عام 1990.

وعلى خلفية انتقادات وجهها السفير السعودي السابق في بغداد، «ثامر السبهان»، لقوات «الحشد الشعبي»، وما اعتبره «انتهاكات» تستهدف سنة العراق على يد تلك القوات، عادت العلاقات للتوتر بين البلدين؛ حيث طلبت بغداد استبدال «السبهان».

الأمر الذي استجابت له الرياض، في أكتوبر/تشرين الأول 2016؛ حيث عينت «عبدالعزيز الشمري» قائما بالأعمال في سفارة المملكة بالعراق؛ في خطوة عدها البعض تخفيضاً من قبل السعودية لدرجة تمثيلها الدبلوماسي في العراق.

لكن العلاقات العراقية السعودية بدأت في التحسن في الآونة الأخيرة.

وتمثل ذلك في زيارة أجراها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى بغداد في 25 فبراير/شباط 2017، وكانت تلك الزيارة الأولى لمسؤول سعودي إلى العراق منذ 14 عاما، وخلالها أكد «الجبير» أن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية، وتدعم وحدة واستقرار العراق.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أجرى رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» زيارة رسمية إلى السعودية كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية 2014؛ حيث بحث خلالها مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تعزيز التنسيق بين البلدين في جميع المجالات.

واتفقت الرياض وبغداد في ختام تلك الزيارة على تأسيس «مجلس تنسيقي» لـ«الارتقاء بعلاقاتهما إلى المستوى الاستراتيجي».

المصدر | الخليج الجديد + الوطن

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية العراقية مخططات إيران إعادة الإعمار الاقتصاد العراقي